تستغرب من بعض الاشخاص في اطلاق الرأي والحكم على مواضيع لا يعرف تفاصيلها او حتى عموميتها فالذي حصل في المنطقة الشرقية خلال السنوات الخمس الماضية من انجراف الكثير في وضع مدخراتهم واموالهم في شركات توظيف الاموال والمساهمات العقارية اغلبها بتحفيز اشخاص اخذوا عمولات ولم يكن اي منهم طرفا في العقد او كفيلا في ضمان استرداد الاموال. واذا ما ركزنا اكثر فاكثر فنجد توظيف الاموال والمساهمات العقارية اخذت المنطقة الشرقية مكانا لها لماذا المنطقة الشرقية اذا؟ نعرف ان اكثر من عشر مؤسسات وشركات توظيف اموال سواء كانت داخلية او خارجية جعلت الشرقية مركزا لها, اما المكاتب والشركات العقارية فحدث ولا حرج بل حتى وزارة التجارة والصناعة اتصور انها ليس بمقدورها اعطاء الرقم الصحيح ذلك ان جزءا من هذه المكاتب غير مسجل بالسجل التجاري وليس له اشتراك في الغرفة التجارية, وينحصر دوره في السمسرة ولكن ان تكون بعدد كراجات المنازل او واجهات مدينة مثلا؟ لقد نشأت فئة مطلقي الاحكام فيما يعرفونه وفيما لا يعرفونه وهدفهم من ذلك تغرير الناس بالاندفاع الى ضخ اموالهم في مجال معين, بل وكأنهم العارفون من ذوي الخبرة في ذلك الشأن؟ والمشكلة اننا ننخدع في كثير من الاحوال بمظهر الشخص فمتى كانت الاعمال التجارية والفرص الاقتصادية بالتزكية؟ ورجال التجارة والصناعة يلهثون وراء كل فرصة سانحة بعد دراستها ومحاولة الحصول على القروض من الصناديق الحكومية او البنوك التجارية بل ويعتبرون انفسهم مخاطرين برؤوس اموالهم وهذا هو شأن العمل الخاص في كل مجال وبلد. ما رأيكم لو قام كل منا وبالطريقة التقليدية باحتساب الاموال التي خسرها الناس في الفترة الماضية او الاموال العالقة والتي لا يوجد ما يضمن استرجاعها فلو كانت تلك الاموال وضعت في مشاريع انتاجية واستناد اغلب شرائح المجتمع وليس القلة على حساب خسارة الاكثرية؟ أليس هذا الواقع؟ اننا بحاجة الى فهم شيء ما ليس من المنطق ان تكون كل فئات المجتمع تجارا وليس من المتصور ان تصبح المائة الف ريال مليون ريال خلال سنة غير ان ذلك يعزى الى عدم فهم من يندفع الى الزج بامواله في هذه الاوعية الاستثمارية بامور كثيرة اهمها المركز المالي للجهة التي سيستثمر معها وهل يوجد ضمان لحقوقه وكذلك فهم الشروط التي على اساسها تم الاستثمار اذا يتعين علينا ان تكون الصراحة مسلكنا واولها عدم ابداء الرأي فيما لا نعرفه وعدم التحمس فيما عمله فلان او علان خشية ان تؤدي بنا الى كارثة اكبر مما حصل ويبقى القول هل فهمنا الدرس؟ لكن الدروس الاقتصادية مكلفة رغم انها غير خصوصية.