عزيزي رئيس التحرير انني اعجب لحال البشر.. كيف تكون قلوب بعضهم قاسية بدون حدود.. ايعقل ان تقتل معلمة طالبتها بالحبس بين الفئران والعناكب؟ اي قلب هذا؟ اي علم هذا الذي تعلمته اي درس تربوي تعاقب فيه صغيراتها البريئات؟ ماذنبهم اذا كانوا اطفالا لا يدركون الأمور؟ اتجهل المعلمة الاساليب التربوية لمعالجة الضعف الدراسي لدى الطالبات؟ ام هي قصة اقرب للخيال؟ احقيقة ام حلم هذا الذي حدث؟ عقلي لا يكاد يصدق ان تكون معلمة بهذا المستوى من القسوة. لقد قرأت في صحافتنا المحلية مقالا للكاتبة منيرة مرزوق البقمي بعنوان (القصاص) في 29 من ذي القعدة الماضي الموافق 21 يناير 2004 بان معلمة فتحت احد المخازن ودفعت بالصغيرة الى داخله واقفلت الباب عليها.. وبدون احساس او ضمير تذهب المعلمة الى المنزل لتكمل متعة اجازة يوم الاربعاء بالذهاب الى المشتى الذي يبعد اكثر من مائتي ميل عن القرية واستمتعت بوقتها في الحدائق والاسواق والمطاعم، وقد انساها الشيطان امر التلميذة المسكينة والتي قلبت اسرتها الدنيا بحثا عنها فانتشرت الدوريات في كل مكان، وتم اعتقال بواب المدرسة الذي بدا الذعر على وجهه اذ انه في موقع المسؤولية، وكانت المعلمة تستعد لغسيل الملابس عندما وجدت المفتاح في جيب التنورة عندها تذكرت التلميذة التي لايعلم احد سواها بوجودها في المخازن النائية عن المبنى الرئيسي للمدرسة. اخبرت زوجها فاتجهت الى مركز الشرطة تريد الحارس الذي يحتفظ بمفاتيح بوابة المدرسة.. ثم اتجهت كالمجنونة الى المخازن وما ان فتحت الباب حتى غشي عليها بسبب ما رأته. رجال الشرطة الذين رافقوها ذهلوا ايضا من ذلك المنظر الذي رأته ورأوه في حين تسمر زوجها في مكانه. احد رجال الاسعاف الذي وصل لاحقا حمل الطفلة التي فارقت الحياة وبدت جاحظة العينين وقد تحولت بعض خصلات شعرها الى اللون الابيض لقد كان منظرها مريعا، مما يدل على معاناة الصغيرة مع نوبات الفزع والهلع التي انتابتها اثناء هذه الوحشة الطويلة. يالهول ماحدث..! ويالسوء ما عملته هذه المعلمة؟ لماذا هذا العنف التربوي لماذا الجهل بالاساليب التربوية؟ هل هو نقص في العقل او خواء في الفكر او مرض في القلب؟ فالاسرة اودعت ابنتها امانة عند المعلمة للتعليم وليس للتعذيب ولتكون المعلمة بمثابة الأم في العطاء والحنان والحب والمعلمة المثالية هي الوجهة الثانية المكملة بعد دور الاسرة. بعد هذا نقول: لابد من تكثيف دورات تربوية لنشر أسس التربية في معاملة الطالبات حتى لا تتعرض أخريات لمثل هذه المصيبة. ان المعلمة المثالية هي التي تعالج بالاسلوب التربوي الصحيح قصور الضعف لدى الطالبات سواء كانت حالات القصور دراسية او نفسية او ادراكية او اخلاقية والمعلمة المثالية تعالج الجفاف العاطفي التي تفقده الطالبة في حالة فقد والديها او غيره.. مهنة المعلمة مسؤولية عظمى ملقاة على عاتقها وليست وظيفة ذات هدف مادي بحت فلتعتبر بقية المعلمات من هذه القصة ليتخلين عن العقوبات والتصرفات غير المدروسة تجاه طالباتهن. @@ وضحى الصايل