الأسهم الأوروبية تغلق على تراجع    أمير تبوك: نقلة حضارية تشهدها المنطقة من خلال مشاريع رؤية 2030    الفالح: المستثمرون الأجانب يتوافدون إلى «نيوم»    برئاسة ولي العهد.. مجلس الوزراء يقرّ الميزانية العامة للدولة للعام المالي 2025م    السعودية وروسيا والعراق يناقشون الحفاظ على استقرار سوق البترول    مغادرة الطائرة الإغاثية ال24 إلى بيروت    التعاون والخالدية.. «صراع صدارة»    الملك يتلقى دعوة أمير الكويت لحضور القمة الخليجية    الهلال يتعادل إيجابياً مع السد ويتأهل لثمن نهائي "نخبة آسيا"    في دوري يلو .. تعادل نيوم والباطن سلبياً    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء    «التعليم»: 7 % من الطلاب حققوا أداء عالياً في الاختبارات الوطنية    أربعة آلاف مستفيد من حملة «شريط الأمل»    «فقرة الساحر» تجمع الأصدقاء بينهم أسماء جلال    7 مفاتيح لعافيتك موجودة في فيتامين D.. استغلها    أنشيلوتي: الإصابات تمثل فرصة لنصبح أفضل    الأسبوع المقبل.. أولى فترات الانقلاب الشتوي    «شتاء المدينة».. رحلات ميدانية وتجارب ثقافية    مشاعر فياضة لقاصدي البيت العتيق    الزلفي في مواجهة أبها.. وأحد يلتقي العين.. والبكيرية أمام العربي    مبدعون.. مبتكرون    ملتقى الميزانية.. الدروس المستفادة للمواطن والمسؤول !    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    بايدن: إسرائيل ولبنان وافقتا على اتفاق وقف النار    كيف تتعاملين مع مخاوف طفلك من المدرسة؟    حدث تاريخي للمرة الأولى في المملكة…. جدة تستضيف مزاد الدوري الهندي للكريكيت    قمة مجلس التعاون ال45 بالكويت.. تأكيد لوحدة الصَّف والكلمة    7 آلاف مجزرة إسرائيلية بحق العائلات في غزة    الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    كثفوا توعية المواطن بمميزاته وفرصه    شركة ترفض تعيين موظفين بسبب أبراجهم الفلكية    «هاتف» للتخلص من إدمان مواقع التواصل    حوادث الطائرات    حروب عالمية وأخرى أشد فتكاً    معاطف من حُب    الدكتور عصام خوقير.. العبارة الساخرة والنقد الممتع    جذوة من نار    لا فاز الأهلي أنتشي..!    الرياض الجميلة الصديقة    هؤلاء هم المرجفون    المملكة وتعزيز أمنها البحري    اكتشاف علاج جديد للسمنة    السعودية رائدة فصل التوائم عالمياً    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء الخميس المقبل    مناقشة معوقات مشروع الصرف الصحي وخطر الأودية في صبيا    حملة على الباعة المخالفين بالدمام    «السلمان» يستقبل قائد العمليات المشتركة بدولة الإمارات    أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن    المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة يناقش تحديات إعادة ترميم الأعضاء وتغطية الجروح    مركز صحي سهل تنومة يُقيم فعالية "الأسبوع الخليجي للسكري"    "سلمان للإغاثة" يوقع مذكرة تفاهم مع مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية    جمعية لأجلهم تعقد مؤتمراً صحفياً لتسليط الضوء على فعاليات الملتقى السنوي السادس لأسر الأشخاص ذوي الإعاقة    حقوق المرأة في المملكة تؤكدها الشريعة الإسلامية ويحفظها النظام    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    نوافذ للحياة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زواج الصغار بالأمس ينجح.. اما اليوم فمصيره الفشل
اليوم تطرح القضية

تباينت الآراء حول الزواج المبكر , فإذا كان الشباب من الجنسين أيدوه لأسبابهم المختلفة فإن بعض العلماء والمشايخ تحفظوا عليه وكذلك بعض شرائح المجتمع وعلماء النفس والاجتماع والطب , في حين ناصره بعض أفراد هذه الشرائح.
