الصين تخفض الرسوم الجمركية على الإيثان والمعادن المعاد تدويرها    انخفاض سعر صرف الروبل أمام الدولار واليورو    المكسيك.. 8 قتلى و27 جريحاً إثر تصادم حافلة وشاحنة    بعد وصوله لأقرب نقطة للشمس.. ماذا حدث للمسبار «باركر» ؟    الفرصة مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    أدبي جازان يشارك بمعرض للتصوير والكتب على الشارع الثقافي    دبي.. تفكيك شبكة دولية خططت ل«غسل» 641 مليون درهم !    «الجوير».. موهبة الأخضر تهدد «جلال»    ابتسامة ووعيد «يطل».. من يفرح الليلة    رينارد وكاساس.. من يسعد كل الناس    الأردن تدين حرق قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان    رئيس الشورى اليمني: نثمن الدعم السعودي المستمر لليمن    مكي آل سالم يشعل ليل مكة بأمسية أدبية استثنائية    جازان تتوج بطلات المملكة في اختراق الضاحية ضمن فعاليات الشتاء    الرويلي يرأس اجتماع اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة    مدرب ليفربول لا يهتم بالتوقعات العالية لفريقه في الدوري الإنجليزي    رئيس هيئة الأركان العامة يلتقي وزير دفاع تركيا    رينارد: مباراة العراق حاسمة ومهمة للتقدم في البطولة    لخدمة أكثر من (28) مليون هوية رقمية.. منصة «أبشر» حلول رقمية تسابق الزمن    السعودية تقدم دعمًا اقتصاديًا جديدًا بقيمة 500 مليون دولار للجمهورية اليمنية    "جلوب سوكر" .. رونالدو يحصد جائزة "الهداف التاريخي"    البيت الأبيض: المؤشرات تؤكد أن الطائرة الأذربيجانية سقطت بصاروخ روسي    مدرب قطر يفسر توديع كأس الخليج    القبض على أطراف مشاجرة جماعية في تبوك    «سلمان للإغاثة» يوزع 526 حقيبة إيوائية في أفغانستان    ضبط 3 مواطنين في نجران لترويجهم (53) كجم "حشيش"    وزير «الشؤون الإسلامية»: المملكة تواصل نشر قيم الإسلام السمحة    خطيب الحرم: التعصب مرض كريه يزدري المخالف    مآل قيمة معارف الإخباريين والقُصّاص    الصندوق السعودي للتنمية يموّل مستشفى الملك سلمان التخصصي في زامبيا    مهرجان الرياض للمسرح يبدع ويختتم دورته الثانية ويعلن أسماء الفائزين    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    إحالة 5 ممارسين صحيين إلى الجهات المختصة    عبقرية النص.. «المولد» أنموذجاً    مطاعن جدع يقرأ صورة البدر الشعرية بأحدث الألوان    اجتثاث الفساد بسيف «النزاهة»    أميّة الذكاء الاصطناعي.. تحدٍّ صامت يهدد مجتمعاتنا    نائب أمير مكة يفتتح ملتقى مآثر الشيخ بن حميد    «كليتك».. كيف تحميها؟    3 أطعمة تسبب التسمم عند حفظها في الثلاجة    فِي مَعْنى السُّؤَالِ    ليندا الفيصل.. إبداع فني متعدد المجالات    المقابر الجماعية في سورية.. قصة فصولها مستمرة!    دراسة تتوصل إلى سبب المشي أثناء النوم    ثروة حيوانية    تحذير من أدوية إنقاص الوزن    رفاهية الاختيار    حرس الحدود بجازان يدشن حملة ومعرض السلامة البحرية    ضرورة إصدار تصاريح لوسيطات الزواج    5 مشاريع مياه تدخل حيز التشغيل لخدمة صبيا و44 قرية تابعة لها    اختتام دورات جمعية الإعاقة السمعية في جازان لهذا العام بالمكياج    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    حلاوةُ ولاةِ الأمر    46.5% نموا بصادرات المعادن السعودية    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في الحرب العالمية جاع الجميع ما عدا أهل القطيف
