استقبل مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض بعد منتصف ليلة أمس 41حالة من المصابين وجميعهم من الجنسية العربية وأغلبهم من لبنان والأردن وفلسطين. من بينهم 6 أطفال أصغرهم يبلغ من العمر سنة و 4أشهر والبقية من مختلف الأعمار نساء ورجال. "اليوم" التقت بعدد من المصابين وشهود العيان واستمعت إلى إفادتهم قال احدهم: سمعنا في البداية انفجارا بعيدا وتلاه انفجار قوي نتج عنه احتراق المنزل وكنت في الدور الثاني مع طفلي وزوجتي واضطررنا لانزال الأطفال ورميهم من الدور الثاني إلى الارض من البلكونة ثم رميت نفسي وزوجتي إلى الأرض حتى لا نموت بسبب الاختناق الناتج عن الحريق ولم يكن أمامنا الا هذا الخيار. ويضيف: ان المفجرين لم يأتوا من البوابة الرئيسية وانما قد يكونوا فتحوا معبراً في أحد الجدران المحيطة بالمبنى. وأضاف: ان جميع السكان من العرب ماعدا حوالي 5 فلل من الجنسيات الأجنبية وقال سمعنا بعد ذلك اطلاقا شديدا لاسلحة الذخيرة وكان أصيب وزوجته وطفليه بجروح نتيجة وقوعهم على الارض من الدور الثاني. وتقول ريما ( 35سنة) من لبنان انها أصيبت بطلق ناري في عينها وقد يكون شظية ومن جانب آخر تجمع عدد كبير من الأشقاء العرب للاستفسار عن أقاربهم حيث جهز المستشفى طاولة لاستقبال استفساراتهم والإجابة عليها. وروى أحد شهود العيان من المقيمين داخل المجمع انه سمع دوي انفجار هائل بينما كان يبعد عن المجمع السكني بحوالي 7 كيلو مترات، ولم يجل بخاطره أن الصوت قادم من المجمع الذي يسكنه وزوجته الحامل. وأضاف الشاهد انه تلقى اتصالا هاتفيا من زوجته وأخبرته بصوت متقطع أن انفجارا وقع داخل المجمع وأنها أصيبت بشظية من جراء الانفجار، وأوضح الشاهد أنه أسرع إلى المجمع السكني وهو يكاد لا يرى ما أمامه. وقال: عندما وصلت إلى حدود المجمع وجدت قوات كبيرة من الأمن تحاصر المكان وأخبرتهم بأنني من السكان وأن زوجتي في الداخل مصابة فرفضوا السماح لي بالمرور وطمأنوني على حالتها وأنها سوف تنقل إلى المستشفى التخصصي في أسرع وقت، وعندما تم ذلك لحقتها إلى هناك حيث وجدتها داخل العناية المركزة حيث أجريت لها الإسعافات اللازمة ونقلت بعدها إلى غرفة صصتنويم'' عادية أفاد الأطباء بأن حالتها مستقرة حيث تركزت إصابتها في منطقة الكتف والظهر من أثر الشظايا وأن وضعها الصحي مطمئن ولم يصب الجنين في أحشائها بأي شيء. ويقول شاب لبناني نجا من الحادث يدعى وسيم: سمعنا في البداية صوت إطلاق رصاص وبعدها مباشرة بدأت الانفجارات المروعة ودب الهلع في صفوف السكان. ويضيف وسيم: لقد اخترنا هذا المخيم لكثرة العرب فيه بل لأنه مخيم العرب ومع ذلك لم يسلم من إرهاب المفسدين في الأرض. ويمضي يقول: بمجرد مشاهدة الانفجارات أصابنا الذعر فلم ندر ماذا نفعل خاصة وقد تأكدنا أن الجناة من الانتحاريين. أما نسيم وهو شاب لبناني آخر نجا من الحادث فيقول : ان مخيم "المحيا" كان يعد في نظر الكثيرين من أكثر المخيمات هدوءا وأمنا واستقرارا. ويبلغ إيجار الفيلا الواحدة المكونة من غرفتين وصالة 45 ألف ريال, فيما يصل سعر ال3 غرف وصالة إلى 50 ألفا. نسيم خرج بملابسه فقط للبحث عن فندق ينام فيه حتى الصباح قبل أن يحاول العودة إلى المخيم لجمع أشيائه والتعرف على ما جرى لزملائه...