افتتح المجلس التنفيذي لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية يوم أمس الأربعاء أولى جلسات دورته الثامنة , ولأول مرة في العاصمة اللبنانيةبيروت في خطوة تكتسب دلالات هامة من حول أهمية دور لبنان بخصوصيته المعروفة ودعم الشأن الإسلامي في هذا البلد والتعايش الإيجابي بين طوائفه ووحدته الوطنية وتفعيل مسؤوليات دار الإفتاء الإسلامية وينتظر من هذا المؤتمر الذي يكتسب جانباً من أهميته من متغيرات العلاقة المتأزمة بين الإسلام والغرب منذ قارعة سبتمبر م 2001م التأكيد على الفصل بين الإرهاب والإسلام وإبراز حقيقة أن السلام هو الأصل في العلاقة بين المسلمين وغيرهم , وأن العلاقة بين المسلم والآخر قائمة على أساس التسامح والعدالة والمساواة في القيمة والكرامة الإنسانية من أصل النشأة 0 @ ولأن الوزراء معنيون بالشأن الاسلامي ينتظر من المجتمعين التأكيد بكل الوسائل على أن الصراع القائم ليس صراعاً بين الأديان وأن صقور واشنطن واليمين المتطرف لا يمثلون كل المسيحيين وأن الصدام بين الحضارات لا أساس له من علم أو تاريخ , بل أن الحضارات تتفاعل وتتكامل وأن الصدام هو في حقيقته بين دعاة الإرهاب بأنواعه ومن جميع الأديان من جهة ودعاة السلام والتعايش السلمي من منتسبي كل الأديان من جهة أخرى .. وهذه حقائق أكدتها الشعوب على امتداد العالم من خلال عشرات الملايين المنتسبين لحضارات وأديان مختلفة عارضت الغزو الأمريكي البريطاني ورفضت كل أسبابه الحقيقية والمصطنعة ينتظر ذلك إن لم يكن من أجل المصالح بين الشعوب فعلى الأقل لحماية الاقليات الاسلامية التي اصبحت اليوم خارج الشرعية الدولية وما يُسمى بالمجتمع الدولي بدليل ما تتعرض له في جميع أقطار المعمورة من ظلم واضطهاد واستباحة لأبسط حقوقهم الإنسانية !! @ ومن المأمول أن يكون للمجلس وقفة حاسمة وحازمة إزاء ما يتعرض له الإسلام في أجهزة الإعلام الغربية من تشويه وصور نمطية لا تمت للحقيقة بصلة وهي التي تؤجج الكراهية والعنف ضد الأقليات الإسلامية من جانب الفاشست والمتطرفين والمنظمات الصهيونية كمنظمة (بيرث) في الولاياتالمتحدة والحركات العنصرية في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وان يكون له موقف حازم وحاسم من القيود التي تزداد كل يوم بصورة أكثر تشدداً .. وأقل تسامحاً ضد المسلمين للحد من وجودهم وحرياتهم والتضييق عليهم في دول الغرب عموماً التي تدعي الحضارة وتتشدق بالحريات وحقوق الإنسان !! @ نتطلع إلى أن يتخذ المجتمعون قرارات لحماية الأقليات والأغلبيات المسلمة في بعض الدول الأفريقية حيث يتعرض المسلمون بين وقت وآخر لأقسى أنواع العنف وأن يعملوا كل ما في وسعهم لمقاومة الحركات والتيارات الانفصالية في تشاد والسنغال وجنوب نيجيريا التي سوف تكون على حساب مصالح المسلمين وأرزاقهم هناك , وأن لا ينسوا إخواننا المسلمين في الهند التي تتباهى حكومتها بأن رئيسها مسلم وان أغني ملياردير هناك ينتمي إلى الإسلام !! @ الدفع بفكرة الحوار الشمولي بين الحضارات والثقافات في إطار احترام الخصوصية الوطنية والثقافية باعتباره الطريق الأمثل للتفاهم والتعاون والتعايش بين الشعوب بصرف النظر عن انتماءاتهم العرقية والحضارية والثقافية وفق برامج عمل محددة لكي يتحقق من خلال هذا الحوار أفضل مما حققته الأممالمتحدة عام 2001 م عام ( الحوار بين الحضارات) إذا كانت قد حققت شيئا! أو (برنامج الحوار) الذي بلورته منظمة المؤتمر الإسلامي الذي لم يتجاوز ردهات مقرها الرئيس في مدينة جدة , ناهيك عن ندوة ( المائدة المستديرة ) التي نظمتها منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو ) في سبتمبر 2000م في نيويورك قبيل افتتاح القمة الألفية للجمعية العامة للأمم المتحدة التي لم تتجاوز المجاملات والابتسامات الدبلوماسية والصور التذكارية ! @ ومن أولويات ما هو مطلوب من أصحاب المعالي والسماحة توعية المسلمين بالفكر الذي يستعدي المسلم ضد المسلم ويستعدي المسلمين ضد الإسلام ويستعدي العالم كله ضد الإسلام في ضوء التعريف بصحيح الإسلام كنظام يشمل جميع شؤون الحياة تحت مظلة الإسلام في ضوء ثوابته وتعاليمه فلا إسلام سياسي ولا إسلام اقتصادي ولا إسلام اجتماعي ولا إسلام ثقافي. @ موقف الغرب من الإسلام وأمريكا خصوصاً تتعدد وتختلف فيه الخطابات: الخطاب السياسي الذي يصنعه السياسيون وأصحاب القرار والخطاب الذي يعده ويتبناه اليمين الديني والمحافظون الجدد والخطاب الأكاديمي الذي يصدر عن الجامعات والمعاهد الأكاديمية ومراكز البحوث واخيراً خطاب أجهزة الاعلام من صحافة وإذاعة وتليفزيون وهي في الغالب الأعم خطابات تتفاوت بين عداء مكشوف للعرب والمسلمين وعداء مبطناً.. وبين من يري الإسلام عدواً لدوداً يجب التصدي له بمختلف الوسائل وبين من يرى الانسجام معه واحتواءه ثم ابتلاعه !! @ وفي المقابل تتعدد مصادر الخطاب عند العرب والمسلمين نتيجة خلافات وانقسامات ونرجسية كريهة أدت إلى التعامل مع هذا الخطاب بأساليب مختلفة ومتواضعة لم تحقق عشر معشار ما حققته المنظمات الإسلامية في الغرب من نتائج على ضعف إمكانياتها وما تتعرض له من ضغوط وممارسات غير أخلاقية! وهنا تبرز الحاجة الملحة إلى خطاب واحد من مصدر واحد متفق عليه لتقلد هذه المسئولية الحيوية تجنباً للعبارة التقليدية (ليس في الإمكان أحسن مما كان) ومجلس وزراء الشؤون الإسلامية هو الجهة المثلى لتبني كل ما تقدم فهل يفعل ؟