رجل المال والأعمال سعيد المحروس يتذكر:
نشر في اليوم يوم 23 - 01 - 2004

قد يوجد بيننا من يستطيع أن يملك مقومات نجاحه.. ويستمر نحوها حتى يصل لتحقيق أهدافه وطموحاته.. وقد يوجد من يقف أمامه شيء من الصعوبات التي قد تعكر صفو حياته وكأنه خسر كل شيء .. فهو انسان يعجز عن وضع الحلول المناسبة له وكيفية التغلب عليها لا الهروب منها أو الوقوف والانتظار لما تهوى به الأقدار دون رسم للخطط والأهداف واستراتيجيات لإستشراف المستقبل، لذلك فهي لا تخلو إلا أن تكون قدرات وإمكانات تتوفر عند البعض منا فقط لا يملكها الجميع وان كان لابد أن تكون ذلك فقد يصبح الجميع ناجحا في كافة المجالات الحياتية .. ضيفنا تجرع في بدايات حياته مرارة الخسارة ولكنه سرعان ما قفز وعاد ليواصل ركب مشوار حياته الذي أضاف معها تجارة اخرى في العقار بعد أن واجه كافة الصعوبات والتحديات ضيفنا لهذا الأسبوع أحد رواد تجارة المواد الغذائية، بالمنطقة الشرقية حيث بدأ نشاطه التجاري قبل الحرب العالمية الثانية وعاصر ظروفا قاسية حتى استطاع أن يكون أحد التجار المتميزين الذين حصلوا على عدد كبير من الوكالات في هذا المجال وهو سعيد أحمد المحروس ولنبدأ معه مشوار حياته.
أسرتي محاطة بالتجارة
@ لكل إنسان بداية وخطوة ما مسافات النجاح فيها وما مراحل التنشئة الأولى منها؟
في الواقع أنا نشأت في أسرة ثرية كانت أجواؤها محيطة بالتجارة والتعامل معها، مما أجبرني على الخوض والمغامرة في هذا المجال، وذلك في الثانية عشرة من عمري أي قبل الحرب العالمية الثانية بسنتين، وقد كانت تجربتي في التجارة محددة على الخراف والأغنام والدهن المحلي خاصة وأن أرباحنا كانت صغيرة جداً وهي في الأغنام اشترى ومن ثم أقوم بالبيع ثم اتجهت لتجارة ما كان يعرف بالأرزاق وهي المواد الغذائية بمختلف أنواعها فقد كنت أقوم بالشراء من تجار القطيف آنذاك .
التجارة عن طريق التجزئة
@ وهل تتذكر أحداً منهم ؟
نعم إبراهيم البحارنة وعيسى المحروس وعبد الله المحروس ولكن كانت التجارة في تلك الفترة محددة للشراء من التجار المحليين وذلك عن طريق التجزئة فقط .
الربح كان بالمئات
@ ما مقدار حجم الدخل الذي توصلت إليه في بدايات مشوارك في التجارة؟
الحقيقة أن الفائدة كانت جيدة وهي تعادل المستوى المطلوب تحقيقه من (الروبية) وهي العملة التي كنا نتعامل بها هي تقدر بالريال حاليا ولكن الربح كان بالمئات .
الروبية هي عملة السوق
@ لكن العملة (الروبية) هل كانت القاسم المشترك في دول الخليج العربي آنذاك؟
نعم كانت هي عملة السوق الخليجية فهي عملة إنجليزية ثم أصدرت السعودية بعدها ربع ريال ثم الكويت أصدرت الدينار وبعد فترة طويلة أصدرت البحرين الدينار البحريني ثم عمان الريال .. ولكن التعامل في دول الخليج كان مستمراً بالروبية والريال الفرنسي أو الريال السعودي الفضي والذي كان متداولا ومرغوبا لدى البادية لكونه فضة خالصة مائة بالمائة أما الفرنسي الريال فهو مخلوط بالنحاس.
