تنطلق اليوم السبت بمكةالمكرمة فعاليات اللقاء الفكرى الثانى للحوار الوطنى تحت عنوان (الغلو والاعتدال رؤية منهجية شاملة) الذي ينظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطنى ويستمر اللقاء حتى الثامن من شهر ذى القعدة 1424ه.ويشارك فيه أكثر من ستين شخصية من العلماء والمفكرين بالاضافة الى 15 باحثا فى المجالات السياسية والثقافية والاعلامية حيث تطرح مجموعة من البحوث واوراق العمل التى تتعلق بمحور اللقاء من خلال التركيز على القضايا الراهنة التى تهم الشأن الفكرى والاجتماعى والسياسى والاقتصادى والاعلامى وذلك عبر عدة جلسات وندوات تعقد فى أيام اللقاء حيث يلقى 15 بحثا وورقة عمل.وقال معالى رئيس اللقاء الثانى للحوار الوطنى الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين بهذه المناسبة للحقيقة جوانب كثيرة والانسان عادة لا يمكنه فى كل وقت أن ينظر للموضوع نظرة شاملة وقد لا ينظر اليه الا من زاوية واحدة أو جانب واحد وهذا يجعل الحوار أداة فعالة لاكتشاف الجوانب المتعددة للحقيقة. وأضاف معاليه قائلا ومن ناحية أخرى اذا كانت حرية الرأى والتعبير مجرد مكنة ورخصة تسعى المجتمعات الاخرى لحمايتها فهى بالنسبة للمجتمع المسلم ترتقى أحيانا الى رتبة الوجوب والالتزام وفى عرف هذا المجتمع الساكت عن الحق شيطان أخرس. وأبرز معاليه أهمية هذا اللقاء مبينا انها تظهر فى أن البشرية ربما لم تتعرض فى كل عصورها لخطر الغلو والتطرف كما تتعرض له فى هذا العصر وقال لقد عانى كثير من الناس سبعين سنة من تطرف الايدلوجية الشيوعية ويتعرض الآن لتطرف أيدلوجيات أخرى تتدرع بأفظع وأشرس تكنولوجيا التدمير وكما يتعرض الانسان لخطر الغلو الايدلوجى على المستوى الكونى فانه يتعرض له بالمثل على المستوى الاقليمى والمحلي. واختتم معاليه تصريحه بقوله ان حوارنا الوطنى علامة فارقة فى تاريخنا المعاصر ووسيلة واعدة فى مسيرة نهضتنا ندعو الله أن يحقق آمال المخلصين وأن يبقى دائما عاملا ايجابيا فى سبيل تثبيت هويتنا وترسيخ مبادئنا وحماية وحدتنا وأن يوفقنا حكاما ومحكومين لما يحبه ويرضاه. من جهته اشاد معالى الدكتور عبدالله بن عمر نصيف نائب رئيس اللقاء الوطنى الثانى للحوار الفكرى بحكمة القيادة الرشيدة التى رأت ان الحوار الوطنى احد السبل المهمة لمواجهة قضايا بلادنا الراهنة والمستقبلية ايضا وألمح الى ان الحوار الوطنى يجيئ فى وقت تتضافر فيه جهود المسؤولين وأبناء المجتمع لصنع نقاش جاد ومثمر يهدف الى ما فيه خير هذه البلاد والتعبير عن توجهات وشرائح المجتمع المتعددة لبناء نوع من التواصل والتقارب فيما بينها. وأكد معاليه ان اللقاء الثانى يسعى للاقتراب من هموم الوطن الحقيقية وان جلساته التى تستمر لمدة خمسة ايام ما هى الا قراءة معمقة للحوار المطروح وهو الغلو والاعتدال. وتمنى معاليه فى ختام تصريحه ان يقدر المشاركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم لمناقشة القضايا بشفافية وجلاء واتخاذ السمة الحوارية الايجابية طابعا عاما للنقاشات داعيا الله ان تكون مثمرة وفى صالح بلادنا بشكل عام. ومن جهته عبر معالي الدكتور راشد الراجح نائب رئيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطنى عن أمله ان يكرس اللقاء الثانى لمبادئ الحوار المثلى وان يكون سبيلا جديدا لتوسيع دائرة النقاش والبحث لقضايانا المحلية والطارئة وان يلهم الله سبحانه