بعض من استطلعت (اليوم) آراءهم أشاروا الى أن الزواج المبكر في السابق كان ناجحا غالبا لأسباب تعود الى نظام الأسرة والوضع الاقتصادي والاجتماعي التي لم تعد متوفرة اليوم.
البعض الآخر أشار الى خطورة هذا النوع من الزواج على المجتمع اقتصاديا وعلميا واجتماعيا وعلى المتزوجين واطفالهما صحيا.
على الطرف الآخر كان هناك من يحذر من تأخير سن الزواج مقدمين المخاطر التي قد تنجم عن هذا التأخير , وهي أسباب أيضا صحية وثقافية واقتصادية واجتماعية.
بين هؤلاء وهؤلاء كان هناك من يمسك العصا من الوسط في هذا الموضوع الشائك اجتماعيا .. فماذا قال الجميع؟
اختلف الوضع
@ ما الضرورات التي كانت تدعو الى الزواج المبكر وهل ما زالت موجودة حتى اليوم؟
يجيب ناصر أحمد الهزاع عن هذين السؤالين قائلا:
المسألة ليست محصورة في الاختيار والمفاضلة بين الزواج المبكر والزواج بعد بلوغ سن الرشد , بل هي أعمق من ذلك بكثير فقد كان الزواج المبكر في الماضي زواجا ناجحا , قامت عليه مجتمعات وشعوب , وأنتج رجالا ونساء من خيرة الناس.
أن القضية تنحصر في تغيير مقايسس المجتمع ومفاهيمه.
لقد تزوجت وأنا دون سن الثالثة عشرة , وأحمد الله على تجربتي التي كانت ناجحة تماما ولكن اليوم يكاد يكون نجاح الزواج المبكر شبه مستحيل , لقد كان الزوجان الصغيران في الماضي يعيشان سنوات طويلة تحت رعاية ذويهم , حيث أن الزوجة تحتضنها أمها وتحميها أم الزوج , والزوج كان تحت عيني والده حيث الارشاد والتوجيه , وبتوجيهات الكبار كانت تسير حياة الأزواج الصغار بأمان , وكانت تجارب الآباء , المدرسة التي تستقي منها الأم الصغيرة والزوجة الشابة معرفتها.وكان التدرج يتم من مرحلة رعاية الكبار لأبنائهم المتزوجين الى مرحلة المشاركة في تحمل المسئولية , ثم تنقلب الموازين بشيخوخة الآباء واعتناء الآبناء بهم كانت الدائرة تأخذ مدارها جيلا بعد جيل بكل سهولة وسلامة , غير أن مفاهيم المرأة وأوضاعها تغيرت كثيرا , ففي الماضي لم يكن لتعليمها ماله اليوم من أهمية , تنادي بها المجتمعات وتشجع عليها الحكومات , كانت اهتمامات الأنثى تتجه الى أشياء أخرى وكان دورها الأساسي هو كأم وزوجة , تحترم الزوج وتخلص له , وتتفانى في تربية الأولاد وخدمتهم اليوم جاءت إضافات أخرى على هذه القائمة ودخلتها اهتمامات ومشاغل مختلفة عدلت من بعض الأمور , فجاء التعليم ونتج عنه التحاق المرأة بالوظيفة واتساع خدماتها وعطائها من الأسرة ليشمل قطاعا من قطاعات المجتمع الذي تعمل فيه وتنتج من الجهد ما يطوره.
