استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف سماحة الشيخ حسن الصفار في برنامجه الأسبوعي، متحدثا حول (الحوار الوطني.. نتائجه ومستقبله)، وأدار الندوة الزميل الصحفي ميرزا الخويلدي، بحضور نخبة متنوعة من مثقفي وإعلاميي ورجال أعمال المنطقة، حيث تميز بحضور متميز وكثيف. وبدأ الشيخ الصفار حديثه عن وصف اللقاء الثاني، الذي عقد مؤخرا في مكةالمكرمة، بأنه تميز عما سبقه بزيادة الأعضاء المشاركين في الحوار، وتنوع توجهاتهم وكذلك مشاركة المرأة لأول مرة. حيث شارك في اللقاء ممثلون عن مختلف التوجهات الفكرية في المملكة. وأضفت التشكيلة في الحضور على اللقاء حالة من التنوع الواضح، وفرصة للحديث الجريء والصريح. كما تميز اللقاء أيضا بإعداد بحوث مكتوبة ودراسات حول مختلف محاور النقاش من قبل باحثين متخصصين، وقدم الباحثون ملخصات لأبحاثهم ثم تتم المداخلات للمشاركين في اللقاء. وأكد الشيخ الصفار على حسن اختيار عنوان المؤتمر (الغلو والاعتدال.. رؤية منهجية شاملة)، حيث إنه ذلك يعتبر من أبرز التحديات التي تواجه الوطن في هذه المرحلة، وساعد تنوع الأطياف المختلفة المشاركة في اللقاء في أن تكون لغة التخاطب واضحة وجريئة، وأن يكون الهدف هو تسليط الأضواء على الثغرات والمشاكل، وليس المدح والثناء كما حصل في السابق. وسيطر على اللقاء محاور أساسية، كنقد سياسات الإلغاء والإقصاء والطائفية، التي تمارس على الجميع، والمطالبة بإعادة النظر فيها، كحرية التعبير عن الرأي، خاصة أنها حالات عامة، وليست ممارسات فردية. وكذلك توسيع رقعة المشاركة الشعبية في القرار السياسي. وأشار المحاضر إلى أن التوصيات تعتبر متقدمة جدا على توصيات المؤتمر السابق، وأعطى سمو ولي العهد دفعا كبيرا للمؤتمر، من حيث تشجيعه على استمراره. وكانت للتغطية الإعلامية للمؤتمر دورا مهما في انعكاسه الإيجابي على المجتمع ثقافيا وإعلاميا.. وأكد على أن من أبرز النتائج هو الإقرار بالتنوع والوجودات المختلفة في المجتمع السعودي، وتعزيز العلاقات بين مختلف الأطراف، الأمر الذي قد يشكل أرضية مناسبة لمشروع الإصلاح السياسي، ولكن من الواجب التفكير في آليات تنفيذية لتحويل هذه التوصيات إلى مشاريع عمل تخدم مصلحة الوطن. وهناك توقعات إيجابية كبيرة لدى عموم المواطنين، بتفعيل هذه اللقاءات وتحويلها إلى واقع ملموس. وعلق الشيخ الصفار على تأكيد سمو ولي العهد وإشاراته إلى ضرورة الحد من الاتجاهات الطائفية والمواقف المتشنجة التي تعبر عنها مواقع الإنترنت.. منوها بحضور مختلف المسئولين في الدولة في هذا اللقاء.. ومشيرا إلى أهمية مشاركة جميع التيارات في الحوار، وضرورة تعرفهم على وجهات نظر القوى الاجتماعية الأخرى.. ومؤكدا على أن التعاطي معهم يجب أن يتسم بالحكمة والمرونة، بحيث يكون الدافع هو حماية الوطن، وإشراك كل القوى الفاعلة والمؤثرة، وعدم إقصاء أي طرف قائم. وأشار إلى أن الروح الوطنية كانت سائدة في اللقاء، وانعكست على حالة التضامن في مختلف القضايا التي كانت تتكامل أطروحاتها مع بعضها، ولم تكن هنالك حالة تخندق من قبل أي فئة على نفسها. وبدأت تعليقات ومداخلات الحضور، مؤكدين على ضرورة تفعيل التوصيات التي خرج بها المؤتمرون، بقيام الدولة باتخاذ الإجراءات التنفيذية لتحويل هذه التوصيات إلى برامج عمل، وتشكيل فرق عمل أهلية لدراسة بعض القضايا المهمة، كالوحدة الوطنية ووضع المرأة مثلا، وتقديم مشروع عملي بهذا الخصوص، وضرورة المشاركة الشعبية في متابعة وتنشيط التواصل بين الفئات الاجتماعية، ودفع الحوار الوطني لتوسيع رقعته عبر رسائل تأييد للمسئولين، تحدد المسئوليات المرحلية المهمة، ومتوافقة مع المطالبات الشعبية القائمة. كما أكد أحد الحضور على ضرورة تفعيل حاضنات للمجتمع المدني، كأمر سابق لأي حوار جاد، حيث إنها ستكون ممثلة للتوجهات المختلفة، ويكون الحوار بينها فاعلا وعبر وجود آليات واضحة.