وتعالى المشاركين التوفيق فى طرح كل ماهو قيم ونافع لهذه البلاد التى حباها الله بنعمة الامن والوحدة الوطنية. وقال ان المحور الذى ينعقد عبره اللقاء الثانى يأتى لطرح بعض القضايا بموضوعية على بساط البحث والنقاش وهو يأتى أيضا تواصلا مع اللقاء الاول للحوار الوطنى الذى طرح بعض القضايا الوطنية وحفز الحضور على قراءة هذه القضايا بعمق وتأمل. واشار معاليه الى ان هذا اللقاء الثانى يأتى فى أجواء خير وبركة حيث يعقد فى مكةالمكرمة داعيا الله ان يكون طريق خير وبركة لهذه البلاد المباركة. ومن جانب آخر عبر الاستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر أمين عام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني عن اعتزازه وتقديره للدعم الكبير الذى يحظى به المركز من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثانى حفظهم الله. وأضاف بن معمر قائلا ان الدعم المباشر والرعاية المستمرة لاعمال المركز ولقاءاته من سمو ولى العهد حفظه الله ستكون أكبر حافز للقائمين على شؤون هذا المركز وبرامجه ويزيدهم اصرارا وعزيمة على ترجمة الاهداف والغايات التى من أجلها أنشىء هذا المركز بما يتفق وتطلعات قيادتنا الرشيدة وطموحات وآمال المواطنين ورقى هذا الوطن وتقدمه. وأكد أن الجلسات التى تنطلق فعالياتها بمشيئة الله تعالى فى مكةالمكرمة مطلع الاسبوع القادم ستشهد عبر جلساتها المتعددة مناقشات فاعلة بين العلماء والمفكرين فى المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية بما يؤدى الى التوصل الى جملة من التوصيات الرامية الى مزيد من المشاركة فى رسم تصورات وخطط ومقترحات تصب فى النهاية فى خدمة المواطن أينما وجد على أرض هذه البلاد المباركة. واستعرض أمين عام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطنى القضايا والموضوعات التى سيتناولها الباحثون في بحوثهم مبينا انها ستكون على النحو التالي: البحث فى سمات الشخصيات المتطرفة وأنواعها والنظرة الشرعية لمشكلة الغلو والتعليم ودوره فى بناء الشخصية المتزنة والتنشئة الاجتماعية ومشكلة الغلو والتربية غير الصفية ومدى تحقيقها للغلو أو الاعتدال ومظاهر الغلو المعاصر. الخطاب الاعلامى السعودي وتعددية الرؤية الاجتماعية وهل هناك منهجية اعلامية واضحة لمعالجة ظاهرة الغلو وحرية الرأى والتعبير فى وسائل الاعلام وأثرها على فكر الغلو والتطرف.. الصلة بين الحاكم والمحكوم وحقوق المواطنة وقضايا المسلمين على الساحة الدولية والمشاركة السياسية والتطرف والعامل الاقتصادى وأثره فى الغلو. وفى ختام تصريحه رفع بن معمر أسمى الشكر للقيادة الحكيمة التى تستشعر ما يجوس من توجهات لدى أبناء الوطن صوب التكاتف لمواجهة الاخطار المحدقة التى تطرأ على بلادنا وتوجه القيادة الى دعم الحوار الوطنى وانشاء مركز للحوار الوطنى تكون غايته مصلحة الوطن العليا وثوابته وأمنه ومستقبله. وتمنى أن يفضى هذا الحوار الى استخلاص النتائج والعبر والتوصيات التى تنطوى على رؤية واضحة لقراءة الحاضر وتبيان ما يحف بمستقبلنا من مسائل تحفز فينا روح الوفاء والاخلاص لتقدم بلادنا ونهضتها ورخائها أملا فى اعداد الاجيال لتواصل المسيرة وتتعزز فيهم قيم الانتماء والبناء والوحدة لان ديننا الاسلامى الحنيف يحض على الشورى والحوار والحفاظ على ثوابتنا وتعاضدنا وشد أزر بعضنا بعضا بالاقتراحات والمرئيات التى تهدف لوحدة وطننا العزيز.