السوق الخليجية موحدة
@ إذا كانت العملة الخليجية موحدة آنذاك؟
نعم
@ ولكن الآن هناك مطالبة بعودتها كما هي العملة الأوروبية الموحدة ؟
دول الخليج العربي كانت بالأمس تتداول العملة (بالروبية) وكانت هناك وحدة خليجية ومازالت مستمرة .
المواد الغذائية هي البداية
@ من هذا المنطلق كيف تصف لنا حركة النمو الاقتصادي الخليجي أو السعودي في تلك الفترة خاصة في المواد الغذائية وكيف كانت تتراوح الأسعار فيها؟
لاشك أن تلك الفترة كانت الحرب العالمية الثانية على أشدها وأزمة المواد الغذائية في كل مكان وقد كانت المملكة العربية السعودية لهذا السبب تستورد المواد الغذائية وتقوم ببيعها للتجارة، وكنت أنا أحدهم نبيعها لعامة كل حسب حصته المحدودة وبتسعيرة محددة من الدولة وقد استمر الحال كذلك أربع سنوات وبعد انتهاء الحرب رجعت الأمور إلى طبيعتها حيث توفرت المواد الغذائية بكافة أصنافها فاتجهت لشراء المواد الغذائية من تجار البحرين.
ما قبل ميناء الدمام
@ لماذا لم يكن متوافرا ميناء تجاري بالمنطقة الشرقية؟
في تلك الفترة لم يكن هناك ميناء الدمام يستقبل السفن الكبيرة حيث استمرت فترة تعاملي مع تجار البحرين ست سنوات وخلالها كنت شريكا مع الشيخ سعود الحداد يرحمه الله والذي دامت شراكتي معه حتى عام 1382ه
البحرين بداية التوسع
@ وعلى أي نظام تم التعامل فيه مع تجار البحرين ؟ وما الآلية التي تم اتباعها ؟
تعاملنا بلاشك مع تجار البحرين على نظام الاستيراد وبعد الدراسة لجدوى البضائع تمكنا من فتح حساب في البنك البريطاني للشرق الأوسط في البحرين واستوردنا عدداً من المنتجات ومنها الأرز من الهند والمعلبات من أوروبا واليابان والمنظفات بأنواعها من أنحاء العالم وقد تعرفنا في البحرين على شركة (بروكتر) و(جانبل) المنتجه لصابون تايد وشيرز وداز ودرين وكلوركس وحتى هذه المرحلة كنت شريكا مع سعود الحداد وبعد افتتاح ميناء الدمام وفتح البنك البريطاني فرعاً له في الخبر حولنا حسابنا إلى الفرع في الخبر وأصبح استيرادنا عن طريق ميناء الدمام، وبالتالي توسعنا في التجارة وأضفنا دولاً أخرى لقائمة الدول التي كنا نتعامل معها وهي تايلاند وأمريكا وسنغافورة واستراليا وسيلان، حيث حصلنا على وكالة لبعض منتجات فرع شركة بروكتل وجانبل في بريطانيا ثم أنشأت الشركة مصنعا لها بالمملكة وقمنا بتوزيع منتجاتها لفترة قصيرة مقابل عمولة .
التجارة علمتني الكثير
@ تعتبر البدايات هامة في التعامل مع الآخرين خاصة في الأمور التجارية .. ماذا أخذت طبيعة عملكم مسارها في التعامل مع الشركات الأجنبية المصدرة ؟
أعتقد أنه في بداية تعاملنا واجهتنا بعض المشكلات في الغش مع عدد من الشركات الأجنبية مثل أن تكون البضائع أقل من المواصفات المتفق عليها، أو إرسال بضائع تالفة أو اقتربت من نهاية الصلاحية وكان هذا يسبب لنا خسائر كبيرة أحيانا إلا أننا تعلمنا من هذه التجارب وأصبح تعاملنا مقصوراً على الشركات الموثوق بها والتي تحرص على نزاهة سمعتها.
والفشل علمني اكثر
@ هل يعني ذلك أنك اكتسبت التجربة الزمنية من واقع الفشل في التعامل مع الشركات الأجنبية ؟
الإنسان دائما يتعلم كل يوم في حياته الشيء الجديد ولكن لا يعني هذا توقفه عن إيجاد تحقيق طموحاته ورغباته في الحياة والمطالبة بالأفضل والتجارة لاشك في انها تختلف عن الماضي بكثير لكونها ترتفع وتنخفض .
