عزيزي رئيس التحرير.. يتحمس كل واحد منا لرأيه الوحيد والصائب دائما حسب نظرتنا والاخر هو المخطىء دائما ونظرته قاصرة ولا يفهمنا ويحاول هدمنا والقضاء علينا ذلك هو الاعتقاد الذي يعشعش في رأس كل منا. يقول الدكتور طارق السويدان عندما تريد ان تحاور شخصا ما فانت تحاور فكره وعقله وانت تحاوره لاتحاربه.. وعليك ان تعرف ثلاثة اشياء مهمة ماهي قضيتك.. وماهو الشخص الذي امامك وماهي ميوله واتجاهاته وافكاره واخر شيء يجب عليك معرفته قبل البدء بأي حوار هي معرفة الوسيلة المستخدمة في الحوار. فماذا تريد من الحوار.. وما هدفك؟ اتريد ان تشرح رأيا.. او ان تبرر موقفا او ان تحل قضية؟ هل تعرف شخصية المحاور الآخر.. اهو صادق ام كاذب؟ وان سألتموني لماذا بدأت بالصدق والكذب فأقول لكم بانها الاساس في اي حوار فان كان اي طرف من المتحاورين كاذبا.. اي عرف عنه الكذب فالنتيجة التي سيصل اليها المتحاوران لا يعول عليها ودون المستوى المأمول من الحوار ومن الاشياء التي يجب عليك كمحاور ان تعرفها الجدية والهزلية في المحاور الاخر فان كان هزليا فانك ستفاجأ في منتصف الحوار ان محاورك يشطح بعيدا لتصاب بعدها بخيبة امل كبيرة من ذلك. ولمستوى الشخص العلمي والثقافي والاكاديمي دور كبير في استمرارية الحوار بمستوى انساني واقصد بالانسانية اي احترام كل الطرفين للآخر وعدم التجريح الشخصي او الاساءة للاخرين وهذا قلما نجده في وقتنا الحاضر كما ان المخرج الحاصل من حوارات المثقفين والمتعلمين اجود وابقى وانفع واستخدام لغة العقل والاقناع واللين وعدم الانفعال والتسلسل في الحوار والاتفاق على مبادىء اساسية وعامة قبل الحوار يساعد على الانتهاء سريعا من الحوار والخروج بنتائج مرضية فليس الحوار وسيلة لاستعراض العضلات او للتقليل من الآخرين، فبعض المحاورين الضعفاء والجامدين عقليا يعوضون ضعفهم وقلة حيلتهم برفع اصواتهم. فكل وجهة نظر واختلاف وجهات النظر دائما لا يفسد للود قضية فان اختلفت معك في الرأي لا يعني دائما بأنني ضدك وعلينا ان نلغي النظرية الخاطئة (اما ان تكون معي او انك ضدي) واكثر ما يعانيه المثقفون والاكاديميون في حواراتهم هي السطحية وعدم التغلغل في صلب ولب الموضوع وغالبا ما يجرهم الى ذلك من هم اقل فكرا ووعيا في ذلك وعلى المتحاورين دائما شحذ الهمم وطرح الافكار وعدم الانتقاص من اي رأي او فكرة وعلى المحاور الجيد استخدام وسائل الاقناع المفيدة على المدى الطويل فلا نفتح عقولا عليها اقفالها بالقوة بل بالصبر والاقناع والحجة كما ان المحاور الجيد بعيد النظر وقوي الحدس يتسم بالصبر والحلم. وللوصول الى عدم الاختلاف بين المتحاورين ايا كانت اتجاهاتهم عند البدء في الحوار اقترح عليهم احضار ورقة وقلم وكتابة موضوع الحوار والهدف منه وتقسم الورقة الى قسمين كل منهما يناقش لمدة دقيقتين لكل فكرة ثم يضع رأيه داخل القسم الخاص به في الورقة وهكذا الاخر شريطة ان يلتزما بوقت فان للحوار باكمله مثلا نصف ساعة وعندها سيصلون الى نتيجة مرضية سريعة لانها افضل وسيلة للاتصال بين المتحاورين. وفق الله الجميع. سرور محمد الحربي