مرت علي في مكتبتي المنزلية أختي، وكان وجهها مضيئا بالبشر وهي قادمة من دعوة لحضور معرض تشكيلي في القطيف، ومن حماستها غادرت ونسيت وراءها بعض الكتيبات التي أحضرتها من المعرض.. تصفحت الكتيبات وغرقت في أجواء فنية، ولكم طفت على لوحة ثم عدت إليها أمسح بناظري وأتأمل عميقا بالفكرة، وباللون، وبدرجات الضوء، وبخفة ضربات الريشة، أو تثقل لمساتها في التحديد والتدوير.. وأنا رسام مولع بالرسم، ولكنها هواية لم تصل للموهبة، وممارسة لم تجرؤ على الإبداع.. على أن هذا جعلني من المولعين بالمعارض، والقراءة في تاريخ الرسم والنحت ومذاهبه.. وأجد الرسم الكلاسيكي الانطباعي ملكا متوجا على كل مدارس التصوير بلا منازع.. وتهاني الأسود فنانة موهوبة جدا، وتحمل طاقة فنية متدفقة، ولمسات في إبراز الحركة تذكرني بالكبار جدا من المصورين الكلاسيكيين، لها لوحة أحسنت تسميت عنوانها" أصالة" تصور فرسا مع مهرها، برعت في تصوير الحركة فنيا، وزاد إعجابي قدرتها في الإلمام التشريحي لجسدَيء الحيوانين.. ولإيمان الفردان لوحة تعبيرية كلاسيكية مفعمة باللون والدقة والذوق اللوني لبساط عليه إبريق صيني. ولا يكفي المكان لوصف لوحة بارعة لصفاء الداوود، نظيفة الذوق والأداء والصبر الأمين في النقل الضوئي واللوني والتفصيلي، حتى خرجت سجادة لوحتها وكأن وبرها اللامع تكاد تتخلله بأصابعك.. حمدت ربي على المصادفة، وخروج ما كتبت طبيعيا عفويا، مثل لوحة هدى البحراني المغرقة في الصدق الواقعي.