عزيزي رئيس التحرير الارهاب ينهار ويتقلص ويموت ومن كان يعتبره بالامس جهادا وكفاحا وتحريرا يراه اليوم جريمة وقتل الابرياء والمساكين وتدمير الوطن والمواطن والاساءة الى الدين الاسلامي الحنيف. وبالأمس القريب شاهدنا جميعا وشاركنا هذه المشاهدة العالم باجمعه الاعصار بل الزلزال الاعلامي القوى الذي عرضته القناة الاولى بالتليفزيون السعودي هذا الزلزال كان عبارة عن لقاءات مختلفة مع ابرز رموز الفكر التكفيري فالجميع يتذكر اللقاء الذي تم مع المع هذه الرموز هو الشيخ علي الخضير الذي احدث طوال الاشهر الماضية ضجيجا بفتاواه الدينية المتطرفة ومن ثم جاء دور الشيخ ناصر الفهد الذي اعترف في اللقاء التلفازي الذي اجراه معه الشيخ الدكتور عايض القرني بالقول: (لقد بنيت جميع الفتاوى التكفيرية على حماس غير منضبط وادت الى نتائج لا تحمد عقباها وندمت عليها) واعترف الشيخ ناصر الفهد بالقول: (ان تفجير مجمع المحيا بالرياض كان احد اهم الاسباب التي دفعتني الى التراجع عن مواقفي السابقة). وقد اعتبر العديد من العلماء والمشايخ ورجال الدين في المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول الاسلامية ان رجوع الشيخين الخضير والفهد عن فتاواهما التكفيرية والتحريضية السابقة ضربة قاضية جديدة لاولئك الذين يحاولون الاخلال بالامن والاستقرار في بلدنا الاسلامي الآمن. وقد قال المفتي العام رئيس هيئة كبار علماء المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ: ان تراجع الفهد وقبله الشيخ الخضير عما سلف من تكفير وغيره هو عين الصواب وعودة الى جادة الحق داعيا كل من تأثر بفتاواهم السابقة او تأثر بالفكر التكفيري واستباحة التفجير الى العودة الى حقيقة الاسلام الصحيحة الواضحة وعدم التمادي في طريق الشر والضلال. وقد اشار الشيخ الدكتور القرني الى ستة متطرفين آخرين كان لهم دور فعال في اشعال فتيل الارهاب وكانوا شهودا على ارتكاب هذه الجرائم التي هزت اركان وطننا القوى بابنائه المخلصين.. اقول ان هؤلاء الشهود قد عادوا الى طريق الحق واعترفوا بخطئهم واعلنوا توبتهم. ومن جهة اخرى اعتبر الشيخ عبدالمحسن العواجي ان (الارهاب في المملكة العربية السعودية بات يلفظ انفاسه الاخيرة) واضاف العواجي: ان التيار المتشدد يفقد بتراجع الشيخين الخضير والفهد مرجعيته التي كان يتكئ عليها لتبرير العنف لكنه دعا في المقابل الى ملء ما وصفه بالفراغ الحالي في المرجعية العلمية بعلماء يجمعون بين الوعي السياسي والاعتدال الديني والخلفية الشرعية حتى لا يكون الشباب امام فراغ قد يتدخل طرف ثالث لملئه. ونحن نقول ان من يفتون بالقتل والارهاب والتفجير فئة ضالة تتشبه بالخوارج في صدر الاسلام.. ولابد ان يعلموا ان ما يرتكبونه في حق المواطنين او المقيمين من عرب ومسلمين وغيرهم هو خلاف لما نزل في القرآن الكريم والسنة النبوية ويسيء الى الاسلام والمسلمين.. ومن هنا ننادي بوجوب تدمير وقتل من يتبنى الفكر المنحرف الضال ويحاول ان يشيع في بلادنا الحبيبة الرعب والخوف والارهاب ان لم يعدل عن رأيه ويعترف بخطئه كونوا شهودا على من شوه تاريخنا وارعب مواطنينا ويتم الاطفال وقتل النساء وغرر بشبابنا: نعم كونوا شهودا عليهم والنصر سيكون حليف من اخلص وصدق وحمى بلادنا من كل شر.. والله اكبر وتحيا مملكتنا العربية السعودية. الدكتور محسن الشيخ آل حسان