المفاهيم تغيرت
ويضيف ناصر الهزاع: مع تغير المفاهيم اختلت الموازين. اختل بعضها والغي بعضها ايضا , لا أتصور أن ينجح زوجان في حياتهما الزوجية اليوم إذا تزوجا في الثانية عشرة او الثالثة عشرة وحتى السادسة عشرة , إذا كيف يقودان حياتهما بمفردهما اختلفت الأسرة التي تفتح لهما البيت وتحتضنهما وترعاهما , فقد غير التطور كل المقاييس حتى الترابط الأسري بصورته القديمة اختلف واصبح الزوجان يعيشان في بيت خاص بهما , وبغياب الأهل كان الجار بالأمس بمثابة الوالد أو العم , يوجه ابناء جاره , إذ كانت تفرض عليه التقاليد رعايتهم , أما اليوم فالأب ذاته يعاني من ضيق الوقت , ويجد صعوبة في التفرغ لأبنائه.
التحصن بالعلم
@ أذن أنت ضد الزواج المبكر
أنا لست ضده أنما الواقع يقول أنه لم يعد مناسبا اليوم , ونصيحتي أن لا يتزوج الأبناء أو البنات قبل أن يتحصنوا بالعلم وربما بالوظيفة أيضا. يكفي أنا أسالك أين الأم التي تستطيع اليوم أن تبقى مع ابنتها 40 يوما لتقوم على خدمتها أثناء مرحلة النفاس؟ لم تعد موجودة!
الوعي والنضج والثقافة
@ الزوجة الصغيرة الساذجة من خسرها زوجها أم ابناؤها؟
المراة الناضجة أصبحت أفضل , ومن هنا لا أرى خسارة في غياب زوجة الثانية عشرة, أنا أومن بأن الزواج مشاركة في مشوار الحياة بين اثنين , في الماضي ينجح رغم صغر السن , وكان زواج الرجل من أكثر من امرأة يتم عن واحيانا للتفاخر أما لمجرد التقاليد أما اليوم ومع تعقيدات الحياة فالرجل يحتاج لأمرأة واعية والأبناء يحتاجون لأم ناضجة مثقفة.
عادات قديمة
وعن الموضوع ذاته يتحدث ناصر علي الملفي ويقول:الزواج من صغيرات السن من العادات القديمة التي اختفت بالاجتهاد لم يصدر قانون يحرم ذلك رسميا , إنما الأسرة ذاتها عملت على التخلص من هذه الظاهرة , لأنها تشمل العنصر النسائي وتحول دون تعليمه وتثقيفه , كان الزواج المبكر مطلوبا ومحببا في الماضي , وكانت أسبابه متنوعة , فهي إما مادية في محاولة للتخلص من عبء البنت ومصاريفها , أو رغبة في زيادة عدد الأسرة بقدوم الأحفاد وربما بسبب الفراغ الذي كانت تعيشه الفتاة الأمية ومع تطور التعليم اختلفت مفاهيم الآباء وبدأوا يقتنعون بدور البنت وضرورة منحها فرصة للتعليم.
المهور وتكاليف المعيشة
ويضيف الملفي: أن غلاء المهور وارتفاع تكاليف المعيشة كان لهما دورهما أيضا في إبطال هذه الزيجات المبكرة , فقد كانت المهور في الماضي معقولة , وكان جهاز العروس بسيطا محصورا في القليل من الثياب والمجوهرات (الذهب) إن وجدت وكانت العروس تنتقل الى غرفة في بيت أهل الزوج , أو تستقبله في بيت والدها , ويتزوجان ولا يتحملان أية مسئوليات.
وقد ارتفعت سن الزواج شيئا فشيئا مع انتشار العلم والثقافة (ثقافة الولد والبنت) فلم يعد دور المدارس يقف عند تعليم القراءة والكتابة , أصبح الشاب مصرا على التعليم الأكاديمي الجامعي , مما رفع سن الزواج الى أكثر من 10 سنوات عما كان عليه في الماضي , لم تعد العروس في الثالثة أو الرابعة عشرة من العمر انما صار من الشائع أن تكون في الثالثة والعشرين أو اكثر.
