اكد عدد من المشائخ وطلبة العلم ان تراجع الشيخ علي بن خضير الخضير عن الفتاوى التي اصدرها سابقا والتي تخالف الدليل والبرهان وتدعم التطرف يمثل الطريق الصحيح.واكدوا ان المقابلة التي بثها التلفيزيون السعودي مع الشيخ الخضير يوم امس الاول هي دليل صادق على التزام المملكة العربية السعودية وقيادتها بان الحوار والنقاش قائم لمن اراد التراجع والعودة الى الحق والصواب.وقالوا ان الرجوع الى الحق خير من التمادي في الباطل.. واشاروا الى خطورة الفتوى ومرجعيتها وتبعتها.وقال رئيس المحاكم الشرعية بالمنطقة الشرقية المساعد الشيخ عبدالرحمن الرقيب ان الفتوى هي مسئولية تقع على عاتق من يصدرها حيث لابد وان تستند الى دليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والتي هي من اقوال الصحابة رضوان الله عليهم وبالاجماع والقياس ولذلك تبني على امور لايمكن ان يتجرأ اي انسان بالقول عنها الا اذا رجع الى ماشرع الله فيه. وما قام به الشيخ علي الخضير بالرجوع الى الحق في عملية التفجير وقتل الابرياء لكونها مجملة تحتمل التأويل فان الرجوع الى الحق خير وابان الشيخ الرقيب انه الواجب الرجوع الى الحق والصواب لانها ضالة المؤم ولهذا يكون واجب المسلم ومسئولية العلماء ذلك اعظم لان العلماء يضعون انفسهم في محل ثقة العامة من الناس والخاصة حيث يرجع اليهم الناس في امور دينهم من العبادات والمعاملات وفيما يشكل عليهم، وبالتالي يتطلب من العلماء الا يلقوا الفتاوى جزافا بل بمعرفة الواقع وما يصدر منهم ونسأل الله ان يهدي من ضل الى الصواب. ويقول الشيخ احمد العصيمي قاضي المحاكم الشرعية بالشرقية ان رجوع الانسان الى القول الصحيح واتباع الادلة هذا هو طريق السلف رضوان الله عليهم ومهما كان البحث عن اقول الصواب استنادا لما جاء في كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم يعتبر هو المنهج السليم لان الانسان الذي يفتي يتحمل مسئولية كبيرة وجسيمة خاصة وان من يأخذ عنه هم من عامة الناس ولذلك يجب الحذر والحيطة وهو مطلب هام على العلماء ان ياخذوا به. وتحدث فضيلة الشيخ عبدالله اللحيدان مدير فرع وزارة الشؤون الاسلامية بالمنطقة الشرقية قائلا: المؤمن دائما رجاع الى الحق ولاتأخذه في قوله لومة لائم فبعض الناس قد ينحرج من الرجوع الى الحق لاي سبب من الاسباب وهذا خطأ فالرجوع الى الحق خير من التمادي في الباطل. ثم ان الحكمة ضالة المؤمن فمن وجدها فهو احق الناس بها فاذا وجد المؤمن خصوصا طالب العلم دليلا يدل على الحق رجع اليه. واضاف ان الامور التي ينبغي ويجب التنبه لها خطورة الكلمة وتبعية الفتوى وان الرجوع الى الحق فضيلة ويجد ان يدرك كل عاقل خطورة الفتوى وما ينجم عنها من اثار في الدنيا والاخرة. فان اي كلمة تبقى تبعيتها واثارها الى حين. واكد اللحيدان على قضية التروي في اصدار الفتوى والنظر في عواقبها مشيرا الى قراءة كتاب (اعلام الموقعين) لابن القيم للاطلاع على مافيه حول هذه المسألة. وسأل الله ان يهدينا للحق وان يجنبنا الباطل خطورة الفتوى ومرجعيتها كما تحدث فضيلة الشيخ د. عبدالله بن محمد الطيار بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بالقصيم عن خطورة الفتوى ومرجعيتها فقال:كان هدي سلف الامة وخيارها من العلماء العاملين التحرز من الفتوى وتدافعها ما امكن والاحالة الى الاعلم سواء في المجلس الواحد او في البلد وهذا ما نؤكد عليه دائما في الخطب واللقاءات ان يحرص الشباب على المرجعية في تلقي العلوم والفتاوى ولا يأخذوا عن كل احد، فبعض من يصدرون انفسهم احيانا للفتيا يفهمون النصوص فهما قاصرا او يستدلون ببعضها دون بعض او لا يدركون المخصصات والمقيدات فيقعون بالاثم ويوقعون غيرهم في الحرج ويحصل من ذلك شر عظيم، ولو انا حددنا دائرة الفتوى