قلل المسئولون الامريكيون من أهمية التقارير عن استياء واشنطن من التصريحات التي يطلقها المستشار الالماني جيرهارد شرويدر في سياق الحملة الانتخابية وينتقد فيها نوايا الولاياتالمتحدة للاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين. غير أنهم عبروا عن بعض السخط لان مساعدي المستشار الالماني يحاولون فيما يبدو تحقيق مكاسب سياسية بتضخيم معارضة برلين لاي تحركات عسكرية أمريكية محتملة ضد العراق، لمساعدة شرويدر في مواجهة المنافسة القوية في الانتخابات العامة التي ستجرى الشهر المقبل. وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد أوردت يوم السبت أن السفير الامريكي في برلين دانيال كوتس عبر عن سخط واشنطن إزاء تصريحات شرويدر الاخيرة في لقاءات مع موظفي المستشارية الاسبوع الماضي. وقال فيليب ريكر نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ان اجتماع كوتس مع موظفي المستشارية كان جزءا من المشاورات المستمرة مع أصدقائنا وحلفائنا الالمان. ولكنه رفض الكشف عن فحوى المناقشات باستثناء تأكيد أن الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش وعد بالتشاور مع حلفاء الولاياتالمتحدة قبل القيام بأي تحرك ضد العراق. وتابع ريكر لقد قال الرئيس بوضوح تام إننا نطلب مشورة العديد من الاطراف بمن فيهم حلفاؤنا ونستمع لهم بحرص .. من الواضح أن ذلك سيشمل ألمانيا. وقال كوتس لصحيفة فرانكفورتر الجماينة تسايتونج في مقابلة تنشرها الصحيفة امس (الثلاثاء) أنه عبر عن عدم رضاه عن بعض التصريحات التي يدلى بها شرويدر في حملته الانتخابية، والتي قال فيها ان ألمانيا لن تشارك في أي (مغامرة) أمريكية في العراق. وأضاف كوتس أنه أكد إن بوش لم يقرر بعد تبني الخيار العسكري للاطاحة بصدام حسين، ولذا فإن تصريحات شرويدر غير مناسبة. وقال مسئول أمريكي أن ذلك جزء من الدبلوماسية المعتادة. وتابع المسئول، الذي رفض الكشف عن هويته، إنه (شرويدر) قال شيئا ما عنا لم يرق لنا. وبالطبع لابد أن نقول شيئا. ويبدو أن واشنطن أقل ضجرا من انتقادات شرويدر الاصلية التي تصدر في ذروة الحملة الانتخابية، مقارنة باستيائها من التقارير الصحفية حول الخلافات بين الولاياتالمتحدة وحليفتها. وقال المسئول الامريكي بكتابة موضوع، فإنك تضخم الامر، غير أنه عبر عن نفاد الصبر السائد في واشنطن إزاء الانتقاد الاوروبي للسياسة الخارجية الامريكية. وتابع المسئول دائما ما ينتحب الاوروبيون من أننا لا نتشاور معهم، وعندما نتشاور معهم يسربون ذلك ويشكون.