الاختبار أول طريق الشك .. قد يكون .. وقد يقود الشك إلى التهلكة .. وغالبا ما كان الشك هو الطريق الأقصر لتدمير الحياة .. ودائما كان الشك هو الهاجس النفسي القاتل الذي إذا ما استوطن نفس الإنسان جعلها تنزف كل ما فيها من محبة ومودة وذكريات. الشك قرين الوسواس .. ويؤديان إلى ذات المأساة والتعاسة .. ومعالجة الشك لا تأتي إلا بتعزيز الثقة في النفس وفي الآخرين .. هناك من يشك في كل شيء وكل ناس .. ويسعى دائما الى وضع من حوله في اختبارات دائمة للتأكد من حسن نواياهم ومن اعتدال سيرهم .. ويتحفظ دائما وبشدة على منح الآخرين الثقة .. وهذا يعيش حياته جميعها يطارده الهمّ ويسكنه الغم ويسيطر عليه الحزن والأسى. تخيلوا زوجين يعيشان مع بعضهما البعض في حياة يسيطر عليها الشك من كافة جوانبها .. الزوج لا يكف عن مطاردة الزوجة ومضايقتها والتلصص عليها وتتبع حركاتها .. والزوجة لا تتوقف عن نزف مشاعر الغيرة والشك .. إلى أن تتحول حياة الطرفين الى جحيم قاتل. ليس ذلك فحسب .. حتى على مستوى الصداقات الشخصية والإنسانية العامة هناك من يضع أصدقاءه دائما في دائرة الشك حتى يأتيه اليقين على حسن أخلاقهم ومحبتهم ومودتهم .. وتجده بين حين وآخر يُخضعهم لاختبارات المحبة والمودة والصدق دون أي مناسبة .. ولا يكف عن رصد تحركاتهم وتصرفاتهم بطريقة بشعة قد تنفرهم منه وينفضون من حوله. الناقصون هم من ينغصون على حياتهم بالهمّ والنكد .. هم الذين يخلقون من الوهم هدفا لهم ويسيرون على طريقه .. لا يعرفون كيف يميزون بين ما ينفعهم وما يضرهم .. وما قد يؤدي الى أن يحيل حياتهم وحياة من حولهم الى جحيم لا يحتمل. كان الله في عون الشكاكين والمتشككين .. وكان الله في عون من هم حولهم ، والقريبون منهم هم أكثر المتضررين من تلك المشاعر البغيضة .. ولو جمعنا أسوأ ما في الإنسان من مشاعر وأحاسيس .. لكان الشك في أعلى المراتب وأولها .. لذلك يجب أن يدرب الإنسان نفسه على التخلص من الشكوك والوساوس وما يرتبط بهما من سموم وهموم .. ليستعيد الى حياته البريق والمتعة التي لا تقدر بثمن. حياتنا نعمة كبيرة .. فلنملأها بما نريد من البهجة والسرور والسعادة لنا ولمن حولنا .. ولنبتعد عما يعكر صفونا من الهمّ والغمّ والأسى .. والشكوك .. اللهم أجرنا.. ودمتم سالمين..