تحرص الجهات المسؤولة عن تخطيط المدن على ايجاد رئة لتتنفس عبرها الاحياء، اذ استوجب ارتفاع غابات الاسمنت وجود مساحات خضراء تحسن من الطقس وتكون متنزها لسكانها ليتفيأ ظلالها الكبار ويرفل في خضرتها الصغار، وقد حظيت احياء مدينة الدمام بالعديد من الحدائق المتفاوتة في مساحاتها الخضراء وظلت جاذبا هاما لسكان الاحياء خاصة وانها تختزل البعد المكاني في جميع احياء مدينة الدمام بل ان بعض الاحياء تحظى بأكثر من حديقة واحدة (الوضع الحالي يوضح ان معظم هذه الحدائق لاترتادها الاسر لاسباب مختلفة وتحول بعضها الى خرابات وسكنى للقطط الضالة ومكانا للعبث غير البريء من بعض ضعاف النفوس خاصة في الامسيات الحالكة حيث تغرق اجزاء هامة منها في الظلام مما يشجع على الجلسات غيرالبريئة) هذا ما اوضحه عدد من سكان احد الاحياء الكبرى في مدينة الدمام، وقالوا ان بعض الحدائق تعطي شعورا بالكآبة نسبة للخراب الذي تعيشه وقد تحول بعضها الى فنادق تأوي بعض العمالة التي تفتقد المأوى. هذا الواقع لاينفي وجود حدائق مكتظة بالعائلات والمتنزهين كحديقة الاسكان وحديقة بن جلوي وغيرها التي عمدت البلدية على العناية بها بصورة واضحة وأمدتها بالالعاب المختلفة للاطفال. ويلعب سوء نوعيات الحشائش والنخيل المزروع دورا في استقطاب المتنزهين، وطالب عدد من رواد الحدائق بالاهتمام بالانارة والعناية بالزراعة مع وضع اللافتات الارشادية للاسر وزوار هذه الحدائق، وطالبوا بادخال نماذج حديثة من التصميمات الجمالية وفقا لحاجات المواطن ليتكامل الدور المرجو من انشائها ولتلبي متطلبات مختلف الأذواق. اما رجال الاعمال فيشيرون الى ضرورة فتح باب الاستثمار في هذه الحدائق لخدمة الزوار من جهة وايجاد ابواب جديدة للمستثمرين تحظى بقبول الناس وتتحول الى معالم سياحية يقصدها الجميع. وذكر بعض مرتادي حدائق الاحياء بان العمال الذين يتخذون الحدائق سكنا يشوهون المنظر ويخدشون الحياء بنشر ملابسهم بعد غسلها على مرأى من الرواد خاصة النساء والاطفال، واضافوا ان العمال يقومون بسقيا الزرع في اوقات غير مناسبة مثل ايام نهاية الاسبوع وهي الاوقات التي تلجأ فيها الاسر الى الحدائق، كما انهم - اي العمال - يحيلون غرفة السكن الى مكان للاجتماع ترتفع فيه الاصوات مما يثير ريبة الزوار فيهربون من تلك الحدائق. يوسف نور - الدمام