يخيم الكدر على اجواء بعض الناس بينما ينعم البعض الآخر بالصفاء والعيش الهانيء الذي لا ينغصه شعور بالقلق. يسعى هؤلاء الى اختلاق الهم لأنفسهم ليجعلوا من حياتهم الهادئة السعيدة الصامتة حياة مليئة بالاحداث.. حياة تضج بالمشاكل والمعارك والحروب التي تقوم من اجل لا شيء.. بل لأسباب تافهة.. فهل سلبت منهم عقولهم أم ماذا؟ والله لا اعلم.. ما بال هؤلاء؟ فالآخرون يتمنون الصفاء والحياة الهادئة وهم يلهثون وراء المشاكل واختلاق الهموم الزائفة التي لا اصل لها.. الهمهم الله الصواب.. لكن يا ترى ما تفسير هذا الظاهرة؟؟ هل الفراغ يدفعهم لخلق الهم في حياتهم.. أم ماذا؟ الامر غريب ويدعو الى التعجب والذهول.. ان الانسان اذ اصابه هم او حزن او تكدرت نفسه بمصيبة ما.. يلجأ الى النسيان او يشغل وقته بما هو مسل لينسى مصابه.. فكيف بهذا الذي يجلب الهم لنفسه؟ اليس هذا من الجنون او بالأحرى من السذاجة والتفاهة التي تملأ قلب الشخص؟ فعلا جماعات غريبة.. واقول لكل مهموم او مصطنع للهموم: اتق الله في نفسك البريئة.. الضحية الدائمة لجنونك.. قال تعالى ( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج). فالدنيا هذه لا تستحق الحزن عليها أو الأسى فلنسع الى ايجاد الفرح والسرور في حياتنا.. ولنجعل من الهم ضيفا ثقيلا لا يمكننا استقباله او فتح الباب له عسى الله ان يفرج هم المكروبين ويهدي قلوب الحيارى التي اتخذت من الهم طريقا لها إنه سميع مجيب. @@ نجلاء بنت راشد السديري