بثت قناة العربية الفضائية مساء أمس تسجيلا صوتيا للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين يرثي فيه ولديه عدي وقصي في ركب "الشهداء" وأعلن أنه لو كان لديه غيرهم لقدمهم على نفس الطريق، فيما لا تزال القوات الامريكية تواصل البحث على قدم وساق عنه، راصدة 25 مليون دولار مكافأة لمن يقدم معلومات تساعد على كشف مكانه.واعتبر صدام أن ولديه استشهدا بعد قتال باسل مع العدو استمر ست ساعات كاملة، مضيفا: الحمد لله على ما كتبه لنا سبحانه وشرفنا باستشهادهما في سبيله.وقال ايها النشامى في قواتنا المسلحة الباسلة، السلام عليكم .. ننعي اليكم .. وأزف لكم نبأ الشرف وهو امنية كل مواطن صادق مجاهد في سبيل الله حيث ارتفعت ارواح كوكبة اخرى جديدة من الشهداء في سماء وضيافة الرب الرحيم، هناك حيث الجنة والصديقين والشهداء ومن رضي الله عنه بحسب ما جاء في التسجيل الذي بثته العربية من مقرها في دبي. وعرضت واشنطن الاسبوع الماضي صور جثتي عدي وقصي مضرجتين بالدماء لاقناع العراقيين بمقتلهما. وأعلن مصدر عسكري أمريكي أمس الأول أن البت في مصير جثتيهما قد يتقرر خلال 24 ساعة، انقضت أمس. وقال صدام: لم تستطع جيوش العدوان المحتشدة عليهم مع كل انواع الاسلحة للقوات البرية ان تنال منهم الى ان استخدمت الطائرات على البيت المتواجدين فيه وهكذا وقفوا الوقفة التي شرف الله بها هذه العائلة الحسينية. واعلن الجنرال الامريكي ريكاردو سانشيز الاربعاء ان عدي وقصي قتلا بعد معركة شرسة، لقد قاوما عملية اعتقالهما. وقال صدام حسين ايضا في تسجيله الصوتي مرة اخرى اقول الى شعبنا الوفي الامين وامتنا المجيدة ان المال فداء في سبيل الله وفداء للعراق ولامتنا بعد ان افتدينا هذه العناوين والمعاني بالولد. ولو كان لصدام حسين مئة من الاولاد غير عدي وقصي لقدمهم صدام حسين على نفس الطريق لان الواجب والحق يستدعيان هذا. وكرر صدام في التسجيل الصوتي هتافاته التقليدية: عاش العراق وعاشت فلسطين حرة عربية من البحر الى النهر، ولتخسأ ولتسقط الصهيونية وعاش الجهاد والمجاهدون وليخسأ الكذابان (الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير) وأعوانهما. واضاف ان مبادىء الحق تزدهر ويعلو شأنها على مذبح الشهداء. فان كنتم قد قتلتم عدي وقصي ومصطفى ورجلا مجاهدا يجاهد معهم، فان كل شباب امتنا وشباب العراق هم عدي وقصي ومصطفى في ساحات الجهاد. ويعود آخر تسجيل صوتي للرئيس العراقي المخلوع وبثته قناة العربية ايضا الى 23 تموز / يوليو، لكنه كان مسجلا قبل ثلاثة ايام وفقا للصوت الذي حث العراقيين ايضا على مواصلة الجهاد ضد الاحتلال. ويأتي هذا التسجيل، في الوقت الذي تكثف فيه قوات التحالف الأمريكي البريطاني عملياتها للعثور على صدام حسين. وأعلن الكابورال تود برودن الناطق العسكري الأمريكي في تكريت ان القوات الامريكية اعتقلت فجر امس الثلاثاء خلال عملية مداهمة في تكريت اربعة من انصاره، لكنه نفى أن أحدهم هو مرافق لصدام. وقال برودن: لا يزال التحقيق جاريا" بشأن الرجال الاربعة للتحقق من علاقتهم بالرئيس السابق. وذكر الميجور توني سميث من الفرقة الرابعة في سلاح المشاة لوكالة فرانس برس في تكريت (180 كم شمال بغداد)، معقل الرئيس العراقي السابق، ان بين الموقوفين خلال عملية البحث عن موالين للنظام السابق، مرافقا سابقا لصدام حسين وضابطا من رتبة لواء في الجيش العراقي السابق. إلا انه لم يعط اي ايضاحات بشأن اهمية دور المرافق. وقال هناك عشرات من المرافقين السابقين والناشطين في النظام السابق. وأوقفت الفرقة الرابعة في سلاح المشاة خلال نهاية الاسبوع الماضي 13 مرافقا لصدام حسين. واعلن الجيش الامريكي ان القوات الاميركية تلقت سيلا من المعلومات الامنية منذ العملية الناجحة التي ادت الى مقتل عدي وقصي صدام حسين في الموصل في 22 تموز / يوليو. واعتبر مساعد وزير الخارجية الامريكي ريتشارد ارميتاج مساء الاثنين في حديث الى شبكة التلفزة الامريكية (سي ان ان) انه ينبغي عدم التردد في قتل الرئيس العراقي المخلوع اذا شكل إلقاء القبض عليه خطرا على حياة الجنود الامريكيين. وقال ارميتاج اذا كان من الممكن القاء القبض على صدام حسين من دون ان يشكل ذلك اي خطر على العسكريين الامريكيين فسيكون الامر ممتازا، لكن اذا شكل القاء القبض عليه خطرا ينبغي عندئذ قتله. وارميتاج هو ثاني مسؤول امريكي كبير يعبر عن نية الولاياتالمتحدة في التخلص من صدام حسين في اقل من اسبوع. وكان وزير الدفاع دونالد رامسفلد قد اعلن الاربعاء الماضي في الكونغرس ان مسؤولي البنتاغون (وزارة الدفاع) تركوا لقادتهم المسؤولين ميدانيا الخيار في القاء القبض على القادة العراقيين احياء او موتى. واعتبر ارميتاج ان ايام صدام حسين باتت معدودة على ما يبدو. في المقابل صرح متحدث باسم قوات التحالف في بغداد الكابتن جيف فيتزغيبونز لوكالة فرانس برس ان العسكريين لا يعتبرون القاء القبض على الرئيس العراقي المخلوع امرا وشيكا. واعتبر ارميتاج ان قوات امريكية شنت يوم الاثنين غارات تأخرت ساعات قليلة عن الوصول الرئيس العراقي المخلوع. وقال: إن صدام ليس أسامة بن لادن وأنه غير معتاد على شظف العيش. ومضى قائلا: أعتقد ان معظم الناس يشعرون بان الخناق يضيق شيئا فشيئا حول رقبة صدام حسين .. اليوم (الاثنين) كانت هناك ثلاث غارات ونعتقد اننا تأخرنا ساعات قليلة عن الوصول الى صدام حسين. وقال ارميتاج ان اكبر المشاكل في العراق تتمثل في خليط من العناصر البعثية .. وارهابيين من الخارج على حد قوله . وأقر بأن المقاومة العراقية ليس مصدرها الوحيد الرئيس العراقي المخلوع أو أجهزته العسكرية والأمنية السابقة. 6 رجال تم اعتقالهم وعصب اعينهم في احد المنازل في تكريت