السوق عرض وطلب
@ ماذا تقصد بذلك ؟ هل يتحكم ارتفاع وانخفاض أسعار المواد الغذائية بأسعار البورصة؟
بما أن تجارتنا حرة فهي تتأثر بالعرض والطلب فقلة البضائع وتزايد الطلب يرفعان من قيمتها ووفرة البضائع ونقص الطلب يخفضان قيمتها، فالعملية مرهونة بالعرض والطلب ومثلما يكون هناك ارتفاع الأسعار من مصلحة التاجر فقد ينعكس ذلك ويخسر منه التاجر .
@ إذا ما الحلول وفق ذلك ؟
هي أن تباع بعض البضائع بأقل من التكلفة أما بالنسبة للعلامات التجارية المعروفة فهي محكومة بأسعار العلامات الأخرى المنافسة وهي أقل تأثراً بتقلبات السوق التي تتأثر بها المواد التي يتعامل بها من خلال البورصة مثل السكر والحبوب أما البورصة فهي بدورها تتأثر بالعرض والطلب من قبل المزارعين فقلة الأمطار مثلا تنتج عنها قلة إنتاج الأرز ويرتفع ثمنه الخارجي وبالتالي يؤثر على السوق الداخلي .
التجارة ربح وخسارة
@ كما يقال ان التجارة فيها الربح والخسارة .. هل تعرضت للخسارة في حياتك؟
نعم خسرت مرة واحدة رأس مالي وكنت مديونا وذلك بما يعادل 500 ألف ريال .
وكانت الخسارة هي من غرق سفن بضائع في عام 1371ه حيث كنت شريكا مع سعود الحداد وخلال فترة استيرادنا من البحرين غرقت السفينة المستأجرة لنا وكانت تحمل كميات كبيرة من البضائع وبعد شهر من ذلك التاريخ غرقت سفينة أخرى كانت تحمل بضائع كبيرة لنا أيضا وكان غرقها عند مدخل الدمام فأصبحنا مديونين للناس وبفضل من الله استرجعنا خلال فترة قصيرة ما خسرناه فسددنا ديوننا وتحسن حالنا بعد مساعدة شخص اسمه يوسف أكبر من البحرين حينما قال خذوا البضائع التي تحتاجانها وأنا أقوم بتسديدها ومن ثم عدنا لممارسة حياتنا الطبيعية في هذا المجال بعد أن أدخلنا نشاطنا التجاري في تجارة الأراضي أنا واعني سعود الحداد الذي أنفصل عني في عام 1382 واستمررت في العقار.
توجهنا للعقار
@ بمعنى أنك وجدت تجارة العقار هي الأنسب والأفضل لك ؟
نعم هي الأفضل وهي المبروكة في كل الأحوال والأزمنة .
الاستفادة من الأراضي الزراعية
@ لكن يصاب العقار بانخفاض وارتفاع في قيمته ؟ ما ردك على ذلك ؟
إذا انخفض سكتنا عنه وإذا ارتفع قمنا ببيعه وهكذا ربحنا وقد كانت تجربتي في بداية العقار منذ أكثر من 40 عاما من خلال شراء الأراضي الزراعية بالقطيف ومن ثم نقوم بتحويلها إلى أرض لبيعها وقد كان الربح في البداية بسيطاً حيث لا تتعدى قيمة الأرض (4000) ريال ومساحتها بالأقدام من 50 إلى 70 وتخرج ب (2700) قدم أما الآن فقد اختلف الوضع الذي كان قائماً في السابق.
السكان في تزايد
@ هل كانت الأراضي في القطيف مهيأة للاستثمار ؟ وهل ما زالت في الوقت الراهن ؟
نجاح العقار في المساهمات وهذا النجاح فيه العرض والطلب حيث توجد بالقطيف أراض كثيرة والسكان في تزايد ولكن الذي يشتري هنا يقوم بتعمير الأرض ولا يستثمر فيها.