الجميع استفاد
@ من المستفيد من هذا التأخير؟
أعتقد ان الزوج والزوجة والمجتمع استفادوا جميعا من رفع سن الزواج فالاقتران يتم بشكل أنضج ويتم بين نوعية أفضل فالشاب والفتاة صارا أكثر ثقافة ووعيا مما سيؤدي بلا شك الى تربية جيل مميز من الصغار.
عيوب وسلبيات
@ ماذا تقول عن عيوب الزواج المبكر وسلبياته.
أولهما الأمية والجهل في كل شيء والمؤكد انها كانت زيجات بلا قناعة, طفلة تدخل قفص الزوجية دون أن تعي ماذا تفعل , أن معظم المطلقات كما هو معروف عند الجميع تزوجن وهن صغيرات في السن وتصرفن بلا حكمة أو بغباء وسذاجة او بلا نضج فتسببن في دمار حياتهن الزوجية وحالت خبرتهن البسيطة دون تمكنهن من أداء دور الزوجة والنجاح فيه ومن ثم وقع الطلاق.
زواج بدون حب
قد يكون من المفيد ان نستطلع رأي بعض من خضن التجربة وتزوجن في سن صغيرة.
مريم العلي تزوجت في الثانية عشرة من عمرها وكان ذلك عام 1378ه , اليوم شارف اكبر ابنائها على الخامسة والأربعين من عمره تقول: كنا طفلين صغيرين حين تزوجنا لم نكن نعرف مشاعر شباب اليوم , لقد كان زوجي قبل أن يتزوجني ابن عمي , فقرر والدانا تزويجنا فدقت الطبول وذبحت الذبائح وتم الزواج , نحن لم نعرف الحب كانت الزوجة في عهدنا لا ترفع عينيها ولا ترفض طلبا للزوج , ولم نكن نهتم بصغر سننا.
كنا إذا أصبح عمر الفتاة 20 عاما ولم تتزوج نعتبرها (بائرة) كالعانس , ولذلك كان يسارع الأهل الى تزويجها قبل ان تبور.
حب ورضا
أما السيدة فاطمة حسين الصالح فتزوجت وعمرها 12 عاما , تقول:
ادخلوني على زوجي وسكنت في بيت بسيط من الطين هو بيت والده مع إخوته واخوانه ووالديه كنت أخدمهم جميعا و أطبخ لهم وأغسل أواني الطعام وانظف البيت حتى عندما حملت كنت أعمل حتى يوم الولادة.
ولم نكن نعرف الراحة ولا الرفاهية التي تعيش فيها بناتنا اليوم ولم نكن نرفض او نتململ أبدا وقد مضى على زواجي 39 عاما ولا زلت كما أنا , أعيش مع زوجي في حب ورضا وقناعة بما قسمه الله لنا , ولدينا 6 أولاد و 5 بنات أكثرهم تزوج ولم يبق منهم سوى واحد فقط لم يتزوج الآن عمره 11 سنة.
القدرة على الحماية
حميدة: عبد المحسن تركت المدرسة وهي صغيرة لم تكمل الإعدادية , بسبب سوء تفاهم مع إحدى المدرسات مما جعلني اكره المدرسة والبقاء في المنزل.
تقول: كان زوجي ابن خالي , خطبني من والدي فوافقت عليه دون تردد وتزوجنا بعدما استطعنا الحصول على مسكن متواضع لأنه موظف بسيط وقد انجبت منه ابنة ووالدان ونحن سعيدان بزواجنا.
وترى حميدة:انه ليس من الضروري أن تنتظر الفتاة حتى يأتي لها الرجل الغني او ذو المركز العالي يكفي في الزوج ان يكون قادرا على حمايتها وأولادها وتربيتهم تحتاج الى مسئولية:
خاصة مع التفرغ أصرف معظم وقتي في ترتيب البيت والاهتمام بزوجي وأولادي ولا أكاد افرغ طوال اليوم وأنا وزوجي وأولادي كلنا في راحة وسعادة.
