عمدة باريس يعتزم الغاء الحظر المفروض على بناء الأبراج العالية لحل مشكلة السكن التي باتت تخنق العاصمة الفرنسية. إذا تحقق لعمدة باريس برتران دولانوي ما يريد فإن برج إيفل ربما يصبح له قريبا الكثير من الأقران في سماء باريس.. ففي تحرك أثار قلق كثير من الباريسيين يفكر دولانوي ومستشاروه في إلغاء حظر فرض قبل 29 عاما على بناء الأبراج في المدينة وهو ما جعل باريس واحدة من المدن الكبيرة القليلة في العالم الخالية سماؤها من الأبراج الأسمنتية. والسبب الذي دفع العمدة للتفكير في ذلك هو مشكلة العثور على سكن في المدينة مما جعل أعدادا كبيرة من سكان باريس ينتظرون كثيرا من أجل الحصول على المسكن المناسب.. وفضلا عن ذلك فإن دولانوي وعد في حملته الانتخابية التي قادته ليصبح أول عمدة اشتراكي لباريس على مدى أكثر من 100 عام بإضافة 30 هكتارا من الحدائق العامة ورياض أطفال تسع 4500 طفل و50 ألف مسكن عام. ويفكر مجلس العاصمة فيما إذا كانت الوسيلة الوحيدة لتوفير هذه المساحة هو التوسع الرأسي. وإذا ما قرر ديلون ومستشاروه المضي قدما في هذا الاتجاه فإنه سيمثل ثورة في شكل المدينة وفي النظرة التي ينظر بها إليها. فلقد اتخذ الباريسيون دائما موقفا معاديا لاي تفكير في إحداث تغيير كبير في مستوى ارتفاع المباني كما أن ارتفاع المباني الجديدة في المدينة ظل مقيدا بشدة بشكل عام. وهذا يفسر كم الاحتجاجات والسخرية التي واجه بها سكان ومثقفو المدينة بناء برج إيفل عام 1889 والذي يرتفع الان في سماء المدينة لمسافة 324 مترا. وفي عام 1958 عندما قررت حكومة الرئيس شارل ديجول الموافقة على إقامة برج حديث في حي مونتبارناس الراقي فإنها حددت ارتفاع المباني الجديدة في باريس بما لا يزيد على 31 مترا في منطقة وسط المدينة و37 مترا في محيطها. وكان برج مونتبارناس الذي يبلغ ارتفاع 209 أمتار والذي اكتمل العمل فيه عام 1973 مدعاة فخر لاهل باريس أثناء بنائه. بيد أنه صار سببا لازدرائهم عند اكتماله لانهم أدركوا أنه يفسد عليهم متعة النظر صوب السماء المفتوحة. وفي عام 1974 وتحت ضغوط من الرئيس فاليري جيسكار ديستان فإن الحد الاقصى المسموح به لارتفاع المباني الجديدة في باريس انخفض إلى 25 مترا في وسط المدينة و31 مترا في محيطها.. ويدعو دولانوي إلى تبني اتجاه جديد للتوسع الرأسي في المدينة فضلا عن مفهوم جديد للمدينة نفسها كمعرض للعمارة الحديثة. ويقول العمدة علينا واجب هو أن نسمح للموهوبين من مهندسي العمارة في القرن الحادي والعشرين بالازدهار في باريس مشيرا إلى أن برج مونتبارناس المكروه بشدة ليس هو المقياس في مسألة المباني المرتفعة.. ويوضح أن المشكلة ليست في الارتفاع. بل في اللمسة الجمالية . لكن استطلاعا للرأي أجرته صحيفة لو باريزيان اليومية مؤخرا يظهر أن معظم سكان باريس يعارضون أفكار العمدة، وقالت سيدة من سكان باريس تدعى جاكلين بونافو 77 عاما لا أريد أن تبدو المدينة مثل مانهاتن (حي في نيويورك شهير بناطحات السحاب) .