توفير المسكن هو الأهم
@ وما السبب في ذلك ؟
لأن الشباب يتجهون دائما لشراء الأرض قبل الزواج وعند الزواج يتم البناء نتيجة رغبتهم في ذلك بعيداً عن الإيجارات التي تفتقر القطيف منها.
العقار من الأسواق الجيدة
@ ولكن هذه الخطوة من الممكن استغلالها من رجال الأعمال في رفع أسعار العقار ؟
الأرض ترتفع باستمرار حيث لدينا مخطط كان شراؤه بالقطعة ب 70 ألف ريال والآن هناك من يقوم ببيعه ب 280 إلى 300 ألف ريال وهذا قبل ثلاث سنوات حتى على مستوى الشرقية فالعقار في نمو مطرد، مما فضلت الدخول فيه لكونه أسرع للربح ولا يوجد فيه قلق أو خوف أو لإنتهاء صلاحية شراء .
لابد من الخسارة في المواد الغذائية
@ هل يقلقك انتهاء الصلاحية في تجارة المواد الغذائية ؟ وهل واجهك موقف منها ؟
نعم ، حصلت معي كثيراً ولكن عندما يأتي وقت انتهاء الصلاحية للمواد الغذائية أقوم ببيعها والتخلص منها بأي ثمن حتى لو كان فيها خسارة لي.
المستهلك يعي تماماً
@ ولكن الأضرار قد تلاحق المستهلك في هذا الاتجاه ؟
لا، المستهلك يدرك كثيراً معرفة انتهاء صلاحية العلبة ويعرف متى تنتهي قبل يومين أو شهرين، ولاشك في أن دور الأمانة في هذا الجانب مستمر في متابعة المواد الغذائية ومراقبتها بين فترة وأخرى.
المنافسة شديدة
@ بم تصف الاستثمار في تجارة المواد الغذائية في هذه الأيام؟
تتميز التجارة في المواد الغذائية بالمنافسة الشديدة وهي الآن أشد وأكثر منافسة ومما يزيد في هذه المنافسة تاريخ الصلاحية الذي يقلق التاجر بلاشك ورغم أن أرباح المواد الغذائية قليلة إلا أنها بفضل الله كثيرة البركة .
البحرين مركز تجاري للخليج
@ متى شعرت بأنك أصبحت تاجراً ؟
عندما بدأت تجارتي بأربع مائة روبية وهي البداية ورأس المال حيث كانت الأرباح التي أحصدها من تجارتي كبيرة جداً لأن مملكة البحرين كانت سوقا واسعة ورئيسية لمنطقة الخليج بأجمعها حيث كانت تمثل المركز التجاري الأول في ذلك الوقت ولهذا استفدت كثيراً عندما بدأت تجارتي من السوق البحرينية وذلك لتوافر التسهيلات التجارية فيها .
مراقبة البضائع
@ وهل تجدون الدعم والتسهيلات حاليا من الغرفة التجارية الصناعية بالشرقية؟
الغرفة تقوم بعمل روتين طبيعي دورها يأتي في عدم دخول أي بضاعة إلا عن طريق المختبر ثم تأتي البلديات لمراقبتها.
ندعم المشاريع التنموية
@ يقال ان رجال الأعمال لا يوحدون أموالهم في دعم مشروع تنموي كبير يخدم أهالي المنطقة هل هذا هو الواقع لدينا ؟
اعتقد أن هذه رغبة يحددها أي شخص ونحن بلاشك لدينا مشاركات في دعم مثل هذا التوجه وهو مشروع جسر يربط جزيرة تاروت والقطيف من المحروس والراشد والحساوي وذلك بتكلفة إجمالية تقدر ب (20) مليون ريال.
ونتوقع الانتهاء منه بعد سنة بإذن الله إضافة إلى وجود مخطط يربط شاطئ القطيف مع مخطط المجيدية نقوم به وأملنا في إنهاء مخطط وهو تحت الدراسة يربط شاطئ كورنيش الدمام مع جزيرة تاروت ونأمل تنفيذه بعد أن تتم دراسته في الأمانة.
