يشهد عدد من الولايات في الولاياتالمتحدةالأمريكية حالياً انتخابات لاختيار رؤساء وأعضاء مجالس إدارات الأندية السعودية.ويقوم النادي بأنشطة مختلفة، تتمثل في فتح أبوابه للطلبة السعوديين والعرب والأمريكيين ومختلف الجنسيات، لممارسة فعاليات منوعة (ترويحية وثقافية ورياضية)، وهناك أكثر من 5 أندية سعودية موزعة على الولايات التي يتركز فيها السعوديون، وتتكفل بأنشطتها ماليا سفارة خادم الحرمين الشريفين بواشنطن، وإداريا مجالس منتخبة سنوياً، ويفوق عدد زوار النادي الواحد 120 شخصاً كل أسبوع، وتتوافر فيها أقسام عائلية وأخرى زاخرة بالمعدات الرياضية. (اليوم) تابعت كواليس هذه الانتخابات، التي تتزامن والأحاديث التي تتناول انتخابات المجالس البلدية السعودية، التي ستنطلق بعد نحو 7 شهور تقريباً من الآن. حيث استطلعت آراء عدد من المنتخبين وأعضاء مجالس سابقة للحديث عن التجربتين من واقع معايشة تستشرف مستقبل العملية الانتخابية السعودية. توعية وعزوف يقول مدير النادي السعودي في ولاية كلورادو الأمريكية السابق الدكتور عبدالكريم العيسى: تجربة الانتخابات التي خضتها في أمريكا جعلتني أصمم على ممارستها في الوطن، عبر المجالس البلدية. إلا أنه أبدى تخوفه من نقص وعي الناخب، مما يجعل المسألة شائكة، ولا تخدم توسيع المشاركة الشعبية، التي تتطلع إليها القيادة الكريمة.. يقول: نجحنا في أمريكا على نحو كبير، لأن جل أعضاء الأندية مؤهلون علمياً وثقافياً. ويؤكد العيسى على ضرورة ان تنشر القنوات الإعلامية السعودية الوعي وتكثف الجهود، في سبيل نجاح هذه الخطوة الهامة في مسيرة الوطن والمواطن. وعن آلية الانتخابات المعمول بها في الأندية قال العيسى: هي تقليدية، حيث يعلن النادي سنويا عن فتح باب الترشيح لرئاسة وعضوية مجلس الإدارة، فيتقدم المرشحون، وتتم المفاضلة بينهم عن طريق الأصوات. عزوف عن الترشح وأضاف مدير النادي السعودي السابق في كلورادو: لا أخفيك ان الترشيحات تكون طفيفة ومحدودة، وهناك عزوف عن تولي المسؤوليات والمهام، كون السعودي في أمريكا مرتبطا بالدراسة وهمومها، مما يجعله يفضل المشاركة في الأنشطة، بعيداً عن التورط في التزامات جديدة.. ويضيف: ليس سراً تمت تزكيتي لرئاسة النادي لأكثر من عام، وأتمنى أن أكون قد قدمت من خلالها جهدا مفيدا ومثمراً. وعن الشروط التي يجب توافرها في المتقدم، ومدى تدخل جهة حكومية في العملية الانتخابية أوضح العيسى، الذي حصل على الدكتوراة أخيرا في تطوير المناهج من جامعة دنفر الحكومية: لا تتدخل أية جهة في الانتخابات، بل يحظى منظمو الانتخابات بتشجيع سفارة خادم الحرمين الشريفين، عبر الملحقية الثقافية بواشنطن، ولا توجد شروط لعضوية مجلس الأندية، سوى أن يكون الطالب مبتعثاً، وحسن السيرة والسلوك، ومع نهاية كل دورة انتخابية نرفع الأسماء للسفارة للمصادقة عليها، وإخلاء مسؤولية المجلس السابق تجاه أي مسؤوليات مالية ومعنوية. الانسجام لا يعكس الحقيقة حميدان التركي، الذي يدرس الدكتوراة في علم الأصوات (الأوكتسيكي)، الذي يعنى بتحليل الأصوات عبر الكمبيوتر، حمل أيضاً وسائل الإعلام مسؤولية نجاح الانتخابات البلدية من عدمها، حيث حثها على تسويق الفكرة، والعمل على إنجاحها.. يقول: تجربتنا في أمريكا غير كاملة، ولا تعكس الحقيقة كاملة، كونها محصورة بفئة قليلة، ومجموعة تتآلف وتنسجم في الأفكار. نجحنا رغم الاختلاف أما فايز القحطاني، المبتعث من جامعة الملك خالد بأبها، نائب رئيس النادي السعودي في كلورادو، فأشار إلى أن التجربة السعودية في الولاياتالمتحدة فعالة.. يقول: أتينا من مناطق مختلفة، ونحمل أفكارا وخلفيات متفاوتة، كل هذا يمنحنا قدرة على التوغل في التطلعات والأمنيات.. شخصيا تجذبني البرامج الانتخابية، فهي مثيرة ومغرية، وأملك هدفا لوجودي في مجلس النادي، يتمثل في تحقيق