للمديح سحر عجيب يتسلل إلى داخل النفس ويسيطر عليها احيانا وقد يفسدها أحايين أخرى .. لكن الحقيقة الثابتة هي أن الإنسان يحب امتداح جهده .. قدرته ومكانته .. ويفرح حينما يجد تقديراً لعطائه في نفوس الآخرين وإذا كان الإنسان معجبا بنفسه فإنه يشعر بالسعادة عندما يلمح إعجاب من حوله وإطراءهم له . ومع ذلك يتظاهر الإنسان أحيانا بأنه يكره المديح ويتأفف منه . صحيح ان العقلاء من البشر لا يسعدون للإطراء ولا يطربون للثناء ولا يرتاحون للمدح .. لأنهم يثقون بأنفسهم وبقدراتهم ولا يحتاجون لكلمة إطراء أو ثناء . لكن الطبيعة البشرية تؤكد ان الإنسان إنسان .. وأن الكلمة الطيبة في حقه تريحه وتبعث في داخله الراحة ويكون لها مفعول واضح في تحفيزه وشحذ همته وإعطائه دافعاً قويا للعطاء والبذل المتميز . وعلى النقيض نجد أن هناك نوعا من الإطراء والثناء المبتذل الذي يبدو فيه التكلف واضحا ويظهر صاحبه في صورة منافق فيقول كلاما جميلا منمقا وتقاسيم وجهه تنذر بغير ذلك !! والفارق كبير في أن نقول كلمة حق في حق إنسان نحبه ونحترمه ونشعر في قرارة أنفسنا أنه اهل للثناء والمدح .. وبين كلمة ننطق بها لإنسان نقر في داخل أعماقنا أنه لا يستحقها .. ومع ذلك نمطره بوابل من كلمات المديح والثناء . إن العاقل منا حينما يواجهه النوع الأخير من البشر فإنه يشمئز وينفر منه ولا يتورع في أن يرد على هذا الثناء المبتذل لئلا يسمح لصاحبه بأن يترعرع ويعيش في حيز ومكان نظيف وبين أناس عقلاء لا يسمعون ولا يرضون إلا بكلمة الحق . السطر الأخير .... سأمدحك كثيراً .......... فقط حتى تكتشف أخطاءك بنفسك @@ فاطمة مسفر الجعيد