يرى الارهابيون ان الكراهية والبغضاء ورفض الاخر قيمة اجتماعية وفضيلة اخلاقية ولهم الحق في مصادرة حق الآخرين في الوجود، فبدلا من السلم والتعايش والتسامح الاخذ بعقيدة العداء التي تسعى لتأجيجها اطراف ارهابية لاتمت للدين الاسلامي بصلة، لأن الاسلام دين سلم وجاء لخير البشرية ونشر العدل ليعيش البشر حياة كريمة، الله سبحانه وتعالى كرم بني آدم، وفضله على كثير من المخلوقات، قال تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) سورة الاسراء آية 70. ويرى الاسلام ان من سنن الله في خلقه انه جعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا، قال تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم ان الله عليم خبير) سورة الحجرات آية 13. واختلاف الألسن والألوان آية من آيات الله، قال تعالى: (ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم ان في ذلك لآيات للعالمين) سورة الروم آية 22. ان الكراهية والبغضاء ربما تؤججها دوافع فكرية شاذة او دينية متطرفة وتوظفها شرذمة لخدمة مطامعها، اصحاب النفوس ذات المطامع المريضة بالسيطرة، تبدأ هذه النفوس للوصول لمطامعها بتحريك خلاياها كماتحرك حجر الشطرنج معتمدة على عامل الكراهية للاخر على اعتبار ان الاخر لا يستحق الوجود فهي تملك كل الحق والحقيقة وحق الفكر والتفكير والتكفير وحق الوجود والعدم، تستصرخ الثأر العقائدي معتمدة على الموروث التاريخي الذي يظل المحرك في بعض حالات العداء، فما يحدد العلاقة مع الاخر التاريخ لا الواقع، وفيما نتذكره عنه لاما نمارسه معه، فما مضى يظل صدى يستصرخ الثأر، ولنا عبرة في الحربين العالميتين على الرغم من شناعتهما وفظاعتهما وما جرى فيهما من دمار وشلالات الدم الا ان ابناء هذه الحروب لم يقعوا اسرى هذا التاريخ، لأن هذا التاريخ ليس عقيدة. ان اكبر العوامل التي بسببها حصدت الارواح، واصبح القتل فضيلة هي (عقيدة الكراهية للاخر) الذي جعل للابادة والقتل لذة، والمتصفح لتاريخ البشرية يتبين مدى اثر الكراهية في امداد وقود الحروب والابادات، كالحروب الصليبية.. وما يحدث الان في مجتمعنا من تفجيرات تهدد امن واستقرار وطننا. في هذا العصر علينا التمسك بالقيم الاسلامية، ومن هذه القيم التي سعى الاسلام لتثبيتها وغرسها في النفوس: فضيلة التسامح، والتواضع، والتعايش، وان كان هناك من يهدف الى اختلاق حدوث صدام بين كل من الغرب والعالم الاسلامي او علىالاقل تصوير وقوعه بينما الاسلام في حقيقته منتشر في العالم كله شرقه وغربه، ويتوافق ويتعايش مع نظم سياسية وثقافية عديدة على امتداد المعمورة.