رأس خطوة أولى
@ من هذه الثروة ومن هذه التجربة.. هل تعتقد أن رأس المال مهم في التجارة؟ وهل يستطيع أي إنسان طموح أن يصبح تأجراً؟
* بطبيعة الحال ان رأس المال مطلوب وهام ولا يستطيع أي شخص أن يؤسس أي تجارة إلا بهذا الأساس وأن كانت البنوك تقدم العروض وتؤمن وتغطي حاجة أصحاب رؤوس الأموال في السوق أما الإجابة على الشق الثاني أن يصبح تاجراً فهذا صعب عليه لأن التجارة في الوقت الراهن فيها صعوبات ومخاطر.
الخبرة والتجربة مهمتان.
@ ولكن أنت بهذا التوجه أحبطت آمال كل من له (بذرة) في التوجه للتجارة؟
* التاجر القديم له تقديرات وخبرات أما شباب اليوم لا يملك الخبرة فهو دائماً ما يكون عجولاً في الربح وهذا هو السبب لعدم تحقيق أهدافه فأقول لهم الذي لا يملك تجربة لا يملك العلم فأنا مازالت أفهم التجارة كما أفهم نفسي جيداً.
القليل من يعوم في بحر التجارة
@ إذاً هناك فتح مجال للقطاع الخاص لدخول الشباب لتعليمهم أساليب التجارة وقوانينها.
* رغبة الشاب السعودي في الوظيفة وليس في التجارة.
التجارة جسارة
@ لماذا؟
* لأنها الأسهل بالنسبة له كما يعتبرها ولكن التجارة هي أوسع إذا عرف لها جيداً.
تعلمت القراءة والكتابة
@ دعني انتقل معك إلى مشوارك التعليمي كيف بدأ وإلى أية مرحلة وصل؟
* درست في الكتاتيب أو "المطاوعية" كما يطلق هذا الاسم حيث تتلمذت على عبد الله الخباز وتعلمت منه القراءة والكتابة حيث لم تكن هناك المدارس النظامية!
البداية
@ وهل تتذكر زملاءك آنذاك؟
* نعم.. الكثير ومنهم عبد المحسن الموسى وعبد الكريم محسن إبراهيم ومنصور الضامن وغيرهم.
التعليم ساحة للتطوير
@ طريقة التعليم في الوقت الراهن من خلال وسائله ومناهجه.. ما رؤيتك حولها؟
* بلا شك هناك مدارس توجد بها وسائل تربوية وتعليميه جيدة متوافرة لأبنائنا الطلاب والطالبات ولله الحمد وان كانت هناك مطالبات بتطوير المناهج فهذا أمر طبيعي مع تطور ومواكبة العصر الحديث.
في القطيف نشأت
@ نشأت في مدينة القطيف.. كيف كانت هذه المدينة وإلى أي مدى وصلت؟
* لا شك أن القطيف كان أبناؤها يعتمدون على النخيل والفلاحة والغوص وصيد الأسماك أما المتبقي منهم فعلى التجارة البسيطة بحيث لا يوجد فيها فقر ملحوظ لأن كل شخص ما يبذله ويقوم به أثناء النهار يأكل منه وقد كانت هذه المدينة تقوم بالتصدير لدول الخليج في التمور و"المسلوق" الذي يصدر للهند بآلاف الأطنان وهو يعنى ربط البسر عندما يطبخ ويسمونه بهذا الاسم مما كانت لهذه النخلة القيمة الثمينة حتى أنه في الحرب الثانية جاع جميع الناس إلا أهل القطيف لم يذوقوا الجوع لأن النخلة كانت تعطيهم التمرة والخضرة..
في الحرب العالمية الثانية
@ هل توقف الاستيراد من الخارج؟
* نعم في الحرب الثانية التي شاهدتها لم تأت البضائع من الخارج ولكن تأتينا من إيران والهند وثم استوردت المملكة العربية السعودية من أمريكا السكر والشاي وتم توزيعهما بالبطاقة. كما كانت القطيف تتميز بمياه وآبار لأكثر من (7000) سنة لا يتوقف ماؤها على مدار 24 ساعة أما الآن فالقطيف أصبحت كأي مدينة أخرى.
