في محاولة للتشبث بالتحسن الذي شهده الاقتصاد الامريكي في الآونة الاخيرة استعد تجار التجزئة الامريكيون للحصول على قوة دفع إضافية من الانفاق الاستهلاكي أثناء موسم الميلاد. وبدأ بالفعل كثيرون من التجار في تقديم عروضهم في تغيير غير مسبوق للتقليد المعمول به وهو بدء موسم البيع بعد يوم الشكر. ويتوقع اتحاد تجار التجزئة ارتفاع حجم المبيعات العام الحالي بنسبة5.7 في المائة إلى217.4 مليار دولار مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي عندما زادت مبيعات موسم العطلات بنسبة 2.2 في المائة فقط. وتقدر روابط التجار متوسط انفاق المستهلك الامريكي خلال احتفالات الميلاد العام الحالي بنحو671.88 دولار ستون في المائة منها لشراء هدايا لافراد العائلة. في حين تمثل هدايا الاصدقاء نحو 10.9 في المائة وتمثل مشتريات الطعام والشيكولاتة 11 في المائة ومشتريات مستلزمات الزينة خمسة في المائة. وتتنبأ دراسات أخرى بأن تتراوح نسبة الانفاق على الهدايا بين 35 و50 في المائة بما يزيد كثيرا عن النسبة العام الماضي والتي تراوحت ما بين 21 و 25 في المائة. وتوقعت شركة فوريستر للابحاث الاقتصادية أن تزيد المبيعات عبر الانترنت بمعدل كبير جدا. وسجلت المبيعات عبر الانترنت العام الماضي زيادة بنسبة 42 في المائة إلى12.2 مليار دولار. وبالفعل بدأت شركات البيع عبر الانترنت تقديم عروضها لجذب أكبر عدد من العملاء عن طريق تقليل هامش الربح إلى أدنى مستوى. من ناحيتها تقدم شركة (إرنست أند يونج) للاستشارات الادارية والمالية صورة أقل إشراقا لموسم العطلات وتوقعت زيادة المبيعات بنسبة 5.2 في المائة فقط. وانتعشت آمال تجار التجزئة بدرجة أكبر نتيجة معدل النمو الاقتصادي الكبير المسجل في أكتوبر الماضي الرغم أن دفء الطقس قد يمنع الكثير من المستهلكين من شراء ملابس خروج لاطفالهم. وقالت روزاليند ويلز كبيرة الاقتصاديين في مؤسسة (إن آر إف): المسرح مهيأ لموسم العطلات وتجار التجزئة مستعدون للعمل مشيرة إلى أن معدل نمو المبيعات خلال هذا الموسم سيكون الاعلى منذ عام 1999. أما كورت برنارد رئيس مجموعة برنارد الاستشارية فيقول: العام الماضي كان فظيعا وبالمقارنة فإن العام الحالي سيكون جيدا. ورغم ذلك فإن بعض تجار التجزئة مازالوا خائفين. وتقول شركة (ليفي شتراوس) لمتاجر التجزئة إن مبيعاتها لعام 2003 ستكون أقل بنسبة تصل إلى سبعة في المائة. في حين تقول سلسلة متاجر (وول مارت وتارجت جروب): إن أرباحهما خلال الربع الاخير من العام الحالي ستكون أقل من تقديرات وول ستريت في ظل المنافسة الشرسة التي يواجهها تجار التجزئة في موسم الميلاد الحالي. ويضيف كورت برنارد: المستهلكون ينفقون بحذر بالغ مشيرا إلى أن الصعوبات التي يواجهها سوق العمل حاليا يمكن أن تحول دون إنفاق المستهلكين بكثافة. ويضيف: إن يشترون الناس تشتري ما يحتاجون إليه, حيث يشترون الاطعمة من وول مارت. ولكن وول مارت وهي أكبر سلسلة متاجر تجزئة في العالم تواجه وقتا عصيبا في مبيعات السلع الاخرى مثل أدوات الزينة. وقال لي سكوت الرئيس التنفيذي لشركة وول مارت: إن الشركة لم تر إنفاقا قويا من العملاء كما سبق لخبراء وول ستريت أن توقعوا مشيرا إلى أن المستهلكين يشترون من الاقسام التي تقدم سلعا بأقل الاسعار.