هذه المرأة خدعت (100) رجل من مختلف الفئات .. كانت ترتدي أفخر الثياب و تضع أفخر أنواع العطور حتى تستطيع أن توقع بفريستها.. تجلس في إحدى الكافيتريات في الأماكن الراقية بالجيزة و القاهرة و تتعرف على أحد الرجال و تلقي بشباكها حوله .. فيجلس معها و يتعارفان و تذهب معه إلى شقته و هناك ترتكب جريمتها حيث تضع للضحية مخدرا في كوب عصير و تسرق كل ما خف وزنه و غلا ثمنه ثم تهرب و تبدأ رحلة البحث من جديد عن ضحية جديدة و يتكرر الموقف مع أكثر من شخص حتى ارتكبت أكثر من مائة جريمة بنفس الأسلوب قبل القبض عليها .. واعترافها بارتكابها الجرائم المنسوبة إليها و إنها سرقت أكثر من (100) رجل في فترة قصيرة وحققت ثروة من وراء ذلك .. و عللت المتهمة جرائمها بأنها ضحية لزوجة الأب .. فقد توفيت أمها و هي طفلة صغيرة .. و بعد وفاة أمها بأشهر معدودة تزوج والدها من زوجة أخرى أذاقتها صنوف العذاب .. حتى قررت أن تترك المنزل و تذهب إلى الشارع بحثاً عن أي مكان يؤويها بعيداً عن جحيم زوجة الأب .. و بالفعل تركت بلدتها بالبحيرة وحضرت إلى القاهرة لتصطدم بصخرة الواقع .. لا تعرف أحداً .. سارت في شوارع القاهرة هائمة على وجهها .. نامت تحت الكباري وعلى الأرصفة حتى تعرفت على فتاة في أحد الشوارع بمنطقة العمرانية بالجيزة و اصطحبتها معها و استأجرت لها غرفة صغيرة سرعان ما تحولت إلى شقة بسبب الجرائم فقد كانت صديقتها تسرق بنفس الأسلوب و تم القبض عليها و هي تقضي الآن عقوبة السجن .. تدربت الفتاة على فنون السرقة على يد صديقتها ونفذت جرائمها بأسلوب التخدير حتى سقطت في قبضة المباحث و تمت إحالتها للنيابة التي أمرت بحبسها و إحالتها للمحاكمة . التقينا بالمتهمة في مكتب رئيس مباحث العمرانية وقالت : رانيا وهي تبكي: لا تحاسبوني.. حاسبوا الظروف فأنا ضحية قسوة الأب و جحيم زوجة الأب التي حولت حياتي إلي جحيم لا يطاق .. منذ أن فتحت عيناي على الدنيا و أنا محرومة الأم .. فقد توفيت والدتي و أنا طفلة صغيرة و هي لم تنجب غيري بعد رحلة مع المرض لم تمر عدة أشهر على وفاة والدتي ختى تزوج والدي من سيدة أخرى أنجب منها ثلاثة أولاد .. كنت خادمتهم .. أقوم بعمل كل شيء في الشقة ينام الأولاد في غرفة و أنا أنام علي الأرض .. كانت زوجة أبي تعاملني بقسوة وتضربني لأتفه الأسباب .. لم أفعل شيئاً .. ما ذنبي؟ .. تبكي رانيا و الدموع تنهمر من عينيها و تقول : قررت بعد ذلك أهرب لأستريح من هذه المأساة أو أنتحر لأستريح للأبد .. لكني لم أستطع الانتحار فهربت إلى القاهرة .. وركبت أول قطار متجه إلى أم الدنيا .. ربما أجد هناك من يشعر بمأساتي و يعاملني برفق عسى أن أجد من يعوضني حتى و لو بجزء قليل من حنان الأم ورعايتها .. لكن الأمر أزداد تعقيداً وتهت في زحام القاهرة .. افترشت الأرض .. ونمت تحت الكباري و على الأرصفة .. تعرضت كثيراً للذئاب البشرية التي لا ترحم .. هاجمني الكثير أثناء نومي في ساعات الليل الأخيرة و لكني كنت أستغيث فيهرب من يحاول أن يتحرش بي .. و في أحد الأيام بعد تنقلي من مناطق القاهرة إلى الجيزة .. تعرفت على فتاة اصطحبتني معها و استأجرت لي غرفة صغيرة بالمنطقة و علمتني فنون السرقة بأسلوب التخدير و سرقنا سوياً حتى تم القبض عليها .. بعدها احترفت السرقة وكنت أجلس في إحدى الكافيتريات لأصطاد زبائني أختار من يجلس بمفرده و يظهر عليه علامات الثراء نتبادل النظرات فيشير إلي بأن يجلس معي فأوافق على الفور .. فيأتي و يجلس معي .. و أتوجه معه إلى شقته و هناك أقدم له عصيرا به مخدر و عندما يغيب عن الوعي أسرق ما معه من نقود ثم أستولي على ما خف وغلا و أرتفع ثمنه من الشقة و أهرب و أبحث عن ضحية أخرى حتى تم القبض علي