باءت جهود علماء وكالة الفضاء الاوروبية بالفشل أمس الخميس بسبب عدم تلقي اشارة من مركبة الهبوط البريطانية (بيغل-2) التي كان يفترض ان تهبط امس الخميس على المريخ. ولكن العلماء اصروا على احتمال ان يكون المسبار الصغير لا يزال يعمل، مشيرين على اي حال الى ان القسم الاكبر من المهمة التي بلغت كلفتها 325 مليون دولار حقق هدفه. وقال كولن بلنغر كبير العلماء في مشروع (بيغل-2) للصحافيين في لندن (الامر مخيب للامل لكنها ليست نهاية العالم. ارجو الا تغادروا هذا المكان لتقولوا اننا فقدنا مركبة فضائية). وتمكنت المركبة الام (مارس اكسبرس) التي انفصلت عن (بيغل-2) قبل ايام من الوصول الى مدار المريخ في نهاية رحلة استمرت اكثر من ستة اشهر قطعت خلالها 400 مليون كلم. واثار الخبر موجة من الفرح في مركز المهمات في وكالة الفضاء الاوروبية في درمشتاد بالمانيا. ومن جهته، قال جان جاك دوردين، المدير العام لوكالة الفضاء الاوروبية: الان بات لدينا مهمة عملانية في المريخ. هذه اهم هدية عيد ميلاد تلقيتها. وبدوره، قال وزير الابحاث والتربية الالماني ادلغارد بولمان انه يوم عظيم لاوروبا، مشيرا الى انها المهمة الاولى التي ترسلها الوكالة الاوروبية بمفردها الى كوكب اخر. ومهمة مارس اكسبرس وبيغل-2 تأتي في اطار المنافسة الودية بين الوكالة الاوروبية والولايات المتحدة في السباق الجاري للتحقق من وجود آثار للمياه على المريخ الذي يؤمل ان يشكل قاعدة انطلاق للرحلات المأهولة الى الفضاء الخارجي. وكانت بيغل-2 الصغيرة المزودة باحدث المعدات التقنية لاجراء اختبارات على عينات من الكوكب وارسال صور منه، معدة للهبوط امس الخميس بالقرب من خط الاستواء على المريخ في الساعة 2.54 بالتوقيت العالمي، في سهل يدعى (ايسيديس بلانيتيا) وان تبعث برسالة عبر الراديو الى الارض بواسطة مركبة (مارس اوديسي) الاميركية الموجودة في مدار الكوكب. ولكن هذه الرسالة لم تصل في الساعة 6.30 بالتوقيت العالمي، عندما كانت مارس اوديسي في موقع يخولها تلقي رسالة منها. وقال ديفيد ساوثوود، المدير العلمي للمهمة: نأسف للقول باننا لم نتلق اشارة بعد، مستدركا بقوله: (ليست النهاية بعد، نحن على ثقة بان بيغل على السطح ولكننا نريد ان نسمع منها). وكان الخبراء صوروا هبوط المركبة الصغيرة على سطح المريخ بوصفه تحديا كبيرا بسبب الرياح العاتية وعواصف الغبار التي تهب على الكوكب وسطحه الوعر. ومنذ 1960، لم تتمكن سوى ثلاث مركبات صغيرة من الهبوط على سطح المريخ من اصل احدى عشرة ارسلت اليه، وهي فايكنغ 1 و2 ومارس باثفايندر. اما الباقي فضل الطريق اليه او فقد اثناء هبوطه. وقال خبراء على اتصال بعلماء في فريق بيغل ان هناك عدة اسباب محتملة لعدم وصول اي اشارة بينها تحطم المركبة لدى دخولها اجواء المريخ او اثناء الهبوط او هبوطها في حفرة عميقة او اساءة توجيه هوائيها او تعطل البرمجيات. وقال كولن بلنغر: هناك ثلاث فرص لتلقي اشارة من بيغل: في وقت متأخر من امس الخميس، او في وقت مبكر او متأخر من الجمعة عبر مركبة مارس اوديسي التي ترسل الى بريطانيا وكاليفورنيا. وتوجد على متن مارس اكسبرس معدات تصوير عدة لتحليل جو الكوكب ووضع صورة طوبوغرافية له، بالاضافة الى جهاز تصوير الطبقات العميقة بالرادار بحثا عن اي اثار للمياه التي يعتقد انها وجدت على الكوكب قبل مليارات السنين لكنها اختفت بشكل غامض. ودخلت المركبة في مدار حول المريخ في الوقت نفسه الذي كان يتعين ان تهبط بيغل على السطح. ولكن مارس اكسبرس تحتاج للقيام بعدة مناورات لتثبت موقعها قبل ان يصبح بوسعها، في 4 يناير، ان تتلقى اشارات من بيغل، اذا كانت المركبة الصغيرة لا تزال تعمل. وفي اعقاب مارس اكسبرس، سيصل المسباران الاميركيان (سبيريت) و(اوبورتيونيتي) الى المريخ بعد ان تمت برمجتهما للهبوط على سطحه في 4 و24 من يناير. والمركبتان اطلقتا مطلع الصيف في 10 يونيو و7 يوليو تباعا. وينقل المسباران رجلين آليين صممهما مهندسو وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) بحجم عربتين صغيرتين مجهزتين لاكتشاف التركيبة الجيولوجية للكوكب الاحمر في مهمة تستمر ثلاثة اشهر وارسال معلومات يمكن ان تفيد في تحديد مدى ملاءمة ظروفه للحياة.