عندما نستمع الى الحوارات في القنوات التلفزيونية بين اثنين فان الحوار مبني عادة على ان احدهم معارض للآخر وحتى المحاور يحاول اثارة اسباب الخلاف والمواضيع غير المتفق عليها والملاحظ انه لا يوجد بينهم وسائل اتصال صحيحة وكما ان الغالبية منهم لا يتقيد بآداب الحوار وبذلك لا نجد الا رفع الاصوات غالباً من باب (خذهم بالصوت لا يغلبوك) وهذا افقد المشاهد والمستمع الاستفادة من الحوار في القنوات وعدم تحقيقها للفائدة المرجوة منها وهي ان يخرج الحوار بلا ثمرة وتنتهي الحلقة وما زال الكل منهم على خلاف ومتمسك برأيه بل يترك الحوار اسئلة لدى المشاهد لا يجد لها اجابة ومن آداب الحوار التي يجب ان يراعيها المتحاوران والتي من خلالها نرتقي بالحوار ليصل له المشاهد الى فائدة ويترك اثراً في المتلقي وعلى حسب رأيي المتواضع: اولاً: تحديد موضوع الحوار بشكل دقيق والا يكون عدة مواضيع في موضوع واحد فمثلا عندما تطرح قضية سياسية في بلد معين يجب الا نخرج الى بلد آخر او ان لا نلحق بها قضية سياسية اخرى وعندما يكون الحوار في مسألة شرعية يجب ان نقف على حدود هذه المسألة وعدم تفريعها الى مسائل متشبعة تخرجنا في النهاية من الحوار دون ان نصل الى قناعة تامة. ثانياً: معرفة قدرة المحاور وتخصصه في المجال الذي أتى ليناقش فيه او يحاور فيه ويعني ذلك الالتزام بالتخصص حتى يخرج المشاهد بفوائد من استماعه وانصاته لمجريات الحوار. ثالثاً: الا يخرج المحاور عن موضوع الحوار ليدخل في نقاشات شخصية مع المتحاورين مما يفقد الحوار اهميته ويصبح حواراً لاستهلاك الوقت فقط. رابعاً: غالبية الحوارات التي نشاهدها يوجد لها اهداف خفية مبطنة تظهر في فعاليات الحوار وهي التعرض لطائفة او دولة او مؤسسة دينية او اجتماعية وتظهر من تركيز المحاور لجر المتحاورين للتعرض لها من خلال الاسئلة الاستفزازية احياناً فهل هذا من آداب الحوار؟. خامساً: الحوار يسمى حواراً اذا وجدت فيه آليات الحوار وهي الانصات -الاقناع - التحليل - الثمرة من الحوار وغيرها كثير نفتقدها في حواراتنا المنقولة فضائياً.أخيراً اقول لكل معد لبرنامج الحوار او مقدم له او ضيفاً فيه اريحونا من الحوارات التي تحمل اهدافا خفية ومغلفة بصيغة الحوار والتباكي على امور تثير الفتن والنزاعات.. والمتحاورون بعيدون كل البعد عن هموم الامة والبحث عن بدائل غير الحوارات التي اصبحت سمة عامة في القنوات الفضائية والنتيجة يبقى الخلاف وتزيد التساؤلات ويبقى حال الامة كما هو عليه. فهد العمري - المدينة المنورة