أهدافي التي أعلنتها قبل الترشح والنجاح، ومن أبرزها تثقيف الطالب السعودي، وتقريبه من وطنه، حتى لو كان بعيداً جغرافيا.. وأردف القحطاني: أجد كل الدعم والمؤازرة من الرئيس النشط والمحبوب زاهر البارقي وبقية الأعضاء والمنتسبين للنادي، وقد نظمنا الأسبوع المنصرم محاضرة قيمة عن منطقة جازان، ألقاها الطالب سنوي شراحيلي، وقد اكتسبنا معلومات هامة لم نحصل عليها سابقا، وإذا توافر هذا الجو الأسري في المجالس البلدية سنحقق مكاسب جمة. منافسة منشودة سنوي شراحيلي، القادم من جازان، أبدى حماسة بالغة في التفاعل مع الموضوع.. مؤكدا أن الأندية تقدم جرعات وأنشطة متميزة، أبرزها موقع على الإنترنت، وقائمة بريدية للتواصل مع الأعضاء، على مدار 24 ساعة.. يقول: لا أنسى الأعمال الإنسانية التي يمنحها النادي جل اهتمامه، ثم مساعدة الطلاب وتكريم الكثيرين، وهناك عشرات العوائل والأسر التي تجد في النادي ملاذها الوحيد في عطلة نهاية الأسبوع. وحول أبرز الثغرات الموجودة قال شراحيلي: آلية الانتخابات تكرس النمطية، نريد برامج وفعاليات أكثر فعالية، الأسماء تدخل عضوية المجلس بالتزكية تقريبا، بسبب انصراف الأعضاء عن الترشح والاقتراع، لعدم الترويج لها كما ينبغي، لا أخفيك ان مجلس إدارة النادي في كلورادو مثالي جدا، لكن نبحث عن منافسات حقيقية، تؤهلنا للتعاطي مع الانتخابات بشكل أكثر نضجاً. وتكلم سنوي عن المحاضرة التي ألقاها قبل أيام في صالة النادي، وحضرها لفيف من السعوديين والعرب والأمريكان.. يقول: ركزت على الجانبين التاريخي والاقتصادي لمنطقة جازان، كون المنطقة غنية بالثروات، ومحل عناية المسؤولين حاليا، لكنها تفتقر إلى الاهتمام الإعلامي، مما دفعني إلى الحديث عنها بأسلوب مركز ومباشر، يوسع انتشارها على اقل تقدير بين أوساط الطلاب المبتعثين والزملاء العرب والأمريكيين الذين يترددون على النادي. انطباعات وزيارات المهندس بدران الحربي من جامعة الملك فيصل بالدمام، المتخرج حديثا من برنامج الماجستير في كلية العمارة في جامعة كلورادو الحكومية، تحدث عن انتخابات المجالس البلدية السعودية، فقال: أنا سعيد للغاية بالخطوات المتتابعة والمدروسة التي أعلنتها أخيرا الحكومة الرشيدة، التي بدورها ستساهم في بلورة التنمية في وطننا العزيز. وعن مدى نجاح انتخابات الأندية السعودية ورأي زملائه الأمريكان قال بدران: الانتخابات ناجحة، لكن الإدارات بحاجة إلى جذب الزملاء، الذين يحملون انطباعات خاطئة عن النادي، ويواصلون تجاهل الأنشطة وزيارة النادي. أنا أثق بأصدقائي في النادي، والأمر بحاجة إلى جهد مضاعف يواكب تطلعاتنا وطموحنا. وتابع عضو هيئة التدريس بجامعة الملك فيصل عبر فرعها بالدمام: أزهو بانطباعات أصدقائي الأمريكيين الذين يترددون على النادي، ويعبرون عن سعادتهم بالروح الأسرية التي تجمعنا. الأصدقاء في النادي، سواء عبر الإدارة السابقة أو الحالية يقدمون جهودا سخية، وأتمنى أن نوجه تحية للرئيس السابق الدكتور عبدالكريم العيسى وزملائه في الإدارة: خالد الرشيد، طلال بركات، حميدان التركي وغيرهم من الأعضاء المشرقين، ولا أغفل الإدارة الحالية المليئة بالأفكار والطموح. معوقات وتحدث الطالب طلال بركات المبتعث من معهد الإدارة بالرياض، المتخرج من برنامج الماجستير في جامعة دنفر، عن أبرز المعوقات التي واجهته أثناء عمله في إدارة النادي.. يقول: كوني طالبا مكبلا بالالتزامات والواجبات الدراسية فقد تركت حقيبتي الإدارية، دون ان أحقق كل ما يجول في رأسي، وما أتمناه أن يتعاون الجميع مع الجميع، الوطن بحاجة إلى وجودنا، وعلينا أن نستثمر وجودنا، بواسطة تطوير مهاراتنا الإدارية والإنصات للآخر، والوطن يمضي باتجاه الطريق الصحيح، وعلينا أن نتناغم والخطوات المتوثبة. عدد من أعضاء النادي السعودي في ولاية كلورادو الأمريكية في لقطة جماعية