ما بين الفكرة التي انطلقت من أروقة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، والاحتفال بتدشين موسوعة المملكة العربية السعودية، قرابة عشر سنوات من العمل الشاق والمضني لما يزيد على 250 باحثاً وأكاديمياً شاركوا في تحقيق هذا الانجاز، وفق أرقى المعايير العلمية، ليخرج بصورة تليق ببلاد الحرمين الشريفين، وتعبر عن عراقة تاريخها وزهاء حاضرها، في 20 مجلداً تغطي كافة جوانب الحياة في جميع المناطق، وتقدم سجلاً متكاملاً ومؤثقاً للتعريف بالمملكة. ولدت فكرة موسوعة المملكة استجابة لما عايشه الباحثون في شتى مجالات العلوم من قلة المراجع الموسوعية التي تعرف بالمملكة، وافتقار المكتبة العربية عموماً والسعودية خصوصاً إلى هذه النوعية من الإصدارات المعرفية. وجاء القرار السامي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرئيس الأعلى لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة رقم 7/ب/1892، بالموافقة على مشروع الموسوعة بتاريخ 12/9/1422ه، معبراً عن حرصه الدائم – يحفظه الله – على نشر العلم والمعرفة وتوفير كل ما يلزم طلبة العلم والباحثين من مصادر المعرفة، وتعزيزاً لرغبته الصادقة في التعريف الصحيح بالمملكة من مصادر موثوقة وكان هذا القرار هو البداية الفعلية والانطلاقة الأولى لإنجاز الموسوعة والتي تعد من أضخم الأعمال الثقافية التي شهدتها المملكة. مجلدات الموسوعة وعلى ضوء دراسات متأنية ودقيقة قامت بها لجنة الإشراف العلمي بالموسوعة للأعمال الموسوعية العربية والعالمية، ومراجعة ضوابط إصدار الموسوعات ومعاييرها، ثم الاتفاق على الهيكل العام للموسوعة، بحيث تصدر في 20 مجلداً، توثيق للمملكة ومناطقها الثلاثة عشرة، وتغطي 9 محاور هي الخصائص الجغرافية والتطور التاريخي والآثار والمواقع التاريخية، والأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد والحركة الثقافية، والخدمات والمرافق التنموية، والاقتصاد والثروات الطبيعية، والحياة الفطرية، والسياحة والتنزه، كما تم الاتفاق على إنشاء موقع خاص للموسوعة لتسهيل الإطلاع عليها، وكذلك ترجمتها إلى اللغة الانجليزية وعدد من اللغات. وخصص المجلد الأولى للمملكة العربية السعودية ليكون مدخلاً عاماً للموسوعة ومحاورها المختلفة ويتضمن معلومات عامة عن مكانة المملكة على الصعيد الإقليمي والعربي والإسلامي والدولي، والجغرافيا والسكان، وتأسيس الدولة وكيانها السياسي ونظام الحكم والوزارات والمؤسسات الحكومية، والأنشطة الاقتصادية والتنموية، والآثار في حين خصص لكل منطقة مجلد أو أكثر. وعلى ضوء ذلك تم اعتماد خطوات العمل في إعداد المادة العلمية لموسوعة المملكة، والتي تضمنت اختيار رؤساء المحاور والباحثين، وفق مجموعة من المعايير أهمها أن يكون الباحث من المواطنين السعوديين للاستفادة من خبراتهم الحياتية والعلمية إلى جانب التخصص الدقيق، وأن يكونوا من حملة شهادة الدكتوراه من جهات أكاديمية مشهور لها بالجدية والرصانة ومن أصحاب الإسهامات العلمية التي أثرت المكتبة السعودية والعربية والعالمية، إضافة إلى معرفة الباحث بالمنطقة التي يكتب عنها كأن يكون من أبنائها أو تناولها بالدراسة والبحث في أعمال سابقة، وبلغ عدد الباحثين الذين شاركوا في إعداد محتوى الموسوعة نحو 250 باحثاً وباحثة تحت إشراف عدد من رؤساء اللجان العلمية المتخصصة. جانب من الثروة الحيوانية في المملكة واعتمدت الموسوعة أساس التقسيم الإداري للمملكة منها أربع مناطق إلى ثلاث عشرة منطقة يأتي كل منها في مجلدين وهي مكةالمكرمة والمدينة المنورة، والمنطقة الشرقية، ومجلد واحد لبقية المناطق الأخرى. ورغبة في إثراء المادة العلمية للموسوعة فقد تم رفد أبوابها بمجموعات خاصة وحصرية من الصور الفوتوغرافية التي التقطها عدد من المصورين تم اختيارهم بعناية، وبلغ عدد هذه الصور ما يقارب (10.000) صورة، تتراوح ما بين 500- 1000 صورة لكل منطقة من مناطق المملكة، وقد خصصت جميع صور الموسوعة للمراجعة للتأكد من مطابقتها للمادة العلمية، وجودتها بالإضافة إلى المعالجة الفنية. شعار الموسوعة