في قطعة ارض صغيرة مساحتها نصف فدان تقريبا بأكثر اقاليم الصين انتاجا للذرة تعتقد جانج شوفن وزوجها انهما محظوظان.. السبب ان المستقبل غير معروف لجيش من العمال الزراعيين في اكثر دول العالم سكانا. ولكن جانج وزوجها اللذين يعيشان في جيلين بشمال شرق الصين يتلقيان مساعدات من والديها لدفع نفقات تعليم ابنتهما لدراسة ادارة الاعمال في بكين. يعيشان حياة هنية لا يعانيان الجوع ولديهما ملابس كافية يحسدهما عليها اغلب المزارعين الصغار خارج جيلين وهيولنجيانج المجاورة في ركن بالصين يسمى صومعة الغلال. ورغم ان الصين ثاني اكبر مصدر للذرة في العالم فان اغلب مزارعيها يناضلون من اجل العيش في وقت تعمل فيه الصين على الغاء نظام دعم الاسعار تدريجيا التزاما بقوانين منظمة التجارة الدولية. كثيرون يتجهون الى زراعة فول الصويا او (المحصول المعجزة) لما يحققه من عائدات مجزية. بيد ان الصين تشعر بقلق تجاه امنها الغذائي ولذلك تؤكد اهمية زيادة الانتاج الزراعي ودخول المزارعين. واضطرت الصين الى تخفيض مخزون الحبوب الذي جمعته في التسعينات لان المحاصيل كانت مخيبة للامل في السنوات الاخيرة. ومنذ عام 2000 يزيد استهلاك الحبوب السنوي في الصين عن الانتاج الذي يبلغ 455 مليون طن طبقا لارقام وسائل الاعلام الرسمية. كما اكدت بكين اهمية زيادة انتاج الحبوب بعد ارتفاع الاسعار المحلية في اكتوبر الماضي لاول مرة منذ ست سنوات. وفي ادراك لفجوة الدخول بين سكان الريف والحضر فانها تريد ايضا زيادة الدخل الزراعي. وتقول مصادر ان هذا لن يكون سهلا. ويعتمد مزارعو الذرة على اساليب تقليدية وتنقصهم التكنولوجيا الحديثة ولهذا فان انتاج الهمتار (الفدان) نصف مثيله في الولاياتالمتحدة. وكثيرون يسعون للعمل في المدن لتوفير احتياجاتهم المعيشية. قالت جانج التي تبيع التفاح والكمثرى والبرقوق على الطريق بالقرب من جيلين التي تبعد 100 كيلومتر غربي العاصمة الاقليمية شانجشون: لا يمكن تحقيق مكاسب من زراعة الذرة. ويبلغ دخل جانج بعد سداد الضرائب المحلية نحو 2400 يوان (290 دولارا) سنويا مثل اغلب المزارعين في الاقليم ولكنه فوق المتوسط العام ومقداره 1500 يوان سنويا. ومثل اقرانهما يمتلك جانج وزوجها بغلا للعمل في الحقل ودراجة للنقل ولكن ابعد ما يكون عن السيارات السريعة والطرق الجديدة وناطحات السحاب في المناطق الساحلية الشرقية التي حققت نموا هائلا. وتعيش عائلة جانج في شقة متواضعة من غرفتين وتنار بمصباحين كهربائيين. ولكن بدون شبكة مياه نقية. وتستخدم قوالح الذرة المخزونة من المحصول السابق كوقود لتسخين الماء. قالت جانج (44 سنة) وهي تتأهب لشتاء طويل بارد في هذا الاقليم بالقرب من الحدود مع كوريا الشمالية: يعيش المزارعون حياة صعبة. ولكن ابنتنا ستصبح مديرة. ورغم ان ريفيين كثيرين يتوجهون الى المدن فان آخرين يعلقون آمالهم على محصول فول الصويا خاصة في اقليم هيلونجيانج الذي يعادل مساحة السويد ويقع بالقرب من الحدود مع روسيا وهو اكبر منتج لهذه السلعة في الصين. والصين اكبر مستورد لفول الصويا في العالم واغلبه يستخدم كعلف للحيوان او لاستخراج زيت الطعام وينتظر ان يستمر هذا الاتجاه لارتفاع مستويات المعيشة وتزايد استهلاك اللحوم. وتشجع حكومة الصين المزارعين على زيادة الانتاج لتوفير كميات كافية من فول الصويا في صناعة تتقدم بمعدلات كاسحة ولخفض نفقات الاستيراد. حقق انتاج فول الصويا في الصين رقما قياسيا في العام الماضي اذ بلغ 5ر16 مليون طن بالمقارنة مع 2ر13 مليون الى 5ر13 مليون طن عام 1998. ويقدر محصول العام الحالي بنحو 16 مليون طن بينما من المنتظر استيراد حوالي 20 مليون طن او نحو ضعف واردات عام 2000 .