عندما تقدم المساعدة للآخرين وترسم البسمة على شفاههم .. هل تريد المقابل أم لا؟! طبعا أقصد (المقابل المعنوي ككلمة شكر وثناء أو تقدير واحترام).. طرحت هذا السؤال فتبادر لذهني سؤال آخر. هل التضحيات التي يقدمها المرء ممكن أن تنسى في لمح البصر في أول زوبعة تحدث؟! فيهان المرء عند أول المواقف وتجرح مشاعره وفي النهاية يصبح هو الملام.. بعدما تفني نفسك في خدمة الآخرين.. تراهم يقابلون الإحسان بالإساءة ونكران الجميل.. يا ترى هل هذا يرجع للنفسية غير المتفهمة.. أم التي يطلق عليها الشخصية النرجسية التي تتصف بالأنانية وحب الذات.. أم للبيئة التي نشأوا فيها؟! فوجدت أن طبيعة النكران والجحود غالبة على النفوس.. فكيف لا؟! وبنو البشر كفروا بخالقهم وولي نعمتهم فعبدوا غيره.. فلا نفاجأ عندما نرى الابن يعق والديه ويرمي بهما خارجا غير مبال بهما وبمشاعرهما في هذا الزمان.. إن مكانة الإحسان بالإحسان والثناء بالثناء الحسن على الآخرين لها مقارنة في نفوس الآخرين فالنفس تسعد بالمدح والإطراء الحسن لذا تجد الناس إذا مدحهم شخص فإنهم يحبونه ومن لام ووبخ الآخرين ولم يعترف بصنيعهم يبغضونه.. كانت لدي طالبة خجولة جدا وبالكاد يسمع صوتها في قاعة الدرس وإذا طرحت عليها سؤالا خافت وتلعثمت من شدة الحرج والكل قد أخذ عنها فكرة أنها طالبة غير نجيبة ولا تهتم بنفسها.. مع مرور الوقت كنت دائما أشجعها وأسمعها كلمات المدح وأنها قادرة على العطاء داخل الفصل إلى أن أصبحت من الطالبات المشاركات في الفصل ولها فعالية في الدرس.. فجاءت ولية أمرها تشكرني على هذا الصنيع وكيف أن ابنتها تغيرت بسبب المعاملة وأصبحت تهتم بدروسها وواجباتها.. فعلا إن الكلمة الطيبة مؤثرة في النفوس وباعثة على العمل.. وتشعر الإنسان بأهميته ويزداد في العطاء حتى لو كثرت المسئوليات فالإطراء مفتاح من المفاتيح التي توصلك لقلوب الآخرين.. وفي نفس الوقت علينا أن تكون الهمم عالية لا تنتظر شكرا من أحد.. ونسأل الله عفوه وإحسانه.