بالعلماء الكبار الراسخين في العلم المتأهلين لها لكان في ذلك خير للبلاد والعباد ولعل اقرب الامثلة التي تؤكد ما اقول هذا الزخم من الفتاوى عبر القنوات في تدافع عجيب غريب للتيسير على الناس - زعموا - وهم ينسلخون احيانا من الواجبات الشرعية والاحكام المرعبة ولاسيما ما نشاهده في بعض القنوات الهابطة. والوصية للشباب ان يدركوا عمن يأخذون فالعلم دين (فانظروا عمن تأخذون دينكم). وتحدث الشيخ عبدالله الحماد وقال: ما قام به الشيخ علي الخضير مؤخرا من تراجع الشيخ الخضير عن فتوى سابقة له بأن جميع المشايخ يؤيدون هذا التوجه وبين الشيخ الحماد ان الفتوى لها مصدر شرعي من قضاة المسلمين علماء وعامة وهي هيئة كبار العلماء واضاف الشيخ انه عندما كانت هيئة كبار العلماء في السابق هي المصدر الوحيد للفتوى كانت الفتن قليلة لذلك ينبغي ان يلتزم الجميع بالفتاوى الصادرة عن هيئة كبار العلماء وعدم بلبلة الناس في دينهم وتلبيس الحق عليهم واثارتهم فيما فيه ضرر البلاد والعباد وختم الشيخ الحماد كلامه بأنه لو كان يعرف عنوان الشيخ الخضير لارسل له رسالة شكر لشجاعته وتراجعه الى الحق فجزاه الله خيرا. وفي هذا الجانب قال الشيخ فهد الغفيلي امام وخطيب جامع انس بن مالك بالدمام ان رجوع الشيخ علي الخضير هذا هو الاصل في طلبة العلم والعلماء الربانيين من عهد الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين فرجوعهم الى الحق اذا تبين لهم ذلك ونحن جميعا على امل ان يعود من حاذ الى لزوم الجماعة والى جادة الحق ونسأل الله لهم الصواب ومعرفة الطريق الصحيح. واضاف الشيخ الغفيلي ان الانسان عندما يصدر فتواه فانه لابد وان يراعي من يستمعون اليه ولذلك تظل المسئولية كبيرة على علمائنا في هذا الخصوص. ويوضح الشيخ فوزي الغامدي امام وخطيب جامع اليرموك بالدمام ان الرجوع الى الحق هو الاصل دائما عند من يطلب العلم فقد كان ذلك موجودا منذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم اذا تبين وجود اي خطأ لان الانسان معرض دائما للخطأ فاذا علم الصواب ورجع خير من ان يستمر فيه ونسأل الله ان ينير الحق لمن ضل ويهديه الى الصواب. وقال فضيلة الشيخ الدكتور/ عبدالرحمن الجميعة : لاشك ان الدين الاسلامي ميزه الله بمزايا عظيمة ننهل فيه من معين الوحيين الكتاب والسنة ، وجعل مرجع الاحكام ومدارها عليهما، ولاشك ان الاجتهاد والاستنباط لا يكون الا للراسخين في العلم من العلماء. واشار فضيلته الى ان التفقه في الدين واجب شرعي ليعبد الله على حق، ولكن اصدار الاحكام واطلاقها لا يكون لكائن من كان وكيفما اتفق ومن هنا فان هذا حق لاهل العلم دون غيرهم قال الله سبحانه وتعالى (فاسالوا اهل الذكر ان كنتم لاتعلمون). واضاف ان من علامات الايمان الصادق تراجع المؤمن عند تصوره للحق واكتشافه للصواب، والامثلة في ذلك كثيرة فقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (إن النصيحة لله ورسوله ولائمة المسلمين وعامتهم) كما اوصى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابا موسى الاشعري رضي الله عنه لا يمنعه قضاء قضاه ان يعود فيه اذا راى فيه الصواب. كما عرف عن الائمة اكثر من قول في كثير من المسائل الشرعية فيها دلالة على ان الحق احق ان يتبع ، وان التراجع واتباع الحق يزيد به الايمان ويورث اليقين. اما امام وخطيب جامع مصعب بن عمير الشيخ/ بكر بن سالم المباركي قال ان من فضل الله ان انزل كتابه وبعث نبيه صلى الله عليه وسلم الذي تركنا على المحجة البيضاء لايزيغ عنها الا هالك. واضاف ان عودة بعض الاخوة الى طريق الحق والتماسه، وكانوا قد ابتلوا فيما مضى بالابتعاد عن جادة الحق من خلال تبني بعض الاراء والاجتهادات الخاطئة والله انها فرحة بعودتهم الى طريق الحق وبذل النصيحة