اختتمت في العاصمة القطرية أعمال الاجتماع الإقليمي الثاني لمؤتمر البترول العالمي، الذي استمر اربعة ايام حتى مساء الخميس الماضي، بمشاركة حوالي 500 مشارك، ناقش خلالها العديد من الأوراق التي تختص بصناعة البترول والغاز ومستقبل الطاقة خلال الأعوام القادمة، رسم خرائط وتصورات لها في ظل النمو المتزايد للطلب العالمي والاستثمارات المتاحة، اضافة لما تعكسه هذه الصناعة من آثار وظروف تحيط بالعالم، من حيث اقتصاديات البيئة التي تنشأ فيها هذه الطاقة. وشهد المؤتمر الذي اكد المشاركون نجاحه بكل المقاييس ولادة مرحلتين بارزتين في تاريخ صناعة الغاز تتمثل الأولى في إسدال الستار ووضع حجر الاساس على أول مشروع لتحويل الغاز إلى سوائل في قطر مع شركة (ساسول) والذي يمثل مفهوما جديدا في صناعة الطاقة النظيفة، اما الحدث الثاني فتمثل في ولادة أول لبنة لشبكة تربط دول الخليج العربية والبدء بتنفيذ المرحلة النهائية لمشروع غاز دولفين الذي يربط قطربالامارات العربية. "قطر أكسبو" تكرم المشاركين ومن جانبها، كرمت "قطر اكسبو" الشركة المنظمة للمعرض المصاحب للمؤتمر، الشركات المشاركة في المعرض وعددها 18 شركة ممثلة في 62 جناحا وذلك خلال حفل كبير نظمته (قطر اكسبو) في قاعة الاجتماعات بمركز قطر الدولي للمعارض وتم خلاله توزيع هدايا تذكارية وشهادات تقدير على الشركات المشاركة في المعرض. وقال عصمت سليم - مدير عام الشركة: ان المعرض يعد الاكبر من حيث المساحات المحجوزة لقطاع الطاقة في تاريخ مركز قطر الدولي للمعارض حيث تبلغ مساحة المعرض 7 آلاف متر مربع، مؤكدا ان نجاح هذا المعرض يحفز الشركة على استغلال مساحات اكبر في المؤتمرات والمعارض القادمة. من جانبه قال عمار غبتاوي - مدير شركة "قطر اكسبو": ان حفل التكريم شمل بالاضافة إلى الشركات المشاركة في المعرض دعاة المعرض وهما شركة تكساسكو وشركة ارامكو السعودية كما تم تكريم خاص للشركات التي تشارك لاول مرة في المعرض مثل مؤسسة البترول الكويتية، ومؤسسة البترول الهندية ومؤسسة العين للبترول. تطوير مشروع الدولفين وفي نفس الإطار، أعلنت حكومة قطر موافقتها على الخطة النهائية لتطوير مشروع دولفين للغاز المخصص لإنتاج الغاز القطري من حقل الشمال ونقله الى دولة الإمارات العربية المتحدة. وتقدر التكلفة الإجمالية للمشروع بحدود 3 مليارات دولار لنقل الغاز عبر خط أنابيب يزيد طوله على 400 كيلو متر وقطره 48 انشأ ويمتد تحت مياه الخليج الى الإمارات بطاقة إنتاجية ستبدأ بعد عامين من تاريخ التشغيل ملياري قدم مكعبة بالإضافة الى حوالي 100 ألف برميل يوميا من المكثفات وحوالي ثمانية آلاف طن يوميا من السوائل وتبلغ الطاقة القصوى على المدى البعيد حوالي 3.2 مليار قدم مكعبة من الغاز يوميا. ويمثل توقيع خطة التطوير قرار الاستثمار الأخير للمشروع وتحدد تفاصيل مراحل التطوير المختلفة والتي تشمل برنامج الحفر وأعمال الإنشاء البحرية - البرية، محطة الضغط ومرافق التصدير والتي سيبدأ العمل بها خلال اسبوعين ليمد الإمارات العربية المتحدة بالغاز القطري في الربع الثالث من عام 2006. وقع الخطة النهائية للمشروع عبدالله العطية - وزير الطاقة القطري -، و أحمد الصايغ - الرئيس التنفيذي لشركة دولفين للطاقة. ويعتبر هذا المشروع الأول من نوعه في الشرق الأوسط لنقل الغاز عبر شبكة أنابيب تشغل اللبنة الأساسية لشبكة الغاز بين دول مجلس التعاون . وبوضع اللمسات الأخيرة لمشروع دولفين للغاز والتي