يصف فلسطينيون في مدينة خان يونس بقطاع غزة الغزو الذي تعرضت له المدينة أول أمس الاثنين من قبل الدبابات وطائرات الهليكوبتر الإسرائيلية والرعب الذي عاشوه بسبب الهجوم الصاروخي القاتل. وتحدث سكان المدينة ومخيم اللاجئين المجاور لها والذي يحمل نفس الاسم كيف قضوا ليلة صعبة مرعبة وهم يواجهون النيران العشوائية من الأرض والجو. وقال شهود عيان إن الهجوم الصاروخي بالمروحيات الإسرائيلية وقع أثناء خروج سكان المدينة والمخيم من منازلهم لتفقد آثار الدمار الناجم عن قصف الدبابات والبحث عن أحبائهم. كما تحدث أطباء مستشفى محلي عن أسوأ يوم مر عليهم حتى الآن، حيث تعرض المستشفى نفسه للقصف في الوقت الذي كان العشرات من المصابين يتم نقلهم إليه. لكن الجيش الإسرائيلي دافع عن الغارة قائلا إنه قام بها لتدمير البنية التحتية للإرهاب في خان يونس، أحد معاقل حركة المقاومة الإسلامية حماس. وأضاف الجيش أنه أطلق الصاروخ بعد أن شوهد عدد كبير من الرجال المسلحين يحتشدون في الشوارع أثناء انسحاب قواته. نيران عشوائية ورأى شهود أكثر من 20 دبابة إسرائيلية وسيارة مدرعة تدخل خان يونس بعد منتصف ليل الاثنين.. وقال محمد أبو معمر، 22 عاما: كانت ليلة صعبة ومروعة. كان الأطفال يبكون والنساء يصرخن. وكانت النيران تطلق بعشوائية من الأرض والسماء. وقفنا معا وكأننا مجمدون. وقال وسام عابدين، 29 عاما، والذي أصيب بشظية في الهجوم الصاروخي إن السكان خرجوا من منازلهم مع انسحاب القوات الإسرائيلية. وأضاف: سمعنا أصوات المروحيات، وبعد دقيقتين سمعت صوتا قادما من السماء ورأيت ألسنة نيران. ثم رفعني انفجار قوي من على الأرض ودفعني لمسافة عشرة ياردات. الدماء تغطي كل شيء ونقل مواطنون تتراوح أعمارهم بين ثمانية أعوام و75 عاما إلى مستشفى ناصر. وقال الدكتور محمد أبو دلال رئيس قسم الطوارئ في المستشفى إن الأطباء أجروا 27 عملية، بعضها أجري في وقت واحد في نفس الغرفة.. وأضاف: الدماء غطت كل شيء. كما وصف صحفي يعمل مع وكالة اسوشيتدبرس كيف نجا من الموت عندما أطلقت القوات الإسرائيلية النيران على ساحة المستشفى، فيما قال الجيش إنه رد على قذائف هاون أطلقها فلسطينيون من منطقة قريبة. وقال إن المواطنين احتشدوا بالقرب من المشرحة لمعرفة مصير أصدقائهم وأقاربهم واضطروا للتدافع بحثا عن غطاء من النيران.