امام الاستياء الذي بدأ يثيره تدهور سعر صرف الدولار لدى شركاء اميركا، يتوقع ان يلعب المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس (سويسرا) دور اللقاء الاول حيث يعرض كل مشارك افكاره وبراهينه قبل اجتماع وزراء المالية والاقتصاد في مجموعة السبع المقرر في مطلع فبراير. وبين المدعوين الى منتدى دافوس الذي سيعقد اعتبارا من غد وحتى 25 يناير في المنتجع الشتوي السويسري، وزراء المالية والاقتصاد الاوروبيون وحكام المصارف المركزية وبينهم رئيس البنك المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه، اضافة الى وزير التجارة الاميركي دونالد ايفانز ووزير السياسة الاقتصادية والقطاع المالي الياباني هيزو تاكيناكا. وفي حين لن يشارك احد من هؤلاء في جلسة النقاش الذي يحمل عنوان واذا تدهور الدولار بنسبة 20% اكثر؟ المقررة يوم الجمعة المقبل، لكن سيل التصريحات الذي تسببت فيه التقلبات الحادة لمعدلات اسعار القطع في الايام الاخيرة، لن يخف قبل بضعة ايام من اجتماع وزراء مالية مجموعة السبع الذي تتفق توقعات الاقتصاديين على انه سيكون اجتماعا متوترا للغاية. منذ ذلك الوقت وفي اعقاب سلسلة من التصريحات التي ادلى بها مسؤولون في البنك المركزي الاوروبي وفسرت على انها تحذير واضح لاسواق القطع، تراجع سعر صرف اليورو الذي سجل رقما قياسيا تاريخيا هو 1.2898 دولار الاثنين الماضي. وهكذا تراجع سعر صرف اليورو الى ما دون عتبة 1.24 دولار الجمعة للمرة الاولى منذ اكثر من ثلاثة اسابيع. لكن النقاش لم يتراجع في اوروبا التي يبدو ان المسؤولين السياسيين فيها كما المسؤولين في المجال النقدي لايزالون منقسمين حول الضرر الذي يمكن ان يسببه سعر يورو مرتفع حتى ولو ساد القلق اكثر فاكثر. وقد وجه رئيس الوزراء الفرنسي جان بيار رافاران الخميس نداء يؤيد من خلاله سعر صرف لليورو ازاء الدولار اكثر انسجاما مع الواقع الاقتصادي، واعرب عن الامل في ان تعمل الاصوات المسؤولة في اوروبا على اسماع رسالتنا ضد عدم استقرار اسعار القطع بين الدولار واليورو، وذلك في نداء مباشر الى البنك المركزي الاوروبي. وهذا الاسبوع، قرر البنك المركزي الاوروبي بعد فترة طويلة من الصمت، البدء بسلسلة تدخلات شفهية بهدف التخفيف من حدة الضغط. وفي معرض تكرار تصريحات سابقة لرئيس البنك المركزي الاوروبي، اعلن رئيس قسم الاقتصاديين في البنك اوتمار ايسينغ الجمعة لسنا غير مبالين امام ارتفاع سعر صرف اليورو، اننا بالاحرى قلقون. ويختلف هذا الكلام عن الخطاب السائد في الضفة الاخرى من الاطلسي التي يبدو ان قادتها يرحبون على العكس بشكل شبه علني بالمنافع التي يوفرها لهم سعر ضعيف للدولار. وهكذا اكد رئيس الاحتياطي الفدرالي الاميركي (البنك المركزي) الآن غرينسبان الثلاثاء اثناء زيارته الى برلين هناك القليل في الوقت الحالي من المؤشرات السلبية في تمويل العجز في الحسابات الجارية، في حين ان ضعف سعر صرف الدولار يجعل من المنتجات المالية الاميركية اقل جاذبية في نظر المستثمرين الاجانب من الناحية النظرية. لكن المستثمرين احجموا منذ وقت طويل عن الاهتمام بالخطاب الرسمي لادارة بوش المؤيد لدولار قوي، كما يقول الاقتصاديون. اما بالنسبة الى اليابان، فانها واصلت في الاونة الاخيرة سياسة التدخل في سوق القطع بهدف وقف ارتفاع سعر صرف الين والحفاظ بذلك على تنافسية مصدريها التي تعتبرها حاسمة في وقت يبدو فيه ان اقتصادها يخرج اخيرا من صعوباته. وقد كثف الاوروبيون في الايام الاخيرة من الدعوات الى توضيح واستقرار الامور اثناء اجتماع مجموعة السبع في السادس والسابع من فبراير في بوكا راتون في فلوريدا، لكن لا شيء ينبىء انهم سيتوصلون بسهولة الى ارضية تفاهم مع شركائهم العالميين.