عبدالله المغامس عزيزي رئيس التحرير يحتفل العالم خلال هذه الأيام باليوم العالمي للطفل المعاق ويأتي هذا الاحتفال تكريما لتلك الفئات من البشر الذين ابتلاهم الله سبحانه وتعالى فصبروا عليها بل هناك من افتخر بإعاقته وأحس أنها ميزة تميز بها عن غيره فأورثته الذكاء مثلما ربط بشار بن برد بين الذكاء والعمى في قوله:==1== إذا ولد المولود أعمى وجدته==0== ==0==وجدك أهدى من بصير وأحولا عميت جنينا والذكاء من العمى==0== ==0==فجئت عجيب الظن للعلم مؤئلا وغاض ضياء العين للعلم رافدا==0== ==0==لقلب إذا ما ضيع الناس حصلا==2== فلم تكن الإعاقة في يوم من الأيام حجر عثرة في طريق المعاقين بل نجد منهم الأفذاذ والراسخين في العلم والعلماء والمكتشفين والمخترعين الذين أضاءوا دروب البشرية بالنور من خلال ما قدموه لنا من مخترعات جليلة واكتشافات علمية مذهلة غيرت مسار الإنسانية قاطبة بل إن هناك من المعاقين من تبوأ أعلى المناصب القيادية عبر التاريخ الإنساني. ومع ذلك فإن تفجر الطاقات من خلال العزم والتصميم والتحدي لدى المعاقين أقوى اسبابا ودوافع إذا توافرت لهم الظروف التي ترعى نبوغهم وتحضنه وتطوره. ومن هذا المنطلق وانطلاقا منه حرصت حكومتنا الرشيدة على الاهتمام بتلك الفئات من المعاقين في كل مكان في أرجائها فعملت على تقديم كافة الخدمات لهم في شتى مناحي الحياة بل عملت على أن تصل اليهم جميع الخدمات التعليمية والصحية والتأهيلية والمهنية والتثقيفية والترفيهية وغيرها حيثما كانوا والمتأمل لتلك النهضة الطموحة لخدمات المعاقين بالمملكة سوف يجد الكثير من الإطلالات الحضارية الإنسانية التي تخدمهم على اختلاف وتباين درجات إعاقاتهم وشدتها ففي كل يوم تطالعنا وسائل الإعلام بصرح حضاري لخدمتهم ورعايتهم والاهتمام بهم ومن بين هذه الصروح الإنسانية التي تخدم المعاقين الجمعية الخيرية لرعاية وتأهيل المعاقين بالمنطقة الشرقية (مجمع الأمير سلطان للتأهيل) والتي تم إنشاؤها بدعوة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية رئيس الجمعية لخدمة المعاقين ونظرا لتعدد الخدمات المقدمة للمعاقين بالمنطقة الشرقية فقد وجه سموه بأهمية تفرد الجمعية في برامجها التأهيلية بحيث تستكمل جوانب النقص في الخدمات التي لم تكن موجودة لهم على نطاق المنطقة الشرقية ومن هنا تابع سموه عن كسب التطورات التي طرأت على برامج الجمعية وفعالياتها التي تعمل على خدمة الأطفال المعاقين حركيا والمصاحبة إعاقاتهم بإعاقات نمائية أخرى بل حرص سموه (يحفظه الله) على توفير أحدث التقنيات العالمية المستخدمة في مجالات التأهيل. إن خدمات المعاقين في مملكتنا صورة حية على حرص ولاة الأمر في تبني هذه الفئات وتذليل كافة العقبات أمامهم والخروج بهم من منعطف ضيق إلى أفق. أرحب وأوسع بحيث يكون لهم الدور الفاعل في الحياة مثل الآخرين والمشاركة في خدمة وطننا وبنائه. @@ عبدالله بن رشيدان المغامس المدير العام لجمعية المعاقين بالشرقية