اعتقل أمس الأحد محمد خونا ولد حيدالله الزعيم المعارض الرئيسي في موريتانيا بعد ساعات من إعلان فوز الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيد احمد الطايع في انتخابات الرئاسة التي قال منافسوه: انه فاز بها بالتلاعب. وقال مستشار قانوني لولد حيدالله الحاكم العسكري السابق وأكبر منافس للطايع: ان الشرطة اصطحبت ولد حيدالله من منزله. وكان ولد حيدالله قد اعتقل فترة قصيرة قبل الانتخابات للاشتباه في تخطيطه لانقلاب. وقال جيابيرا ماروفا المستشار القانوني لولد حيدالله: "اعتقل.. فقد أحاطت الشرطة بالمبنى.. حوالي الساعة السادسة صباحا /0600 بتوقيت جرينتش/ اقتحموه واصطحبوه بعيدا". وقال شهود العيان.. ان الشرطة اعتقلت ايضا سبعة على الاقل من أتباع ولد حيدالله. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الشرطة. وأوضحت النتائج الرسمية للانتخابات التي جرت يوم الجمعة ان الطايع فاز بثلثي الأصوات بينما جاء ولد حيدالله في المركز الثاني بحصوله على 7ر18 في المائة من الأصوات. واختبأ ولد حيدالله يوم الجمعة الا انه ظهر ثانية بعد يوم وقال انه لا يمكنه "التخلي عن سفينة تغرق". وقال انه سيستخدم كل الوسائل القانونية الممكنة لتحدي نتيجة الانتخابات ولكنه يتوقع ان يلقى القبض عليه في أي وقت. وانضم ائتلاف موسع يضم أعضاء يتراوحون بين ليبراليين وإسلاميين يساندون ولد حيدالله إلى خاسرين آخرين وقالوا انهم سيتقدمون بطلب للمجلس الدستوري لتحدي ما وصفوه "بسرقة انتخابية بالإكراه". وكان حيدالله (63 عاما) المنافس الرئيسي للرئيس معاوية ولد سيد احمد الطايع في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الجمعة. وقال شاهد عيان كان داخل منزل حيدالله: ان اعدادا كبيرة من الشرطة وصلت إلى المكان خلال الليل الفائت وطوقت المنزل وانتظرت حتى الصباح لالقاء القبض على حيدالله. وأكد أحد أفراد فريق حيدالله الانتخابي اعتقال زعيم المعارضة. وحصل ولد الطايع (62 عاما) على اكثر من 66 في المائة من الأصوات في الانتخابات التي جرت يوم الجمعة، طبقا لما أظهرته النتائج الرسمية التي أصدرتها وزارة الداخلية، بينما لم يحصل حيدالله سوى على اقل من 19 في المئة. ورفضت المعارضة نتائج الانتخابات ودعت الى إجراء عملية تصويت جديدة. وحث حيدالله الموريتانيين كافة على (المقاومة) والدفاع عن حقوقهم المشروعة بعد ما قام به الرئيس (ولد الطايع من انقلاب على إرادتهم وأصواتهم). وقال خلال المؤتمر الصحفي المشترك (أوجه نداء إلى أفراد وشرائح الشعب الموريتاني للمقاومة والتصدي للظلم والغبن الذي حصل في الانتخابات الرئاسية). ومن جانبه أكد الرئيس الموريتاني نيته احترام القانون وصون الحريات والحقوق ورفض المساس بأمن البلاد أو استقرارها. وقال إن (الانتخابات كانت نجاحا باهرا للشعب الموريتاني بمختلف فئاته) مجددا اتهامه لمرشحي المعارضة بالتخطيط للعنف. وحول اختفائه قال ولد حيدالله: إنه قرر طواعية (الابتعاد عن منزله من أجل تفادي اعتقاله من قبل السلطات الأمر الذي أتوقعه في أي لحظة) وأن عودته إلى الواجهة (كانت مقررة ليلقى نفس المصير الذي ينتظر زملاءه). وأوضح أن الهدف من (ابتعادي عن منزلي ومكاتبي هو ضمان مواصلة التنسيق والتشاور مع زميلي أحمد ولد داده ومسعود ولد بالخير). وقد أصدر المرشحون الثلاثة بيانا أعلنوا فيه (رفضهم القاطع الاعتراف بنتائج الانتخابات) التي وصفوها ب (المهزلة الانتخابية) وبالانقلاب على إرادة الشعب الموريتاني. وطالب مرشحو المعارضة باعادة الانتخابات في أجواء شفافة من التشاور وحملوا الرئيس ولد الطايع مسئولية جر موريتانيا الى (حرب أهلية). وقد أعلن المعارضون عن تشكيل لجنة للتنسيق تعنى باحصاء جميع التجاوزات والخروقات التي أكدوا حصولها الجمعة الماضية وعمليات التزوير التي تمت على نطاق واسع حسب ما ورد في بيانهم. وكان ولد الطايع قد أطاح بحيدالله في انقلاب عام 1984. ثم انتخب عام 1992 باغلبية 63 في المئة من الأصوات واعيد انتخابه مرة أخرى عام 1997 بعد ان حصل على 90 في المائة من الأصوات في انتخابات قاطعتها المعارضة. ويبلغ عدد سكان موريتانيا 8ر2 مليون نسمة يشكل احفاد عرب الاندلس من السود والبيض 80 في المئة منهم اما الباقون فهم من الافارقة السود.