يعكف 60 باحثاً على إعداد موسوعة سعودية شاملة عن جميع مناطق المملكة، تتكون من 34 مجلداً باللغتين العربية والإنجليزية، بمعدل مجلد عن كل منطقة من مناطق المملكة باللغة العربية وآخر بالإنجليزية، على ان تكون لأربع مناطق 4 مجلدات باللغتين، وهي الرياض والمنطقة الشرقية ومكة المكرمةالمدينةالمنورة. جاء ذلك في محاضرة ألقاها الدكتور محمد رضا الشخص أستاذ الأدب العربي بكلية الآداب بجامعة الملك سعود مؤخرا في منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف، عرف فيها بمشروع الموسوعة السعودية الشاملة، حيث يعمل باحثا فيها. تحدث الدكتور الشخص في البداية عن أهمية مشروع الموسوعة وبداية فكرته، حيث كانت تتلخص في إصدار مجموعة من الدراسات والكتيبات الإعلامية والتوثيقية عن مختلف أوجه التطور في المملكة، شبيه بسلسة (هذه بلادنا) التي صدرت سابقا، وغطت حاجة ماسة للتعريف بمختلف مناطق المملكة. إلا ان الفكرة تطورت، لتتحول فيما بعد إلى عمل موسوعي شامل باللغتين العربية والإنجليزية، وتغطي جميع مناطق المملكة. وتهدف الموسوعة إلى توفير معلومات موثقة وشاملة حول كل منطقة، بحيث تعتبر مصدرا مهما للباحثين والمهتمين بالمملكة، وبالتالي إمداد المكتبة السعودية والمكتبات العالمية بمراجع شاملة عن مختلف مناطق المملكة ومدنها وقراها وأوجه النشاط الثقافي والاجتماعي فيها. وتغطي الموسوعة عدة محاور عن كل منطقة أبرزها: العادات والتقاليد، الآثار والمواقع التاريخية، الفكر والثقافة، الخدمات التنموية، النشاط التعليمي، السياحة، النشاط الاقتصادي، الحياة الفطرية وغيرها. وبدأ العمل في إعداد المادة الأولية منذ شهر جمادى الثاني من عام 1422ه، وتم تخصيص مجلد واحد عن كل منطقة يتألف من حوالي 700 إلى 900 صفحة. ونظرا لكبر مساحة بعض المناطق وثرائها الثقافي وأهميتها الاقتصادية فقد تم تخصيص مجلدين لكل منها، وهي الرياضوالشرقية ومكة والمدينةالمنورة. كما سيتم ترجمة كل هذه المجلدات ليكون مجموعها باللغتين 34 مجلدا، كما ستطبع على أقراص ممغنطة، لتشكل حوالي 26 قرصا عن كل منطقة، وستكون مدعمة بالصور والمعلومات التفصيلية. وشرح الدكتور الشخص طريقة عمل القائمين على المشروع من ناحية اختيارهم للمادة وتنقيتها ومراجعتها، حيث تم التعاقد مع 60 كاتبا متخصصا في مختلف المجالات، اختيروا بعناية فائقة من لجان متخصصة. وحول مجال اهتمامه وهو الحركة الفكرية والثقافية في المنطقة الشرقية، تحدث الدكتور الشخص عن الأعمال التي يعالجها، التي من بينها وسائل الإعلام، الصحف والمجلات، الدوريات، المجلات الشاملة، الأندية الأدبية، اللقاءات الأدبية، الحلقة العلمية، وأبرز الشعراء والأدباء في المنطقة. وتوقع الدكتور الشخص للموسوعة أن تسد فراغا حقيقيا في المكتبة العربية والعالمية عن المملكة، اعتمادا على معلومات مباشرة وميدانية شاملة، ودعا الجميع إلى التعاون مع القائمين على المشروع، عبر مدهم بما لديهم من معلومات ودراسات ومادة علمية رصينة لرصدها ضمن المشروع. ثم بعد ذلك فتح المجال للنقاش، واستعرض بعض الحاضرين مجالات عملهم الثقافي والفكري والأدبي، وأبدوا استعدادهم للتعاون في توفير المادة اللازمة عن هذه الأنشطة. كما أثار الحاضرون أسئلة تتعلق بقدرة الموسوعة على التعاطي مع الخصوصيات الثقافية لكل منطقة، حيث أن العادات والتقاليد في كل منطقة مختلفة عن الأخرى، ودعوا إلى مراعاة مثل هذه القضايا. ورحب الدكتور الشخص بجميع أسئلة الحضور ومناقشاتهم، وأجاب على استفساراتهم، مكررا دعوته إلى التواصل بين مختلف الفعاليات الثقافية والفكرية في المملكة، والسعي إلى طرح مشاريع ثقافية مشتركة تعزز هذا التواصل والتفاعل. وفي بداية اللقاء عرف راعي المنتدى جعفر الشايب الدكتور الشخص إلى حضور المنتدى، الذي كان يضم لفيفا من الإعلاميين والمثقفين والشعراء ومسئولي أنشطة وأعمال ثقافية مختلفة. حيث قال ان الدكتور الشخص من مواليد بلدة القارة بالأحساء وأنهى دراسته الجامعية في جامعة الملك سعود بالرياض، حتى حصل على درجة الدكتوراة في اللغة العربية وآدابها عام 1416ه، وعمل محاضرا وأستاذا بقسم اللغة العربية بالجامعة، وقام بإعداد مجموعة من الأبحاث والدراسات في مختلف مجالات الأدب العربي.