لبيوت الشعر والخيام مكانة خاصة لدى أبناء البادية، فهي المسكن والملجأ لهم، وظلت كذلك إلى وقت قريب، ولكن الطفرة الاقتصادية والتجارية وتحول أبناء البادية إلى السكن في المدن والتوطين الكامل لأبناء البادية، حولت الناس من بيوت الشعر إلى القصور والفلل، التي أدخلت فيها جميع الآلات والمعدات، وكثير من مظاهر الترف والحضارة. وفي السنوات القليلة الماضية، خاصة مع بداية فصل الشتاء، يلاحظ المتجول في محافظة حفر الباطن ان بيوت الشعر عادت من جديد، وبدأت تنافس الفلل والقصور في اخذ النصيب الأكبر من الجلسات، فقد هجر الناس الجلسات الرسمية، وعادوا إلى هذه البيوت والخيام، فلا يكاد يخلو بيت إلا وتجد بجانبه خيمة. ولكن أضيف إلى تصميم بيوت الشعر والخيام الكثير، بحيث دمجت التقدم مع التراث، فقد تطور تصميمها بشكل يغري بالجلوس فيها وقتا أطول. جو مختلف يقول مرشد الشمري: الناس بدأت تفضل جلسات بيوت الشعر في مثل هذه المواسم، خاصة عند إشعال النار، والتحلق حولها، وإعداد القهوة شخصيا وسط هذه الخيام يجعلك تحس بسعادة وانشراح صدر، بعيدا عن الكتمة في القصور والجدران الصامتة، التي تشعرك بالضيق، وأنا شخصيا بحكم كبر سني، عاصرت البداوة، وسكنت في بيوت الشعر القديمة، ولها مكانة عند كبار السن مثلي، حتى أبنائي اصبحوا يستمتعون بهذه الجلسات، ويفضلونها في السمر والتحلق حول النار، وقد لاحظت ان تصميم بيوت الشعر الآن قد اختلف عن الماضي، حيث أضيفت إليها أشياء كثيرة. الخروج من الرسميات وفي جلسة أخرى يعترف فيصل ماجد بن دمخ، الذي صمم مجلسه على شكل بيت شعر بجانب منزله ان بيوت الشعر أخرجته من جو المجالس الرسمية في المنازل.. يقول: أكثر ما يميز جلسات بيوت الشعر هو انشراح الصدر، فحينما تفتح باب بيت الشعر وتشتم رائحة النار المشتعلة، وكذلك التفنن في إعداد القهوة، كل هذه الأشياء تشعرك بالمتعة والراحة، فالقصور تكون مكتومة.. ومع بداية كل فصل شتاء انقطع تماما عن مجلس المنزل، وتصبح بيوت الشعر هي الجلسات الرسمية، نستقبل فيها الزوار، ونجلس فيها بشكل دائم. اختلافات في التصميم وعن الاختلافات في تصميم بيوت الشعر بين الماضي والحاضر قال فيصل: بيوت الشعر الحالية اختلف تصميمها بالكامل، فبيت الشعر في الماضي كان عبارة عن أعمدة تتوسط البيت، ويقف البيت عليها فقط، ولكن الآن تغير تصميمها بشكل كبير، وأضيف إليها جميع مظاهر الترف والحضارة، فقد أضيفت إليها المكيفات والإنارة الكهربائية، وحتى التلفاز والهاتف، حيث دمجت الحضارة بالتراث بشكل جميل.. وقدر فيصل تكلفة هذا البيت بأكثر من 20 ألف ريال. الشتاء يرفع الطلب من جانب آخر قال أحد صانعي البيوت: ان الإقبال في فصل الشتاء على تصميم بيوت الشعر يزيد، حيث يكثر الطلب عليها، وذكر ان طريقة تصميم بيت الشعر تبدأ أولا بعمل هيكل من الحديد، يكون مثلث السقف، ويثبت بالأرض، ثم نقوم بخياطة الفلجان (قماش بيت الشعر)، وبعد خياطتها تلبس على الحديد من الخارج، وتربط بشكل محكم من جميع الجهات، ثم نقوم بوضع عازل داخلي وتمديد الكهرباء، وعمل فتحات للنوافذ والمكيفات، ثم نقوم بوضع البطانة الداخلية، وهي عبارة عن قماش داخلي، لتزيين البيت من الداخل، ثم نصنع باب سحب، ويفضله اكثر الناس من زجاج، لعدم حجب الرؤية عند إغلاقه، وكذلك صناعة الوجار (مكان إشعال النار)، ويجعل له فتحة في سقف البيت، ليخرج الدخان منها، ويصنع الوجار من الطوب الأحمر. وعن سعر بيت الشعر بعد تجهيزه كاملا قال: كان يكلف أسعارا عالية قبل فترة، ولكن الآن يتراوح بين 10 إلى 20 ألف ريال، حسب جودة المواد المستخدمة، ونوعية القماش الذي صمم منه بيت الشعر. مزج القديم والحديث في بيوت الشعر جلسة في بيت الشعر