عزيزي رئيس التحرير نلتقي في حياتنا بأفراد عديدين تجمعنا بهم ميادين العمل ، ومجالات الحياة المختلفة ، وثلة من هؤلاء يبقون في الذاكرة لانهم استطاعوا ان يجعلوا لهم مكانة في قلوب الآخرين وذاكرتهم، وهذه المكانة قد تأتي ولو بكلمة طيبة صادقة، اقول ذلك لان ما يبقى من الناس بعد رحيلهم الا ذكراهم. لقد آلمني خبر وفاة الزميل العزيز جاسم ابو خمسين مدير مركز تلفزيون الدمام، وزاد وقع ذلك ألما قراءة الخبر فجأة في جريدة سيارة، وقد فات وقت التعزية، ومشاركة اهله وزملائه مصابهم. لقد تعرفت عليه - رحمه الله - منذ عقد من الزمن من خلال تعاوني مع تلفزيون الدمام، فكان نعم الأخ يعمل بهدوء، ويتمتع بحسن الخلق، وحسن التعامل مع الزملاء مما اكسبه تقديرهم واحترامهم، كما كان - يرحمه الله - يحرص على متابعة انجاز المهام، واعطاء الاولويات، والحرص على دفع العمل نحو الانتاجية العالية. وقد لامست ذلك من خلال تعاملي معه. لقد كان - يرحمه الله - محل ثقة المسؤولين في توليه مسؤولية ادارة تلفزيون الدمام. ومحل ثقة الزملاء في المحطة من خلال حسن ادائه وتعامله. لقد زرته في فترة استشفائه الاخيرة في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، ووجدته مؤمنا راضيا، يتمتع بروح معنوية عالية، لا يحمل هم نفسه بقدر ما يحمل هم من حوله، وهذا خلق الايثار والشعور بمعاناة الآخرين، لقد خرجت من عنده وانا اكثر اطمئنانا مما دخلت به عليه، ووعدته ان الزيارة الاخرى ستكون في الدمام ان شاء الله ، ولكن القدر اسبق (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله) فالحمد لله على قدره وقضاه. رحمك الله يا أبا وحيد واسكنك فسيح جناته، وألهم ذويك وزملاءك الصبر والسلوان. (إنا لله وإنا إليه راجعون).