تشهد مدينة جدة بين وقت وآخر ظاهرة يعاني منها العديد من المواطنين و المقيمين بسبب رفع قيمة أجرة «الليموزين» أكثر من أربعة أضعاف ، وبأسعار خيالية لقيمة التوصيلة التي اعتادوا عليها، وأرجع أصحاب «الليموزين» هذا الارتفاع إلى ارتفاع تكلفة قطاع غيارات السيارات إضافة إلى أن الكثير من الشركات «الليموزين» طالبت سائقيها برفع السعر لتحقيق أعلى ربح ممكن. مطالب بوجود تسعيرات محددة أو تقريبية للأماكن المقصودة (اليوم) وقد سلطت «اليوم» الضوء على العاملين في قطاع النقل و قامت بجولة ميدانية قابلت فيها العديد من السائقين الذين أجمعوا على المردود المادي الكبير الذي يشهده هذا العمل حتى وبعد ازدحام كافة مدن المملكة بسيارت الأجرة. في البداية يؤكد إبراهيم - أحد السائقين - أن الربح الصافي طيلة فترة عمله كسائق كانت تتراوح بين 3 آلاف و 4 آلاف ريال شهريا في الأيام العادية من الأسبوع ، مؤكدا أن المبلغ يزيد عن ذلك في آخر كل أسبوع بحكم الإجازة الأسبوعية ، إضافة إلى جميع الإجازات الأخرى على مدار السنة والمناسبات والأعياد الرسمية . يصل أجر سائق الليموزين الشهري بصافي يتراوح من 3 آلاف ريال إلى 3500 ريال و منهم من يعمل لمدة تزيد عن ذلك لتصل إلى 14 ساعة يوميا وتفوق ذلك في بعض الأحيان ويحصل على مبلغ وقدره 4 آلاف ريال يتراوح بالزيادة ليصل حتى 5 آلاف ريال في الأيام العادية . و يضيف سائق آخر و يدعى محمد أن السائق نفسه هو الوحيد المسؤول على مضاعفة أو تقليل المردود المادي الذي يجنيه و ذلك من خلال تحديد ساعات العمل ، فهناك من يعمل لمدة 8 ساعات يومية و يحصل على أجر مادي شهري صافي يتراوح من 3 آلاف ريال إلى 3500 ريال و منهم من يعمل لمدة تزيد عن ذلك لتصل إلى 14 ساعة يوميا و تفوق ذلك في بعض الأحيان و يحصل على مبلغ و قدره 4 آلاف ريال يتراوح بالزيادة ليصل حتى 5 آلاف ريال في الأيام العادية . وردا على وجود تسعيرات محددة أو تقريبية للأماكن المقصودة من قبل الركاب بجدة أجمع السائقين أنه لا وجود لتنظيم التسعيرات ذلك لأن السائق وحده هو المخول لهذه المهمة ، وعلى الراكب أما قبول السعر أو رفضه. مبينا أن الراكب أصبح يعي تماما أسعار الأماكن التي يقصدها، كما يعي أيضا أن لإجازة الأسبوع والإجازات السنوية و الأعياد تسعيرة أغلى إن لم تكن أضعاف الأضعاف . و على الرغم من المزايا الآنف ذكرها إلا أن السائقين أكدو أن بعض أصحاب شركات التأجير يغالي في تحديد المبلغ الأسبوعي الذي يستلمه و الذي يشمل عند بعض الشركات أجرة 5 أيام من الأسبوع ، و عند البعض الآخر أجرة 6 أيام من الأسبوع ليكون بذلك للسائق أجرة يومين أو يوم واحد فقط من حقه ، خاصة و أنه مجبور على دفع مبلغ يختلف باختلاف الشركة المتعاقد معها ليكون المبلغ بين 670 ريالا أسبوعيا وصولا إلى 750 ريالا أسبوعيا، ناهيك عن تكبدهم لمصاريف كل ما يخص السيارة من بنزين و زيت و تصليحات ، خاصة و أن الشركة لا تتحمل إلا التأمين على السيارة في حالات الحوادث فقط إضافة إلى مصاريفهم الشخصية من سكن و أكل وشرب و تأمين صحي و مصاريف تجديد الإقامات إن كانو أجانب، خاصة و أن علاقة كل من الكفيل بالمكفول علاقة باتت مادية بحتة على حد قولهم قائمة بالأساس على المبلغ الذي يفرضه عليه الكفيل مقابل إبقائه على كفالته . كما أكدوا أن التهديد الوحيد الذي يواجه هذه المهنة هو عدم تحديد قوانين و ضوابط للسيارات الخاصة التي أصبحت تشكل شريكا فارضا لوجوده في سوق النقل السعودي و منافسا كبيرا لسيارات الأجرة ، خاصة و أنها تكون أكثر أمانا من خلال تعاملهم مع سائق محدد من وجهة نظر البعض ، و تحمل شكلا أكثر أناقة لأنها ستكون من اختيار الراكب وفي متناوله متى ماطلب ذلك من وجهة نظر البعض الآخر . و بالعودة إلى مستقلي و راكبي سيارات التاكسي أصروا على أن السائقين يرجعون الأسعار المبالغ فيها لأعذار اعتبروها من وجهة نظرهم واهية و لا أساس لها من الصحة كبعد المكان أو كزحام الطريق المقصود أو أوقات الذروة كخروج الطلبة من مدارسهم أو العاملين من العمل و غيرها من الأعذار ، مبينين أن هذا العمل بالذات لا يستوجب هذه الأعذار إذ أن السائق ملزم بحكم اختياره لهذه المهنة دون غيرها من المهن بإيصال الراكب إلى وجهته دون اختلاق أي أعذار، و بأسعار مناسبة بعيدة عن التضخم.