هذه قضية مجرم اراد ان يهدم حياة اكثر من طفل ويحولهم الي مجرمين من العيار الثقيل.. ! قضية الضحية فيها أطفال في عمر الزهور.. عاشوا أسوأ فترات حياتهم في وكر المتهم.. كادوا أن يتحولون إلي شياطين بعد أن دخلوا مدرسة الاجرام.. وكادوا ينسون اسرهم.. وعاشوا فترات من الرعب على يد محمود الاسود المخيف! أب كان يبحث عن ابنه الغائب.. تتبع خطواته.. وفي النهاية توصل إلي طرف الخيط.. وكانت المفاجأة حينما اكتشف وكر الجريمة.. والمافيا التي تستدرج الاطفال وتبيعهم لمحترفي الانحراف! اسرار مثيرة كشفتها مباحث القاهرة.. أيام عديدة حتى اكتملت حلقات هذه الجريمة شديدة الغرابة.. حتى حانت لحظة الصفر.. تم ضبط العصابة وعاد الاطفال الى اسرهم! كانت بداية هذه القضية بلاغا عاديا من صاحب محل عصير الي المقدم عاصم الشافعي رئيس مباحث باب الشعرية.. الموظف أكد لرئيس المباحث إن ابنه الصغير عمرو 11 سنة خرج ليلعب مع اصدقائه وعاد الجميع.. ولم يعد عمرو! الأب أكد انه لايشتبه في أحد.. وقدم للضابط صورة لابنه الصغير.. مسح عم سيد دموعه وخرج من قسم الشرطة.. قرر أن يبدأ رحلة البحث بنفسه ويترك لرجال المباحث عملهم! حمل الأب. صورة ابنه وبدأ يجوب الشوارع بحثا عن عمرو.. مرت الساعات.. والأيام دون ان يشعر الأب بالوقت .. قاوم الأحساس بالاجهاد واليأس .. كان يحتفظ بداخله ببصيص من الأمل! كان متأكدا انه سيعثر على ابنه مهما طال الزمن.. كان يعود في نهاية اليوم.. تستقبله زوجته بدموعها وتسأله سؤالا متكررا هل وجدت عمرو؟! لكنها تلمح الاجابة في عيون زوجها .. وتنهار الأم.. ويطلب منها الأب ان تهدأ .. يؤكد لها إنه سيجد ابنه مهما طال الزمن.. لم يترك الحاج سيد مكانا الابحث فيه! تمر الأيام ويقترب الحلم من التحقيق.. طفل متسول توقف طويلا امام صورة عمرو.. أكد للأب انه شاهد صاحب هذه الصورة.. ظهرت اللهفة الشديدة علي وجه الاب وهو ينتظر المزيد من المتسول الذي اعتصر ذاكرته! الولد ده كان مع محمد بتاع الجاز انطلق المتسول ميمي بهذه العبارة التي أحيت الأمل في قلب الأب.. سأله من يكون بائع الجاز.. وأين يجده؟ الطفل أخبر الأب ان محمد شخص مخيف.. يخشاه الاطفال.. احترف استدراج الاطفال الصغار بعيدا عن بيوتهم ويهددهم ويجبرهم على العمل معه في التسول والسرقة! بائع الجاز! لم يضيع الاب وقته.. اصطحب الطفل المتسول معه الي مكان بائع الجاز.. استمرت رحلة البحث طويلا.. فلم يكن هناك أثر للرجل.. ذهب الأب مع الطفل لكل الاماكن التي يتواجد فيها محمد دون ان يظهر له أثر! بدا التعب واليأس على وجه الطفل المتسول.. لكن الأب توسل إليه الا يتركه.. وواصلا رحلة البحث.. اخيرا توقف الطفل فجأة وقلبه يخفق بقوة .. امسك بيد الأب وأشار إليه! نظر الحاج سيد في هذا الاتجاه.. وجد شخصا رث الملابس يحيطه مجموعة من الاطفال.. طلب الاب من ميمي المتسول ان يقف بعيدا.. وتقدم نحو محمد بائع الجاز! عرفه بنفسه.. قدم له صورة ابنه.. طلب منه ان يرشده لمكانه بهدوء.. ووعده انه لن يخبر الشرطة.. لكن محمد بائع الجاز أنكر تماما معرفته بصاحب الصورة.. طلب من الاب ان يتركه في حاله! بدأ الغضب علي وجه الاب.. عاد إلي ميمي الطفل المتسول.. اصطحبه الى بائع الجاز.. حدثت مواجهة سريعة بينهما.. اصر المتسول ان محمد استدرج عمرو بعيدا عن منزله! تلعثم بائع الجاز لم يدر مايقوله.. في لحظات اتصل الاب ببعض اقاربه.. وصف لهم المكان الذي يقف فيه وطالبهم بالحضور فورا .. حاول بائع الجاز الهرب.. لكن الاب هدده بإبلاغ الشرطة.. قبل ان تمضي نصف ساعة وصلت سيارة تحمل أقارب الاب! اقتادوا محمد إلي السيارة كمموا فمه.. وصلوا به الي منزل الأب.. وضعوه في إحدى الغرف.. اوثقوه.. وبدأوا رحلة التعذيب .. مرت ساعات قبل ان يعترف المتهم بكل شيء! أكد إنه شاهد عمرو يلعب في الشارع ليلا.. استدرجه بعيدا عن منزله.. أخبره إنه سيشتري له حلوي.. وذهب به إلى إحدى المناطق الشعبية! قضى الطفل مع بائع الجاز بضعة أيام.. وبعدها باعه إلي محمود