لنقف نسأل أصحاب التنظير والثرثرة .. هل يعرفون اسما وادعا في أم الألعاب السعودية؟ هل يقفون مع هؤلاء الأبطال في بداياتهم حتى يحاسبوهم في نهاية المطاف؟ هل تلمع أقلامهم بالأرقام الشخصية لهم في بداية المشوار .. حتى يرموا عليهم سياط النقد في حالة الإخفاق الدولي أو الأولمبي؟ وهل تتساقط دموعهم فرحا لبزوغ ناشئ رقمه الشخصي قريب جدا من الرقم العالمي .. أم أن دموعهم في حالة الإخفاق الأولمبي القاري والدولي .. هي دموع التماسيح لا أكثر ولا أقل .. ودموع مع النقد "ياشقره" ؟!! وا أسفاه على إعلام يهمل نجومه في أم الألعاب في بداية المشوار .. ويذبحهم من الوريد إلى الوريد في المناسبات الدولية والأولمبية .. ولعل ما يحققه نجوم القوى السعودية في هذه الفترة بالذات من إنجازات خليجية وعربية وقارية وعالمية في الفئات السنية .. يعيدنا إلى زمن جميل لهذه اللعبة التي اقترنت بالذهب .. حتى سمي أميرها نواف .. بأمير الذهب .. ولكن ردة الفعل الإعلامية تجاه هذه البوادر سلبية للغاية .. لا سيما في تسليط الضوء على النجوم وأرقامهم ..!! أم الألعاب السعودية .. ليست بحاجة لتطبيل قلمي .. ولا قائد ربانها .. بحاجة لكلمات المديح .. فهي لعبة فرضت نفسها بإنجازاتها .. وهو قائد يجيد العمل أكثر من الكلام .. والتعب أكثر من الظهور .. لكن ما استوقفني حقيقة هو عودة ذاكرتي إلى نهاية أولمبياد أثينا عام 2008م .. والنياحة الإعلامية التي كانت تسير عليها أقلام الغفلة في تصويب سياط النقد بحق وبدون وجه حق في مواقف عديدة للعبة ونجومها .. وبحثت عن الكثير منها في ظل إنجازات الفئات السنية حاليا وبروز مواهب تحمل أرقاما قريبة جدا من العالمية .. لكن لا حس ولا خبر لها على ثرثرة الهواء .. وأخبار الصحف ..!! مقارنة تعامل الإعلام مع الألعاب الفردية والجماعية متناقض في حالة الإنجاز والإخفاق .. وهذه الحالة التناقضية لا يمكن أن تشكل حالة من المصداقية عند المهتمين بهذه الألعاب على كافة الأصعدة ..!! نعم .. صعب جدا بناء بطل سعودي أو خليجي أو عربي في الألعاب الفردية .. لأن الأمر ليس مرتبطا فقط باللاعب والنادي واتحاد اللعبة .. بل هو ارتباط مجتمعي ثقافي رياضي تعليمي .. وكنت وما زلت أكرر أسطوانة دفع الجامعات الأمريكية والروسية والأوروبية لأية موهبة تبادر لتحقيق أي نوع من الإنجازات .. تشجع وتسهل أموره وبرامجه الدراسية .. ويحصل على مكافآت وسكن مجاني .. أم الموهبة لدينا في السعودية أو الخليج أو في الجامعات العربية .. يوضع لها العراقيل ويخصم من الطالب درجاته ومكافآته إذا التحق بالمعسكرات والبطولات وما أشبه .. وهذه المقارنة تفسر لنا ببساطة عدم قدرتنا على بناء بطل أولمبي عالمي إلا ما ندر ..!! وحتى نضع النقاط على الحروف .. فإن البطل السعودي يبدع في المنافسات العالمية على مستوى الناشئين .. ويحقق حتى الميداليات الذهبية .. لكنه يخفق في الكبر .. والسبب هي أن البيئة الاجتماعية والثقافية والتعليمية لا تساعده على المواصلة .. بسبب المعوقات الكثيرة التي تعترض طريقه ..!! وبالنسبة لأم الالعاب ..ينطبق ايضا على لعبة رفع الاثقال.. وكل ما اتمناه ان لا تظهر علينا اقلام الغفلة بعد اولمبياد لندن ويسألون عن النتائج .. فما دام اللوم مستمرا لاربع سنوات على المستوى الإعلامي .. فلا يحق لنا المحاسبة بعد اولمبياد لندن .