انها فئة الشباب اللبنة الاولى لكل مجتمع والقاعدة التي تستند عليها كل امة في العمل على تطوير مجتمعها, انها فئة لها مكانتها وقدرها العظيم, هذه الفئة التي ربما اهملت الى حد كبير فأخذت تتخبط في سيرها, تنجرف مع سائر التيارات التي تواجهها دون ان تكون لها وجهة محددة او هدف يسمو اليه في ظل هذا الصراع المريع تلقفت احدى الخلايا المظلمة نماذج مشرقة لهذه الفئة فحولتها واستحالتها الى نماذج منحرفة, حولتهم الى قنابل موقوتة والى ادوات من التفجير مرئية ومسموعة تسبب الضياع والدمار والقلق والفوضى والشنار ولعل الجميع شاهد النماذج التخريبية لبعض نماذج هذه الفئة اظن ان الجميع عرف مقصدي ومرامي الذي اشير اليه من مجمل كلامي, انهم اولئك الشباب الذين جعلوا من الكهوف سكنا لهم ومن الجلسات الصاخبة مرتعا لهم اولئك الشباب الذين غسلت ادماغهم افكار الزيغ والضلال فئات من الشباب تخلت عن مركز الوسط فوقعت في الافراط والتفريط, واعتقد ان ذلك كله يعود الى ضعف الجهود المخصصة في توعية الشباب هذه هي الحقيقة نحن نشاهد بعض الجهود اليسيرة ولكنها جهود فردية من قبل افراد قد احبوا هذا الوطن واهتموا واغتموا للمشاكل التي تحصل فيه فاعتمدوا على امكاناتهم المحدودة, التي نجدها بسرعة قد انطفأ نورها وبريقها الذي اضاء لكثير من الشباب طريقه ونجد شبابا قد تصيدتهم جماعات ذات فكر منحرف عن المنهجية والوسطية الشرعية, فغرسوا تلك الافكار حتى صارت كالدم يجري في عروقهم وكالهواء يسري في ابدانهم, فصاروا ادوات لهم يستخدمونها في تحقيق اغراضهم الخبيثة المشينة, فصاروا مفاتيح كبرى ينفذ من خلالها الشر. ماذا تتوقع من شرذمة قد غرست فيها هذه الافكار؟؟ وفي الواقع فان العقل يسأل ويغوص في موج من الحيرة اين المؤسسات الحكومية من الاهتمام بقطاع الشباب؟ اين البرامج الموضوعة لتوعية الشباب, اين الندوات التي تحاور الشباب وتسمع آراءهم ومقترحاتهم اين البرامج التي ترعى الموهوبين من الشباب والذين يحملون افكارا نيرة تساهم في تطوير الوطن؟؟, اين المؤسسات الخاصة في دعم الشباب لماذا لانرى لهذه المؤسسات مساهمات اجتماعية الحقيقة التي يجب ان نتقبلها بحزن شديد انه لا شيء من ذلك موجود فكم من نفوس تحطمت ومواهب اختفت ومنارات من الفكر قد انطفأت كلها سقطت في اوحال الخيبة ومرارة الالم عند فقد الامل, وجميعنا نشاهد حوادث الرياض المؤلمة كانوا كلهم من الشباب انساقوا وراء الافكار المظلمة وغابت عنهم التوعية فصاروا وسيلة لزرع الفوضى بين الناس ونشر الخوف بينهم ان هذه الفئة تحتاج الى كثير من العناية والاهتمام فهم امل لهذا الوطن فينبغي ان تغرس في قلوبهم حب الدين وان ننمي في نفوسهم القيم الاسلامية الوسطية, وان نجعل حب الوطن في القلوب ثابتا وفضلا من الله سبحانه فقد اتسع خاطري عندما شاهدت الاعلان الموزع في المساجد عن ملتقى الشباب الاول في الاحساء والمقام في المعهد الثانوي الصناعي لمدة خمسة ايام قامت بدعمه عدة مؤسسات خاصة وتقوم جريدة (اليوم) كما عودتنا بتميزها بالراعي الاعلامي فلها الشكر الجزيل على دعمها لمثل هذه المحافل الهامة, وفي الحقيقة فقد سعدت نفسي وانشرحت بهذا الملتقى فقد بدأت المؤسسات تتنبه الى اهمية فئة الشباب كونهم اساس كل مجتمع ونرجو ان تتكرر الملتقيات ويجد الشباب لهم متنفسا يعبرون به عن خواطرهم ويفصحون بها عما تكتم صدورهم فهم امل الغد ولبنة المجتمع ولبة واساسه ومن سيحمل هم الدفاع عن الدين والوطن سواهم. احمد بن خالد احمد العبدالقادر طالب بكلية الشريعة والدراسات الاسلامية بالاحساء