اعتاد روبرت الذي جاء من الكاميرون طالبا اللجوء الى ألمانيا ان يناديه الناس يا زنجي ويسخرون منه ويصدرون اصواتا مثل صوت القرود، الا ان الذي يضايقه اكثر انه مراقب أينما ذهب، في المتاجر أو المكتبة المحلية لاعتقاد الموظفين أنه جاء ليسرق، وعند دخوله مقهى أو مطعما يسترد الزبائن معاطفهم من الشماعة التي علق عليها معطفه. روبرت (45 سنة) الذي لم يشأ ذكر اسمه بالكامل وهو محاسب عاش اربع سنوات في مخيم لطالبي اللجوء في بوتسدام جنوب غربي برلين ، وصف الوضع بانه الجحيم ، مشيرا الى انهم يعتقدون ان السود يعيشون من الجريمة. يشار الى ان التعصب العرقي المكشوف ينتشر في ألمانياالشرقية الشيوعية سابقا حيث تفشت البطالة بعد اعادة الوحدة وبعد ان عاش الناس عشرات السنين دون ان يلتقوا بأجانب غير الزعماء السوفيت والسياح من أوروبا الشرقية. وفي بداية التسعينات عندما هرب آلاف من طالبي اللجوء من مناطق الحروب في البلقان وأماكن أخرى ارسلتهم السلطات الالمانية الى مدن في الشرق وأصبح الاجانب كبش الفداء لمشاكل ما بعد الشيوعية. كما انتشرت كراهية الاجانب ومعاداة اليهود بين جماعات النازية الجديدة واليمين المتطرف العنيف. وقالت جوديث بوراث مديرة وكالة اوفربرسبكتيف التي تمولها الدولة لمساعدة ضحايا الهجمات جزء كبير من السكان يسلكون سلوكا عرقيا ويكرهون الاجانب. ولا تقتصر الهجمات التي تحفزها العنصرية وكراهية اليهود على شرق ألمانيا وان كانت أكثر أربع مرات مما يحدث في الغرب حسبما يقول تقرير عام 2002 . وتعرض روبرت للضرب مرتين العام الماضي ويؤكد ان القصد كان عنصريا، كما كسرت ذراع صديق له من سيراليون عندما ضربه شابان بجنزير، الا ان الانباء التي ترددت في منتصف الشهر الحالي بأن الشرطة أحبطت خطة لهجوم بالقنابل على حفل لارساء حجر الاساس لمركز يهودي سلطت الاضواء على عنف اليمين المتطرف في ألمانيا التي اقامت محارق لليهود في الحرب العالمية الثانية. كما اثارت مخاوف من انشغال السلطات بمطاردة المسلمين المتشددين بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على الولاياتالمتحدة لدرجة تعجز معها عن وقف تفاقم خطر جماعات النازية الجديدة. وزير داخلية ولاية بافاريا جونتر بكشتاين قال اتضح في الاشهر الاخيرة ان هناك تصعيدا والامور تطورت الى مستوى جديد تماما، خصوصا وان الشرطة الالمانية ضبطت متفجرات ومسدسات واعتقلت عدة أشخاص في ميونيخ والى الشرق منهم زعيم واحدة من 160 منظمة نازية جديدة في ألمانيا. وتقول الشرطة ان عددا كبيرا منهم ينتمون الى أندية للسلاح. من جانبه اشار المحلل السياسي المتخصص في شؤون اليمين المتطرف بجامعة برلين الحرة هاجو فونكيه ان انحسار الضغط الشعبي اسهم في جعل تلك الهجمات أكثر شراسة، لكنه لا يتوقع ان يستشري خطر اليمين المتطرف لان الديمقراطية راسخة لدرجة ان هذه الجماعات لا تفوز بتأييد يذكر في الانتخابات وأقل منه بكثير في فرنسا والنمسا وهولندا. وتؤكد القوانين الليبرالية حرية التعبير والاجتماعات. لكن لا يسمح لهذه المنظمات بانكار حدوث المحرقة أو استعراض رموز نازية مثل الصليب المعقوف. كما تحاول الحكومة أيضا حظر الحزب الديمقراطي القومي الذي يشبه بحزب هتلر النازي في العشرينات. ومنذ اعادة الوحدة الالمانية في 1990 سقط أكثر من 100 قتيل في عنف عنصري. كما تتعرض الممتلكات للهجوم مثل متاجر وبيوت الاتراك ويرسم النازيون الجدد الصليب المعقوف على شواهد قبور اليهود. وتفرض حراسة دائمة على معظم معابد اليهود، حيث سجلت وكالة الامن الداخلي وقوع 772 حالة من جرائم العنف السياسي التي يذكيها اليمين المتعصب عام 2002 بالمقارنة مع 709 جرائم عام 2001. وتقول الوكالة انه يوجد في ألمانيا 10700 يميني متطرف يمكن أن يرتكبوا اعمالا عنيفة حسب احصائيات عام 2002 بزيادة نحو 30 في المئة عن 1998، اغلبهم حليقو الرؤوس اجتذبتهم الايديولوجية النازية واغان تحض على مهاجمة اليهود مثل (اذا صادفك يهوديا في الشارع اغرس سكينا في صدره). ورغم اعتقالات ميونيخ يقول مسؤولون ان اليمين المتطرف ينقصه التنظيم ليكون فاعلا مثل تنظيم الجيش الاحمر الذي بث الرعب في ألمانيا في السبعينات.