يحملق زهير البنا في سيارات مرسيدس واوبل وسيارات رياضية معروضة في سوق سيارات في بغداد قبل ان يستقر على سيارة بي. ام. دبليو. من طراز 535 اي. موديل 1991 . وهو يريد قبل ان تعيد السلطات الامريكية اعادة تطبيق القوانين والضرائب في محاولة لتنظيم سوق من أكثر الاسواق رواجا في العراق منذ الاطاحة بصدام حسين في ابريل نيسان شراء سيارة مستوردة رخيصة. وقال البنا وهو يبتسم قبل ان يتوجه لتقييم سيارة بحالة جيدة سعرها خمسة آلاف دولار (سوف اضعها في الجاراج واستخدم سيارتي التويوتا كورونا الى ان تصبح الاوضاع آمنة). وشهدت بغداد موجة سرقة سيارات بالاكراه بعد سقوط صدام وان كانت هذه الاوضاع قد خفت حدتها في الاشهر الاخيرة. لكن حالة الامن لم تمنع العراقيين من حمى الاقبال على شراء السيارات بسبب قرار الحاكم الامريكي للعراق بول بريمر في مايو ايار بالغاء الرسوم الجمركية الصارمة التي كانت سائدة حتى نهاية العام. وتنظيم هذا القطاع الرئيسي في اقتصاد العراق الحر يمكن ان يصبح معيارا رئيسيا في اعداد وتطبيق القوانين التي ستحكم الاقتصاد والملكية الخاصة بعد ان كانت كل هذه الامور تخضع لحكم فرد واحد. وتحولت اجزاء من بغداد الى اسواق متربة في الهواء الطلق للسيارات. ولا احد يعرف عدد السيارات التي تدفقت على العراق منذ سقوط صدام لكن يمكن حسابها بعشرات الالوف. وبعد ثلاثة حروب و13 عاما من عقوبات الاممالمتحدة والضرائب الضخمة لم يستطع كثير من العراقيين الانتظار لتملك سيارات ذات نوعية جيدة. بعضهم لديهم مدخرات بينما تربح البعض الآخر من عمليات النهب التي اجتاحت البلاد في ابريل ومايو. وازدهرت سوق السيارات رغم ان تقريرا للامم المتحدة والبنك الدولي توقع انكماش الاقتصاد بنسبة 22 في المئة هذا العام بعد تضخمه بنسبة 21 في المئة في العام الماضي. وهم يتوقعون نموا نسبته 30 في المئة في عام 2004 لكن جانبا كبيرا من هذا يعتمد على تدفق التعهدات الى اقتصاد العراق المنهار بسبب الهجمات على قوات الاحتلال التي تقودها الولاياتالمتحدة والتفجيرات الانتحارية التي تستهدف ضمن اشياء اخرى موظفي الاغاثة الاجانب. وكانت سوق السيارات المستخدمة في بغداد من أكثر الاسواق قوة لكن بعض التجار في منطقة النهضة يشكون من ان السيارات تتدفق بسرعة كبيرة. وبالاضافة الى سوق السيارات المستخدمة من طراز دايو الكورية التي تغطيها طبقة كثيفة من التراب خارج المنازل فان سيارات من طرازات جاجوار وتويوتا ولكزس رمز الازدهار في العراق الجديد تنتظر في قاعات المعارض. وكثير من السيارات في الشوارع الفوضوية لبغداد ليس لها لوحات معدنية أو لوحات تبين منشأ السيارة وهل هي هولندا أم دبي. وتحاول شرطة المرور تغيير ذلك من خلال اصدار لوحات معدنية عراقية مؤقتة مقابل اربعة دولارات الى ان يبدأ سريان الرسوم الجمركية والتنظيمات الاخرى. وقالت الشرطة انها تسجل ما يصل الى 1800 سيارة يوميا. ويقومون بتسجيل ارقام الشاسيه الذي يأمل بعض افراد الشرطة في ان يساعدهم على تتبع اصول التفجيرات الانتحارية باستخدام عربات محملة بالمتفجرات لتحدث تأثيرها المدمر. وبعض الاسعار تبدو جيدة اذ يبلغ سعر السيارة من طراز اوبل فيكترا التي يرجع سنة صنعها الى اوائل التسعينات 2500 دولار بينما يبلغ سعر السيارة المرسيدس طراز 300 اس اي موديل 1990 بين 5000 دولار و5500 دولار.