رأي الفتيات
@ مارأي الفتيات والشبان في الزواج المبكر؟
الفتيات:
منى عبد العظيم (طالبة بالكلية 22 سنة) وسلوى محمد (طالبة بالجامعة 24 سنة) , وعبير علي (طالبة بالمرحلة الثانوية 17 سنة) كلهن كان رأيهن تقريبا واحدا وهو نفضل الزواج المبكر لأنه يشكل فارقا بين الفتاة الأم وأولادها مستقبلا ويكون التفاهم بينهم وسيلة لتوفير الأمان.
الشباب يؤيدون
اما الشباب وهم: عبد المحسن معتوق العبد اللطيف (23 سنة طالب جامعي) وفيصل عباد العباد( 22 سنة مساعد جراح) حبيب علي الراشد(20 سنة موظف) فكان جوابهم نفضل الزواج المبكر لأن الشاب يلجأ الى البحث عن البنات والسعي وراءهن بحثا عن الاستقرار فإذا حصل الشاب على وظيفة مع مؤهل مقبول فيجب أن يسارع الى الزواج دون تأخر كما يذكر تلامذه الجامعة أن زملاءهم المتزوجين في الجامعة يحصلون على درجات عالية , وهذا بالطبع نتيجة لاستقرارهم العاطفي والنفسي , وهم يقولون أنه في حال الزواج المبكر فأن الفتاة تتأقلم مع طباع الزوج بسهولة , أما في حال الزواج المتأخر فإن الفتاة تكون متصلبة في رأيها مما يفقد الحياة الزوجية التفاهم.
السن المناسبة للزواج
@ ماذا يقول اساتذة علم التربية والاجتماع؟
الدكتور شكري أحمد احمد ابراهيم ان رسول الله (ص) قال: ( من استطاع منكم الباءة فليتزوج) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل أمور حياتنا يجب أن نتمثل بتعليم ديننا الإسلامي الحنيف ورأي العلم ليست أن ولا نعارضه فالبنسبة للزواج المبكر , إذا استطاع الفرد الزواج .. والاستطاعة ليست فقط مادية بل نفسية وبدنية واقتصادية تقضي آن يكون الشخص ناضجا ويستطيع الاعتماد على نفسه ويستطيع تحمل مسئوليات أخرى غير مسئولية نفسه.
والأم كذلك يجب ان تكون ناضجة بمعنى ان تكون قد اكتمل نموها البدني وكذلك النفسي وعلى قدر كبير من التلعيم لأن الأم المتعلمة خير وأفضل من الأم الجاهلة حيث سوف ينعكس مستواها على أسلوبها في تربية أبنائها فيجب أن يكون نمو الأم كاملا حتى لا ينعكس ذلك على وزن الجنين ونموه سواء أثناء الحمل أو بعد الولادة وأنه لو كانت الأم تعاني من سوء تغذية او انيميا فسوف ينعكس ذلك على الجنين , كما يجب ان يكون سن الأم مناسبا فلا تكون صغيرة في السن ولا متقدمة في السن للأنجاب بعد 35 سنة لأن هذا له أيضا أضراره فالزواج قبل سن العشرين جسميا وبيولوجيا يعتبر مبكرا جدا , لأن المرء في هذه السن يكون مزدوج التصرف فتراه في لحظة كالطفل وفي لحظة أخرى يتصرف كالرجل وكذلك الفتاة فأنها لا تبلغ الدرجة القصوى من النضج الانفعالي والعاطفي الابعد هذه السن. فالفتاة في مرحلة ما قبل العشرين تحتاج الى من يدللها ويهتم بها لأن الأنثى لا يمكن أن تعيش على الجفاف العاطفي . ولهذا فسيزعجها ان يتحول كل الاهتمام بها الى الطفل وتكون هي في ذلك الوقت بين نارين , وهذا احد اسباب الطلاق إذ يكتشف الزوج , بعد ثلاث أو أربع سنوات الفوارق النفسية وعدم النضج الاجتماعي في علاقة الزوجين , ومن الدراسات التي أجريت على الأسر التي فيها عدد كبير من الأولاد وكلما ازدات ثقافة أفرادها قل عدد الأولاد ومن وجهة نظري فأنا أرى أن الفتاة يجب أن تكون بين سن 20 الى 25 كي تتمكن من تربية أطفالها تربية معاصرة , أما الشاب فيجب أن يكون ناضجا ومحاطا براحة نفسية واقتصادية وهذا لن يكون الا بعد الانتهاء من دراسته ليكون قادرا على الاعتماد على نفسه.
