أحيا الشاعر الفلسطيني محمود درويش مؤخراً أمسية شعرية بمدينة رام الله بمناسبة إصدار ديوانه الجديد "لا تعتذر عما فعلت"، مفتتحا هذا اللقاء بالاعتذار "عما لم أفعل.. أن أقرأ الشعر في أرض بلادي". في بداية هذه الأمسية التي طال انتظارها في الأراضي الفلسطينية، خيم صمت وسكون مفاجئان بين مئات الفلسطينيين الذين جاءوا للإصغاء لأشعار درويش وكأنهم ينتظرون ما يخبئه الساحر تحت قبعته. ثم وقف درويش شامخا على خشبة مسرح القصبة لإلقاء قصائده التي تنوعت موضوعاتها بين السياسة والحب والصداقة. وعلى إيقاع نغمات العود قرأ درويش في البداية أبياتا من ديوان سابق يتحدث عن المعاناة الفلسطينية بسبب الاحتلال الإسرائيلي، وردد بعض الحاضرين بعض المقاطع الشعرية لدرويش التي حفظوها عن ظهر قلب منذ أكثر من عقدين. وقد حمل الحضور بين أيديهم نسخا من ديوان درويش الجديد بعدما خط توقيعه على أكثر من مائتي نسخة التي تمكن مثقفون من إدخالها إلى الأراضي الفلسطينية رغم منع إسرائيل دخول الكتب منذ ثلاث سنوات. ويضم ديوان درويش الجديد ست قصائد وهو من القطع الصغير. وقرأ درويش مقاطع من قصيدة في شهوة الإيقاع عن القدس، وكان الجمهور يصفق بحرارة كلما انتهى من قراءة أبيات أو قصيدة في حين اغرورقت أعين بعض الفتيات بالدموع.