نواكشوط - رويترز - قالت الحكومة ان الجنرال محمد ولد عبد العزيز الذي أطاح بأول رئيس موريتاني منتخب ديمقراطيا في انقلاب العام الماضي فاز في انتخابات الرئاسة من الجولة الاولى. وقال وزير الداخلية محمد ولد ارززيم الاحد بعد ساعات من رفض مرشحي المعارضة الرئيسيين للانتخابات بوصفها زائفة ان عبد العزيز حصل على 52.6 في المئة من الاصوات. وقال ارززيم انه لا توجد اي شكاوى رسمية مما يلغي الحاجة الى اجراء جولة اعادة. ولا يزال يتعين ان تقر المحكمة الدستورية نتيجة الانتخابات. وقال عبد العزيز الذي تعهد بمعالجة الارهاب في بلد شهد هجمات متفرقة من جانب القاعدة ان هذا نصر ضد الفقر والجهل وان الذين يقولون ان هناك تحايلا لابد وان يقدموا دليلا ملموسا. والانتخابات التي جرت امس السبت هي الأولى منذ ان اطاح عبد العزيز بأول رئيس منتخب ديمقراطيا لموريتانيا في اغسطس آب الماضي. واستهدفت الانتخابات اقناع المستثمرين والمانحين بان البلاد مستعدة للعودة الى صفوف المجتمع الدولي بعد العقوبات التي فرضت عليها في اعقاب الانقلاب. وأصدر المنافسون بيانا اليوم الأحد قالوا فيه انهم باديء ذي بدء يرفضون بشدة النتائج الملفقة وثانيا يطالبون المجتمع الدولي باجراء تحقيق لتسليط بعض الضوء على العملية الانتخابية. وقال محمد ولد بيا المتحدث باسم المجموعة إنه تم التلاعب في القوائم الانتخابية وإن الناخبين استخدموا بطاقات اقتراع وبطاقات هوية مزورة خلال الانتخابات لزيادة عدد الأصوات الممنوحة لعبد العزيز. ولم يقدم اي دليل على مزاعمه. وكان مرشحو المعارضة الرئيسيين يعتزمون مقاطعة الانتخابات في باديء الأمر لكنهم وافقوا على المشاركة بعد مفاوضات مطولة في خطوة قال دبلوماسيون إنها ستضفي قدرا أكبر من المصداقية على الانتخابات. ولم يوفد لا الاتحاد الأوروبي ولا الاممالمتحدة مراقبين لكن فريق الاتحاد الافريقي في موريتانيا قال إن الإقبال كان مرتفعا ووصف الانتخابات أمس السبت بأنها شفافة. ومن بين المنافسين لعبد العزيز المعارض المخضرم احمد ولد داده وأعل ولد محمد فال وهو قائد انقلاب سابق ومسعود ولد بلخير وهو سياسي قاد التحدي للانقلاب العام الماضي. واظهرت النتائج التي اعلنتها وزارة الداخلية ان مسعود وولد داده كانا اقرب المنافسين لعبد العزيز حيث حصل مسعود على 16.3 في المئة من الاصوات فيما حصل ولد داده على 13.7 في المئة. وتوقع محللون فوز عبد العزيز لكنهم قالوا إن اشتراك ولد داده وفال الذي حظي الانقلاب الذي قاده عام 2005 بشعبية لأنه عزل حاكما عسكريا كان يحكم البلاد لفترة طويلة يمنح الناخبين فرصة حقيقية ويعزز من موقف المعارضة. ووعد عبد العزيز بخفض أسعار المواد الغذائية والوقود وهو الوعد الذي من المرجح أن يستميل الكثير من الموريتانيين . ويعيش 40 في المئة تحت خط الفقر في دولة تصدر الاسماك وخام الحديد لكنها تأمل ان تزيد انتاجها النفطي من الحقول النفط البحرية. واشتبكت الشرطة الموريتانية مع من يشتبه في انهم متشددون من القاعدة في العاصمة يوم الجمعة بعد اسابيع من اعلان القاعدة بانها قتلت موظف اغاثة امريكيا هناك. وعلقت الولاياتالمتحدة التعاون في مجال مكافحة الارهاب بعد الانقلاب الذي وقع في عام 2008. وقال عبد العزيز ان بلاده تأخذ هذا التهديد الارهابي على محمل الجد وانه لا يتعين عليها مكافحة الارهاب على المستوى الامني فحسب ولكن ايضا من خلال تحسين ظروف معيشة الشعب ومكافحة الجهل. وسيعطي اجراء انتخابات حرة مثالا إيجابيا يحتذى بالنسبة لباقي المنطقة التي أصبحت فيها الانقلابات العسكرية والأزمات الدستورية سمة سياسية خلال العام المنصرم. ولكن منافسي عبد العزيز شكوا من أن الانتخابات أحدثت عكس ذلك. وقال مسعود "من الواضح تماما بالنسبة لي أن ما نشهده هو تمثيلية انتخابات."