مجتمعنا متماسك
@ ولكن هل مازالت القطيف محتفظة بالعادات والتقاليد الاجتماعية المتأصلة؟
* نعم هي مدينة اجتماعية ومازالت متمسكة في بهذه الأواصر والعادات الاجتماعية.
ما يسلم الأمر
@ يتردد على البعض اتهامات تصل به الى العزلة عن المجتمع هل تعرضت حياتك للاتهامات؟
* ( حب وقول وابغض وقول) نعم تعرضت للاتهامات ولكنني خرجت منها براءة من زملائي وغيرهم من هنا وهناك.
لم يتغير سعر الأرز
@ هل تتذكر من هذا الاتهام موقفا ما؟
* عند بدء الحرب العراقية - الإيرانية كانت لدينا كميات من الأرز محدودة ودخلت وهناك من اتهمنا بأننا قمنا برفع الأسعار وعندما تحققت وزارة التجارة لم تجد من هذا أي شيء.
نعم أخاف
@ ممن تخاف؟
* من الله عز وجل؟
الصدق سلاح التاجر
@ الصدق.. ماذا يمثل لك؟
* الأمان وهذا من صفات رجل الأعمال ومتطلباته للتعامل مع الآخرين لأن النية الحسنة مطلوبة وهامة مع الأمانة وأن كان رجل الأعمال مطالب أن يكون قوياً وضميره نظيفا.
الهدوء بداية النهاية
@ ضغوطات الحياة والمشكلات التي تأتي من ورائها.. كيف يمكن للإنسان التخلص منها؟
* أنا أفضل الاختلاء مع نفسي ولو لفترة قصيرة ومن ثم أعود لحل الكثير من المشكلات التي تواجهني.
@ رحلة الفكر دائماً ما تكون مع الإنسان في سفره هل تفضل السفر لقضاء الاعمال والسياحة مع هذه الرحلة؟
* لا ، أفضل أن أكون في مزرعتي وبلدي.
دائماً بالي مشغول
@ ما الذي يشغلك الآن؟
* حلالي.
المرأة تشارك في البناء
@ المرأة تمثل دوراً هاماً في المجتمع وبنائه؟ كيف ترى دورها في ذلك؟
* المرأة في هذا العصر تريد العمل ورغبتها في ذلك ملحة لضمان حياتها المعيشية وهي بذلك امرأة تستطيع بناء مجتمعها ووطنها.
لنتعلم كيف نستفيد منها ؟
@ وكيف ترى اهتمامات الشباب بالقنوات الفضائية والإنترنت؟
* هذا في مخيلتهم ومستقبلهم ولابد أن يواكبوه ولكن هذا ذهب عنا وبقي لهم أن يواصلوا فيه لأنه المطلب الأساسي أما القنوات الفضائية ففيها السليم والضار ويجب أن يحذر الشباب من كل ما يضرهم ويأخذوا ما ينفعهم.
شكر
@ كلمة أخيرة؟
* أشكركم وأتمنى لكم التوفيق ولجريدتكم الغراء المزيد من التطور والتألق دائماً.
السيرة الذاتية
@ سعيد أحمد إبراهيم المحروس
@ من مواليد القطيف.
@ متزوج ولديه ثلاثة أولاد أكبرهم عبد العزيز (رجل أعمال) وكذلك بدر وخالد .
@ بدأ حياته الدراسية عند الكتاتيب وتعلم القراءة والكتابة منها ثم مارس العمل التجاري في الثانية عشرة من عمره أيام الحرب العالمية الثانية من عام 1938م وانتهت في عام 1944ه وذلك في المواد الغذائية التي كانت تستورد من البحرين قبل افتتاح ميناء الدمام حيث بدأ التجارة في أنواع الخراف والأغنام والدهن المحلي ثم اتجه لممارسة المواد الغذائية وبعدها واصل تجارته في المساهمات العقارية.
الضيف يتحدث ل "اليوم"
الضيف في صورة جماعية مع ابنائه واحفاده


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.