جاءت طبقا لاتفاقية التطوير والمشاركة الموقعة في 23 ديسمبر 2001 تكلف شركة دولفين رسميا للبدء بأعمال التنفيذ والتي ستبدأ خلال أسبوعين، وسوف تقوم شركة دولفين للطاقة بانتاج الغاز الطبيعي من حقل الشمال القطري حيث تتم معالجته في مدينة رأس لفان الصناعية ومن ثم يتم نقل الغاز المعالج الى دولة الامارات عبر خط الأنابيب في عام 2006. وتقدر تكلفة الخطة التطويرية في قطر من المصنع الى الشبكة ومنصات التوزيع بحدود 1.6 مليار دولار منها 400 الى 500 مليون دولار لمصنع معالجة الغاز في مدينة رأس لفان. وسيصل الانتاج في المشروع الى كامل طاقته الإنتاجية خلال عامين منذ بدء التشغيل بطاقة ملياري قدم مكعبة من الغاز يوميا لتبلغ الطاقة القصوى على المدى البعيد حوالي 3.2 مليار قدم مكعبة من الغاز اضافة للمكثفات والسوائل. وقال عبدالله العطية عقب الاتفاق ان هذا المشروع يعد من أسرع مشاريع تطوير الغاز في العام وإعلانه رسميا كان مصداقية من حكومة قطروالإمارات لجعله حقيقة، مبينا أن هذا المشروع سيفتح الباب لتطوير شبكة خليجية للغاز. وقال العطية: ان هذا هو التوقيع النهائي بين قطر للبترول وشركة دولفين للطاقة على المشروع مما يؤكد أهمية ومصداقية المشروع، الذي نال الدعم السياسي من قبل أمير دولة قطر ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة. وأكد ان انجاز هذا المشروع من حيث السرعة يعتبر الاول في العالم منذ فكرته الاولى وحتى هذا التوقيع النهائي الخاص بالخطة النهائية للمشروع مشيدا بالتفاهم الذي ساد خطواته مؤكدا انه خليجيا يعتبر مشروعا رياديا وذا أهمية كبرى. وقال العطية: إن خطة التطوير تمثل قرار الاستثمار الأخير في المشروع وتحدد الخطة تفاصيل مراحل التطوير المختلفة والتي تشمل برنامج الحفر واعمال الانشاء البحرية والبرية ومحطة الضغط ومرافق التصدير. بنوك إقليمية ودولية لتمويل "دولفين" ومن جانبه توقع احمد علي الصايغ - الرئيس التنفيذي لشركة "دولفين" - ابرام صفقة مع بنوك إقليمية ودولية لتمويل المشروع الذي تبلغ استثماراته 3.5 مليار دولار. وقال: سيتم تمويل المشروع بنسبة 70% عن طريق القروض و30% من المساهمين في المشروع مشيرا الى هناك خطة تتضمن عدة بنوك عالمية وعربية من بينها بنوك اسلامية ابدت اهتمامها بالمشروع. وقال: ان حجم القروض بحدود 1.5 الى 2.5 مليار دولار أمريكي يسعى لتدبيرها وفق خطة وسيتم الانتهاء منه في الربع الاول من عام 2004م. واوضح ان الامارات ستكون السوق الرئيسية لغاز دولفين طبقا للاتفاق الموقع مع قطر وسينقل الى عمان اذا دعت الحاجة، وقدر الصايغ معدل الاستهلاك للغاز في الإمارات بحدود 3 مليارات طن. وقال: ان الطلب ينمو سنويا من 6-8% على الغاز الصيفي وقدر حجم المصنع في مدينة رأس لفان الذي سيتم بناؤه ضمن خطة التطوير النهائية بحدود 400 الى 500 مليون ريال.وأوضح ان الخطة بدأت بلاستكشاف من خلال بئرين وهي الآن بصدد حفر 24 بئرا بتكلفة إجمالية للخطة في قطر 1.2 مليار دولار، ونفى الصايغ ان يكون هناك خلاف على الأسعار وقال: لقد تم الاتفاق النهائي من خلال اتفاق كامل لجميع المراحل والخطوات دون ان يحدد السعر لوحدات الغاز. وقال الصايغ: لقد كان هناك خطة لمراحل في المشروع لتوسيع الخط ليشمل باكستان والهند على المدى البعيد بتكلفة قدرت بحدود 8 الى 10 مليارات دولار ولكن تم الاتفاق الآن على المرحلة الأولى مع قطر لإمداد الإمارات عبر شبكة خطوط سيتم وصلها بالشبكة مع عمان.