في بيان خطأ ما كانوا عليه من طريقة لاتمت بصلة لكتاب الله ولاسنة نبيه باتباعهم نهج خاطئ. ولاشك ان الحوار الذي تم مع الشيخ/ علي الخضير هو بيان ونصيحة تبناها الشيخ جزاه الله خيرا بالاعتراف بالخطأ والندم على ما فات، وبذل النصيحة للمسلمين وشباب الامة من خطر الوقوع في براثن هذا الفكر التكفيري. وقال المهندس/ يحيى سيف مدير عام الجمعية الخيرية للخدمات الاجتماعية ان كل من تابع اللقاء الذي تم مع الشيخ علي الخضير استوقفته في ثنايا اللقاء اهمية الشباب وكيف يخترق ويؤثر عليه. وهذه نقطة هامة يجب على المؤسسات التربوية والاجتماعية والدعاة ضرورة العناية ببرامجهم والحوار معهم ومناقشتهم والعناية بشئونهم. واكد سيف ان اللقاء الجم كل ناعق ومشكك في سلامة نهج حكومتنا الرشيدة ايدها الله بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - والتزامها بأن باب التوبة مفتوح والعودة الى طريق الحق وجادة الصواب ميسر. وقال الشيخ يعقوب يوسف عفيفي مشرف التوعية الاسلامية بتعليم المدينةالمنورة لقد جاء بث لقاء الشيخ علي الخضير يحمل الكثير من الدلالات والبشائر في هذا الشهر الكريم للامة. فلقد كان التراجع صادقا والندم واضحا على ما فات في حق الله وجانب عباده، وهذه مندوحة في الاعتراف بالحق والتراجع عن الخطأ، كما ان ذلك يؤكد لشبابنا المغرر بهم والمشككين الالتزام بتعاليم الدين في اعطاء الفرصة لكل من يثبت اسفه وتراجعه بالتوبة الى الله والاسف على ما فرط في جانب دين الله. ووصف عفيفي ان هذا اللقاء هو دليل دامغ بالدليل والبرهان لشبابنا على عدم سلامة هذا النهج الذي يتبناه البغاة والذي يثمر عن عمليات ارهابية تستهدف قتل الانفس المعصومة وهدر الاموال المصانة ، وتجلب المصائب على الامة. مذكرا نفسه والاخرين بالدعاء في هذه الايام المباركة بأن يحمي الله بلادنا وولاة امرنا من كل شر وان يهدي ضال المسلمين. اما عبدالعزيز الفراد عضو النادي الادبي فيقول ان اللقاء الذي بثته القناة الاولى في التلفزيون السعودي مع الشيخ علي الخضير ونصيحته للدعاة والشباب ان يتقوا الله وان يعودو عن اتباع ذلك النهج، جاء ليكشف زيف ادعاءات اولئك لما يحمله فكرهم من عنف ومواجهة وقتل. مبينا ان هذا اللقاء يمثل بلسما سيسهم ان شاء الله في ازالة هذه الغمة ونتمنى ان يتبعه بث لقاءات لمن عاد الى جادة الصواب وتبرأ من ذلك النهج الضال المضل. وقال مدير الدعوة بالاحساء الشيخ احمد الهاشم ان الرجوع للحق فضيلة وعلى كل من شط عن الطريق وفهم الاحكام غير فهمها الحقيقي الرجوع وكم ينقذ هذا التراجع من ارواح مؤكدا وجوب الالتفاف حول العلماء وعدم اخذ الاحكام من اناس لايفقهون في الدين من شيء-. فيما قال الشيخ طارق الحواس المحاضر بكلية الشريعة وامام وخطيب جامع المعلمين ان التراجع عرف عن اهل العلم والسلف انهم اذا افتوا وظهر خلاف به عدم المصلحة للمسلمين التراجع وهذا شيء يشكر عليه الشيخ الخضير، وايد كل جهد ونشاط يؤدي بالمجتمع الى الوعي الصحيح في التعامل مع ولاة الامر في الحفاظ على امن الوطن. ونصح الشباب اخذ الفتوى من العلماء وليس الكتب، مشيرا اننا اليوم امام ازمة ويجب ان نكون حكماء في علاجها وسأل الله ان يحفظ بلادنا من كل مكروه. كما تحدث الشيخ عبدالله العديل امام وخطيب جامع الحماد بالهفوف قائلا ان الرجوع الى الخير خير من التمادي في الباطل وان عودة الشخص الى رشده فيه خير على البلاد والعباد. ونصح الشباب بالتمسك بالكتاب والسنة والابتعاد عن الغلو واتباع العلماء والاعتدال والوسطية الذي هو منهج هذه الامة قال تعالى (وكذلك جعلناكم امة وسطا) مشيرا الى ان الاعلام بدأ في الوقت الحاضر بدور جيد لتبصير الشباب وابرز العديل دور الخطباء في تبصير الناس خاصة الشباب. عائض القرني عبدالرحمن الرقيب