الاسود ب(20) جنيها.. قبل أن يكمل المتهم اعترافه اقتحم رجال مباحث باب الشعرية الشقة.. وصلت معلومات للمقدم عبدالرحمن خالد وكيل فرقة باب الشعرية ان الأب يحتجز شخصا بمنزله.. ويداوم على تعذيبه! شرح الأب لوكيل الفرقة ابعاد القضية.. وتم اصطحاب الجميع إلى قسم الشرطة.. تم إخطار العقيد انور سعيد مفتش المباحث والعميد مصطفى عبدالعال رئيس مباحث الغرب! البحث عن الاسود! بدأ رجال المباحث في اعادة استجواب محمد بائع الجاز الذي حكي لهم ماحدث ووصف لهم الاماكن التي يتواجد بها محمد الاسود قائد مدرسة الجريمة! تم إخطار اللواء عبدالله الوتيدي نائب مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة.. وقاد اللواء فاروق لاشين مدير المباحث فريق البحث بقسم باب الشعرية.. وكلف رجاله بسرعة الوصول للاسود! اصطحب رجال المباحث بائع الجاز معهم لارشادهم عن مكان المتهم.. اقاموا عدة ايام بأماكن مختلفة.. مصر الجديدة.. والمرج.. والسيدة زينب وباب الشعرية! لم يكن هناك أثر للاسود.. اختفى من جميع الاوكار.. لكن رجال المباحث لم ييأسوا.. استمرت الأكمنة في انتظار ظهور الاسود! مضت الأيام.. وأخيرا جاءت اللحظة الحاسمة.. انتبه رجال الشرطة على اشارة من بائع الجاز.. ظهر الهدف المنتظر.. كان يمشي بهدوء متجها إلي جراج بمنطقة مصر الجديدة! انقض عليه رجال المباحث.. فوجيء بهم.. حاول الهرب من الكمين.. لكنهم حاصروه من كل اتجاه .. صرخ المتهم وهو يسأل عن سبب القبض عليه.. أكد لهم انه إنسان شريف لايصح إلقاء القبض عليه!في قسم الشرطة تمت المواجهة بين الاسود وبائع الجاز.. ومرت ساعات والاسود مصر على الإنكار.. ولكن رجال المباحث أخبروه انهم داهموا الوكر الذي يخفي فيه الصغار! انهار محمود الاسود.. وبدأ اعترافاته.. أكد إنه يشتري الاطفال من بائع الجاز بعشرين جنيها للطفل.. ويقوم بتدريبهم على كل فنون الجريمة! أرشد المباحث عن المكان الذي يخفي فيه الاطفال.. تم إخطار اللواءين نبيل العزبي مساعد أول الوزير لأمن القاهرة.. واسماعيل الشاعر مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة! تحركت قوة من المباحث للوكر بعد الحصول علي إذن من النيابة.. المكان عبارة عن غرف قديمة في بدروم عمارة متهالكة. عثرت الشرطة على مجموعة من الأطفال المخطوفين! أعمارهم لم تتجاوز العاشرة.. وبينهم كان يجلس عمرو الخوف كان واضحا على ملامحهم.. لم يصدقوا أن رجال المباحث جاءوا لانقاذهم من براثن الاسود المرعب.. بكى الاطفال عندما علموا إنهم سيعودون إلي اسرهم بعد طول غياب! بعضهم ابتعد عن منزله أكثر من سنة.. واحدثهم جاء للوكر منذ ثلاثة أيام فقط.. كان عمرو أكثرهم سعادة عندما علم ان والده ينتظره بقسم الشرطة! بدأ الطفل يحكي أيام الرعب التي قضاها في وكر الجريمة.. لم يتوقع مطلقا.. ان يتحول من طالب متفوق في دراسته الي مجرم محترف لكل انواع الجريمة! أكد أن بائع الجاز استدرجه بعيدا عن منزله .. وفوجيء به يقدمه للاسود الذي اقتاده الي الوكر.. هناك شاهد الطفل مشاهد الرعب.. اطفال كثيرون يسكنون غرفة ضيقة.. في المساء يدربهم الاسود على كل فنون الجريمة .. التسول.. السرقة .. النشل ! في الصباح يجبرهم على ممارسة الجريمة.. والويل كل الويل لمن يفشل.. والعقاب.. الشديد لمن يحاول الهرب من الوكر.. احد الاطفال أمسك به الاسود قبل ان يهرب فقام بتعذيبه! طفل آخر حاول الهرب فقطع الاسود أذنه- وآخر فقأ عينه.. كان الاطفال يشاهدون ما يحدث.. ويتراجعون عن فكرة الهرب خوفا من بطش الاسود! كان الخوف الشديد يدفع الاطفال للامتثال لاوامر الاسود.. ايام حياته .. كان يبكي ليلا وهو يتذكر منزله.. ووالديه.. وكتبه ومدرسته! لم يتخيل ان تنتهي حياته بهذا الشكل .. أخيرا تحقق الحلم .. تمكن رجال المباحث من تحرير الاطفال! في قسم شرطة باب الشعرية كان المشهد مؤثرا.. الأب احتضن ابنه في لقاء ممزوج بالدموع.. سجد الأب شكرا لله لانتهاء الكابوس! واسدل الستار على مشاهد الرعب.. وعاد جميع الاطفال لاسرهم!