تحمل المسئوليات
أما الدكتور مصطفى جمال الدين: فيقول: أن للزواج المبكر أضراره الاجتماعية والصحية على السواء , فمن غير المعقول ان يتزوج رجل في سن صغيرة وليس لديه المقدرة على أن ينهض بمسئولياته الاجتماعية والمادية تجاه أسرته.
فالأسرة مسئولية كبيرة يجب ان يتحملها شخص لديه من الخبرات ما يمكنه من ذلك ومن واقع خبرتي العملية رأيت نموذج ( الأم الطفلة) وهي فتاة تزوجت في سن صغيرة للغاية فهي لا تزال طفلة وقد تزوجت وأصبحت أما , واتساءل كيف لهذه الأم أن تتحمل مسئولية أسرة كيف يمكن ان تربي أبناءها لينشأوا نشأة صحيحة. ( الأم الطفلة) تتعرض لمضاعات صحية خطيرة , بسبب الحمل والزاوج و فكيف لجسمها الذي لم يكتمل نموه بعد أن يمد الجنين بالعناصر الهامة لنموه وأطفال هؤلاء الأمهات الصغيرات يكونون معرضين لنقص الوزن عند الولادة وتأخر النمو وعلى العكس فالزواج المتأخر له آثاره السيئة أيضا ففي الرجال ومع تقدم السن تبدأ هرمونات الذكورة في الانخفاض وكذلك تقل كفاءه الخصية في انتاج الحيوانات المنوية مما يقلل الكفاءة الجنسية والقدرة على الانجاب.
اما الدكتور احمد عبد الله البخيت فيقول: انا ضد فكرة الزواج المبكر , أننا في مجتمع يسير نحو التطورات الاقتصادية والاجتماعية , وهو في حاجة الى شاب ذوي خبرة ومؤهلات جامعية تعمل لصالح مجتمعها وهي مجتمعات في حاجة إلى أطفال يحملون المؤهلات التربوية والنفسية الصحيحة المنمية لمدراكهم كما هم في حاجة الى الخبرات العلمية الكبيرة فالعملية أذن احتياج اقتصادي لنسب مرتفعة من العلم والتحصيل الأكاديمي, واعتقد ان الزواج المبكر تغير وضعه الآن بعد ان كان منتشرا قبل فترة بسيطة وباستطاعتنا أن نغيره تدريجيا ومن جهة نظري أرى أن أفضل سن لزواج الشاب هي من 25 سنة الى 30 سنة على الأقل أما المرأة ولأنها تنضج طبيعيا قبل الشاب فيكفي أن تكون سنها بين 20 و25 لكي تتمكن من تربية أطفالها تربية معاصرة.وقد ثبت في كثير من الزيجات المبكرة الطائشة أن الزوج الذي يضرب زوجته ينشأ ابنه وهو يضرب زوجته كذلك , تقليدا لأبيه وكذلك الفتاة حينما تتزوج فسوف تقلد أمها فكل الانماط السلوكية تعيد نفسها كما أن الأب والأم الأكبر سنا ينظر اليهما الأولاد على أنها راعيان لهم ويمثل الأب الأمان والرعاية , لأنه يكون قد تمرس وأصبحت لديه القدرة على التفهم والتربية بعكس الأب الصغير السن الذي يضرب أطفاله لدى أقدامهم على أي تصرف خاطئ , وهذا سيسبب عبئا نفسيا واجتماعيا عليهم.وثبت طبيا أن زواج الفتيات قبل الواحدة والعشرين قد يعرضهن لعمليات قيصرية أثناء الولادة الأولى , إذا لا يكتمل اتساع الحوض عند المرأة إلا في هذه السن , ولهذا فنسبة وفيات واجهاضات السيدات الحوامل قبل هذه السن كبيرة أما بعدها فقليلة أما الزواج المتأخر لما بعد سن 35 فقد ثبت علميا أنه قد يعرض الفتاة للعقم , لأن نسبة الخصوبة تبدأ بالهبوط بعد هذه السن , فيكون الحمل متأخرا لهذا ينصح بالزواج دائما بعد سن العشرين حتى يكون جسم الفتاة قد نضج ونسبة الخصوبة لديها اكتملت.
