تشن القوات الجورجية منذ وقت مبكر من صباح أمس هجوما واسع النطاق على إقليم أوسيتيا الجنوبية الذي أعلن انفصاله عن جورجيا منذ سنوات، وأسفر الهجوم عن سقوط قتلى وجرحى من بينهم مدنيون. وأوضح ممثل أوسيتيا الجنوبية في موسكو ديمتري ميدوييف أن الهجوم “أوقع قتلى والعديد من الجرحى” وقال مسؤول في قوات الأمن في أوسيتيا إن 15 مدنيا على الأقل قتلوا بسبب استهداف قوات الأمن الجورجية مدينة تسخينفالي. وأفاد مراسل التلفزيون الروسي أندريه تشيتياكوف الموجود في تسخينفالي أنه يوجد 15 قتيلا شوهدت جثثهم في أفنية منازلهم أو في الشوارع. وقالت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية إن الدبابات الجورجية بدأت هجوما واسعا أمس على تسخينفالي عاصمة أوسيتيا التي تحاصرها القوات الجورجية، ونقلت عن رئيس أوسيتيا إدوارد كوكويتي أن معارك عنيفة تدور على جنوب العاصمة بين المدافعين عن العاصمة والقوات الجورجية. وأكدت مصادر صحفية سماع دوي انفجارات قوية وإطلاق نار وسط تسخينفالي، وقال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية الموجود في آخر نقطة حدودية بين جورجيا وأوسيتيا الجنوبية تبعد مسافة خمسة كيلومترات عن تسخينفالي إن الانفجارات القوية تضيء السماء. وأضاف أن المنطقة غرقت بأكملها في الظلام بينما يسمع دوي الانفجارات كل 20 ثانية تقريبا. وفي العاصمة الجورجية تبليسي، صرح وزير شؤون الاستيعاب في جورجيا تيمور ياكوباشفيلي بأن تسخينفالي “محاصرة” من القوات الجورجية. وذكر أن جورجيا لا تريد شن هجوم علي الإقليم وإنما “القضاء على مواقع الانفصاليين”. وكانت السلطات في جورجيا أعلنت شن هجوم على أوسيتيا الجنوبية مؤكدة عزمها على “إعادة النظام الدستوري” إلى الجمهورية الانفصالية. في السياق وعد رئيس جمهورية أبخازيا الانفصالية سيرغي بغباش بتقديم الدعم لنظيره في أوسيتيا الجنوبية إدوارد كوكويتي، وأكد “لقد وعدت كوكويتي باستخدام جميع الوسائل الممكنة لمساعدته”. وأشار إلى أن ألف متطوع أبخازي سيتوجهون إلى أوسيتيا الجنوبية. وكان التوتر ازداد في الأشهر القليلة الماضية بين الحكم المركزي في جورجيا من جهة وأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا من جهة ثانية، وهما منطقتان انفصاليتان تحظيان بدعم موسكو. ويبلغ سكان أوسيتيا الجنوبية نحو سبعين ألف نسمة، وقد أعلنت استقلالها عام 1992 بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وتطمح بالانضمام إلى اتحاد روسيا الذي تعد أوسيتيا الشمالية جزءا منه. من جهتها ناشدت روسيا العالم وقف الدماء، وقالت وزارة الخارجية الروسية أمس إن موسكو ستواصل العمل لوقف إراقة الدماء في إقليم أوسيتيا الجنوبية وإنه ينبغي للمجتمع الدولي أن يعمل بشكل مشترك لتحقيق هذا الهدف.