أصبحت الفتاة اليوم على قدر كبير من العلم والثقافة، وذات ذوق عال ومستوى رفيع في التعامل، سواء مع الزوج أو المجتمع، ولكن مع الأسف الشديد لا تجيد بعض الزوجات شيئا من الحقوق الواجبة عليها تجاه الزوج، فالزوج لا يريد امرأة تهتم فقط بمظاهر الحياة، وشكلها ومظهرها، مقابل عدم إجادتها متطلبات الحياة الأساسية، من أعمال البيت في الطبخ والتنظيف مثلا. فالزواج ليس دائرة ضعيفة وأفقا محصورا، بل هو سنة كونية دقيقة وواسعة، لذا يجب على المرأة أن تقدر ما فرض الله عليها من حقوق وواجبات تجاه الزوج، والزوج قد يتحمل القصور في بداية الأمر، ولكن بعدها قد ينفد صبره، فهو انتقل إلى حياة جديدة، ويريد أن يأكل من يد زوجته، ولكنه مازال يعيش العزوبية. استعداد الفتاة للزواج كان محور حوارنا مع نورة الدريويش: الأسرة والمدرسة ما الأسباب التي أدت إلى ظهور هذه المشكلة؟ هذه الظاهرة السيئة أصبحت هاجساً يطارد أغلب الأزواج، فقد أصبح اهتمام الفتاة محصورا في اللبس والزينة والمباهاة أمام الآخرين من بنات جنسها، والركض وراء صيحات الموضة في الكماليات والإكسسوارات النسائية، وكيف تبدو أمام الناس امرأة عصرية، مما سبب الابتعاد الكلي عن مهام وأسس الحياة الزوجية. إضافة إلى أن المجتمع المحيط بالفتاة يؤثر بشكل كبير على القصور في الاستعداد لخوض غمار الحياة الزوجية، فبعض المجتمعات تنظر للفتاة التي تدخل المطبخ على أنها غير أنيقة، وتخدش نعومتها، مما يسبب قصورا نفسيا، يطارد أفكارها، وقد يؤدي هذا الدلال إلى صدمة بداية الحياة الزوجية، فهي لا تعرف كيف تكون وكيف تظهر، وقد تفقد التعامل السليم مع الزوج، فتظهر النزاعات الزوجية، فما ذنب الزوج أن يبدأ من جديد في تربية شريكة حياته، وإعطائها دروسا تربوية في فن التعامل والظهور، فالأسرة والتربية الأسرية هي المسئولة عن هذا القصور. ولا ننسى دور المدرسة الخاطئ في تقديم المناهج الدراسية وتجاهل التربية الاجتماعية. هناك وقت فراغ هل للتفرغ للدراسة أثر في ابتعاد الفتاة عن تعلم مهارات الحياة الأساسية مثل الطبخ مثلاً؟ هذا الأمر يرجع إلى أسلوب الأسرة في توجيه الفتاة، لذا يجب على الأسرة أن تنهج أسلوبا متوازنا، تجمع فيه بين فن التربية والحث على الدراسة، خاصة في سن نضوج الفتاة، فبعض الفتيات تأخذ الدراسة حجة لعدم التفرغ لتعلم أمور البيت، من طبخ وغيره. فهي منشغلة بالمذاكرة والكتابة، فهذه حجة واهية، فهناك وقت فراغ كبير، لكل فتاة بين وقت وآخر، وهناك الإجازات المدرسية، فالفتاة ستجد وقتا كافيا لتأخذ ما يفترض أن تكون عليه الزوجة. الخادمة وشئون البيت الخادمة أخذت دورا كبيرا في البيت فما دور الفتاة بينها ؟ التربية السليمة لا تجعل الحبل على الغارب، لتعمل الخادمة في جميع شؤون البيت من طبخ وتربية أطفال وتنظيف، لذا يلزم إعطاء الفتاة دورها، لتتولى بعض مهام البيت، لتكون مستعدة للحياة الزوجية. صدمة نفسية ما النتائج التي تجنيها هذه الظاهرة ؟ حدوث صدمة نفسية للفتاة في بداية الحياة الزوجية، مما يؤثر في عدم التعامل السليم مع الزوج، لأنها لم تكن مستعدة ومهيأة لذلك، مما قد يتسبب في تفاقم المشكلة، وقد يحدث انفصال زوجي، أو منازعات اجتماعية، تهدم الترابط الأسري. وأنا أهيب بكل أم، أن تأخذ بعين الاعتبار في تربية ابنتها ان تجعلها صالحة، وقادرة على التأقلم الاجتماعي والتعامل الصحيح، وأن تكون قادرة على تحمل تكاليف الأعمال الأسرية الواجب توافرها وسط الحياة الزوجية.