@ ما رأي المشايخ ؟
يقول الشيخ حسين مبارك الخميس: ان الحديث عن الزواج المبكر هو حديث الإنسانية منذ أن خلقها الله تعالى حيث كان من دقة صنعه جل شأنه أن جعل من بين مخلوقاته ائتلافا كبيرا حتى يتم الوفاق والانسجام بينهم, قال تعالى: (ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون) فهذه سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا النكاح من السمات المميزة لطبيعة الإنسان , حيث الخلقة والتكوين الذي لا يتم الا عن طريق الزواج , لهذا وجه القرآن الكريم الانظار الى دقة صنع الله في الإنسان وكيف انه لم يخلق ذكرا دون أنثى او أنثى دون ذكر حتى يتم الاستقلال في خلق كل منهما ولكنه أشار في القرآن الكريم:
(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم ازواجا لتسكنوا اليها , وجعل بينكم مودة ورحمه أن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون).
لا شك ان حكمة التشريع من الزواج تؤيد الرأي الذي يقول بأنه لابد من أن يكون الشباب يملك من القدرة العقلية والجسدية ما يمكنه من الزواج ولهذا نرى ان الإسلام لم يحدد سنا معينة وأنما بين أن هناك فترة معينة من الزمن يمكن للشباب أن يعقل فيها وهذه الفترة هي التي يتكون فيها عقله ويتكون فيها جسمه ويكون ذلك بالبلوغ الشرعي الذي يتم عن طريق الاحتلام بالنسبة للشباب وعند طريق الدورة الشهرية أو ما يسمى بالحيض بالنسبة للفتاة.
وقد دلت التجارب على أن الزواج المبكر كثيرا ما يتصف بالارتجالية وبعدم التركيز ونتيجته غير مأمونه وقد اثبت علماء النفس ان التسرع بزواج المراهقين له نتائح غير محمودة , فعلينا إذن أن نعد ابناءنا وبناتنا إعدادا خاصا ونربيهم تربية إسلامية صحيحة حتى إذا بلغوا سن الزواج المناسبة وكانت عقولهم على قدر اعمالهم نضوجا وكفاءة وثقافة مكناهم من الزواج.
أما ما يحدث في الحالات النادرة التي يتم الزواج فيها مبكرا فلا يقاس عليه , لأن هذا نادر أو شاذ والشاذ لا حكم له وخاصة أن الحياة تعقدت وكثرت مطالبها وتغيرت نظرة الناس اليها.والشاب يتزوج صغيرا وربما تغيرت نظرته إذا عقل الحياة ومارسها فتكون الزوجة هي الضحية وقد يترتب على ذلك نتائج غير محمودة لو اتيحت للشباب رؤية البلاد والمجتمعات الأخرى والوقاية خير من العلاج.
فخير لنا أن نتريث في الأمر وأن نربي أولادنا تربية إسلامية صححية حتى يتم النضج العقلي والجسماني , ثم نسارع الى جمع شمل هؤلاء الشباب , حتى ينتجوا ذرية صالحة تكون ذخرا لدينها ودنياها.
ناصر الملفي
د. مصطفى جمال الدين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.