يرى بروفيسور واستشاري الطب النفسي الأمين العام المساعد لاتحاد الأطباء النفسيين العرب طارق الحبيب، أن عمل المرأة المقتدرة مادياً خطأ كبير سواء أكان خارج المنزل أو داخله. والأولى لها أن تقوم بعمل أسمى وهو إدارة حياة زوجها وأبنائها أولاً، ثم تتفرغ للأمور الأخرى، حتى إن كانت أعمال المنزل اليومية من غسيل وتنظيف. وقال« أنا لست مع عمل المرأة أو ضده فذلك يتوقف على الحاجة، فضعيفة الحال المادي يجب أن تعمل خارج بيتها، والمتمكنة ليس من المناسب أن تعمل خارجاً، حيث إن الحياة تحتاج إلى توازنات حسب الحالة. وأشار إلى أن من الخطأ أن يعتمد الزوجان على العاملة المنزلية في تربية الأبناء، ذلك أنها لن تستطيع تعليمهم مبادئ التربية السليمة، وذلك هو دور الأم الصالحة، ويقتصر عمل العاملة المنزلية على مهام المنزل من تنظيف وغيره. وبيّن الحبيب أن العمل على تربية الأبناء والتركيز على رفع مستوى العلاقة الزوجية مع الزوج للمرأة غير المحتاجة هو العمل الحقيقي لها كعاقلة، ناضجة، وحضارية، لا عملها خارج المنزل أو عملها في المنزل في التنظيف وغيره. وقال« إن المرأة التي تصر على أن ترث طرق حياة أمهاتنا وجداتنا أيام الفقر ولم تستطع أن تتحضر بالدرجة الكافية فهي مخطئة كذلك». فالأمهات قديماً لم يكن لدى أبنائهن مشكلات كثيرة، ولم يكن هنالك إنترنت وغيره من الأمور التي تحتاج احتكاكاً أكبر بالأبناء، كما أن الأبناء وقتها مشغولون مع آبائهم إما بالمزرعة أو غيرها، وهكذا كانت الأم متفرغة للطبخ والغسل وأعمال المنزل، فيما تطورت الحياة الآن وأصبحت مختلفة». وأشار الحبيب إلى أن هناك أسراً مقتدرة مادياً يصرفون جل أموالهم على السفر سنوياً، وكان الأجدر بهم إحضار خادمة للمنزل، تقوم بمهام نظافة المنزل، لتتفرغ الأم لتربية أبنائها والتطوير من نفسها في مهارات الحياة المختلفة حتى تكون زوجة مميزة وأماً مميزة، لم تتزوج فقط لتؤدي الأعمال المنزلية. وأضاف» ما المشكلة لو وفر الزوج المقتدر مادياً لزوجته سائقاً أو خادمة؟، فما أجمل أن يستبدل وقته الذي ينشغل فيه بإيصال طلبات المنزل، بالاحتكاك بأبنائه، ويترك مهام توفير طلبات المنزل وإيصالها للسائق، فهذا الأمر جيد في تقوية العلاقات الأسرية». وفيما يتعلق بمساعدة الزوج زوجته في أمور المنزل والأبناء قال الحبيب» يجب أن يساعد الرجل زوجته، فلو كانت الأسرة فقيرة وغير قادرة على استقدام سائق فيجب على الزوج مساعدة أهل بيته في أمور البيت وتوصيل طلبات المنزل، وفي حال وجود السائق، فإن مساعدة الرجل زوجته تكون في التربية لا في الطبخ والغسل». وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرقع ثوبه ويسير في حاجة أهله، وقد فعل ذلك كي يعطي نمطاً عاماً ينفع كل الأسر، فكل أسرة تأخذ من أفعاله المناسب لحاجتها فهو صلّى الله عليه وسلّم أنموذج لكل الأسر، ولكن ليس من المنطق مثلاً أن يأتي رب الأسرة المقتدر مادياً والمنشغل بمتابعة أبنائه دراسياً وتعليمياً ويرقع ثوباً ويقول أقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم إلا إذا كان في ذلك دعماً للأسرة، لأن لكل أسرة ظروفها الخاصة.