كنا قد تطرقنا في مقالة الاسبوع الماضي الى الهجمة الشرسة الموجهة للمملكة والتي من خلالها حددنا المحاور التي يرتكز عليها الهجوم، والمتمثلة في التعليم والمرأة واختيار هذين العنصرين من قبل الناعقين والمشككين لم يكن اعتباطا او عفويا فالجميع يعلم ان المرأة في اي مجتمع تعتبر المعلم الاول لأي طفل (ذكر او انثى) تعلمه توجهه، تربيه وتنشئه على المعتقدات التي تؤمن بها وتمارسها وذلك عبر السنوات الست الاولى من حياة الطفل لتشارك المدرسة بعد ذلك باستكمال ما بدأته الأم بهدف توسيع مدارك الطفل وتفكيره. ومن هنا كان التركيز عليهما (المرأة، التعليم) باعتبار ان كلا منهما يكمل الآخر وامتداد له وهما العامل الرئيس في تبلور افكار ومعتقدات الاجيال القادمة وان كنت اجزم بان - المرأة التي كفل لها الاسلام حقوقها وأوجب عليها واجبات وأمرها بالحجاب وعدم التبرج او مخالطة الرجال - هي المحور المهم في هذه المعادلة والسيطرة عليها وتوجيهها يعني السيطرة على الاجيال القادمة وتوجيهها ضمن خطط مرسومة منذ زمن. واول الخطوات كانت قد بدأت بصحن الالتقاط الفضائي (الدش) وما يحمله من عادات وتقاليد وافكار وانحلال اخلاقي، مرورا بالشبكة العنكبوتية (الانترنت) والمواقع الاباحية بها ومواقع المحادثات الجماعية وتبادل الصور وتناقل الفضائح او التشهير - ليس معنى ذلك ان نغفل منفعتهم والفائدة الكبيرة لهم ولكن نتحفظ على طريقة الاستخدام والسموم المرسلة عبرهم - والآن جاء الدور على التعليم والمرأة محاولين ان يصلا للهدف المرسوم فهما المفتاح للتحكم في افكارنا ومعتقداتنا. فهل فهمنا مايحاك لنا؟ وهل سيكون الوطن مجتمعا يشكل فيه المرأة والرجل نسيجا واحدا يكمل كل منهما الآخر ضمن ثوابت - القرآن والسنة - لنفوت الفرصة على المزايدات والاطروحات التي لاتخدم المجتمع؟ وهل سنؤمن بأن مناهجنا الدينية مازالت صالحة لهذا الزمان والمكان؟ ام اننا سنسمح لتلك الحملات بتغريبنا وتغيير مفاهيم الاجيال القادمة مما قد يوجد فجوة بين الآباء والابناء.