أكد مصدر أمني أن الطريقة التي استخدمها الإرهابيون منتصف الليلة قبل الفائتة في التفجير المروع لمجمع المحيا السكني غربي العاصمة الرياض، تشبه إلى حد كبير الأسلوب الذي اتبعه إرهابيو المجمعات الثلاثة في العاصمة في الثاني عشر من (مايو) الماضي. وأوضح المصدر أن المعاينة الأولية لحادث تفجير منتصف الليل كشفت عن أن إرهابيي مجمع المحيا استخدموا طريقة مشابهة للطريقة التي تمت بها تفجيرات 12 مايو واستهدفت آنذاك ثلاثة مجمعات سكنية. ورجح المصدر الأمني انتماء المجموعة الإرهابية التي نفذت تفجير مجمع المحيا السكني إلى تنظيم "القاعدة"، استنادا إلى ما أسفرت عنه التحقيقات في حادث مايو وإلى الطريقة والمتفجرات التي استخدمت في كلتا الحادثتين. وبين المصدر ل اليوم أن عدد الإصابات جراء حادث منتصف الليل بلغ حتى الآن 122 إصابة معظمهم من الأطفال والنساء. وسجلت الحادثة حتى الآن 11قتيلا من جنسيات عربية. وأفاد شهود عيان أن الانفجارات ناجمة عن 3 سيارات مفخخة. واندلعت الحرائق بشكل هائل في عدد من الأبنية غرب المجمع وتسببت في دمار 10 فلل متجاورة، بينما رجحت مصادر أخرى أن خطورة الانفجارات تزايدت بسبب احتراق المولدات الكهربائية. وقد سيطر رجال الدفاع المدني على الحريق عند الساعة الثانية صباحا. وسارعت قوات الأمن بإخلاء المجمع الذي يضم 200 فيلا بينها 4 فيلات يقطنها غربيون. من جهة أخرى حامت الطائرات العمودية لتمشيط المنطقة بحثا عن عدد من المطلوبين. خطة الاقتحام من جهتها، أوضحت مصادر مطلعة ل(اليوم) ان حادث منتصف الليل الرمضاني بدأ بتمركز مجموعة إرهابية على مرتفع مطل على مجمع المحيا، غربي العاصمة، بادرت بإطلاق النار على الحراسة الأمنية للمجمع، أدى إلى مقتل رجلي أمن سعوديين وحارس سوداني وآخر هندي، ثم اقتحمت سيارة مفخخة من نوع بيك آب المجمع، وبعد ثوان خفت فرقة من رجال الأمن لملاحقة مطلقي النار وطاردتهم في الشوارع حتى تمت تصفيتهم بعد تبادل لإطلاق النار، وشوهدت طائرات هيلوكبتر في مهمة تمشيط للمنطقة، بينما ذكر شهود عيان أن إطلاق رصاص جرى باتجاه الطائرة. ويقدر عدد المهاجمين في السيارة المفخخة بما بين اثنين أو ثلاثة. وشوهدت جثث الإرهابيين مشوهة داخل سيارتين لنقل الموتى. بينما تم إخلاء أسر من الساكنين بواسطة سيارات خاصة إلى أماكن إقامة مؤقتة بعيدة عن الموقع. ويتكون المجمع الذي استهدفه الإرهابيون من 200 فيلا ، يسكنها نحو 180 أسرة ومعظم سكانها من العرب، أغلبيتهم مسلمون، ويشكل اللبنانيون معظم سكانه، إضافة إلى أردنيين وفلسطينيين ومصريين، بينما لا يزيد عدد الأجانب على أربعة أسر: ألمانيتان، وإيطالية وفرنسية' يسكنون أربعة منازل من المائتين. وجميع قاطني المجمع هم موظفو شركات خاصة، معظمها يختص بالكمبيوتر والدعاية والإعلان، كما أن عددا كبيرا منهم يحملون شهادات عليا. وبين الساكنين أيضا معلمون ومعلمات في المدارس. ولوحظ في مكان الحادث أن أطفالا من بين المصابين كانوا نياما استعدادا للدراسة التي تبدأ في التاسعة والنصف صباحا، بينما كان آباء وأمهات بعضهم خارج المجمع حيث معظم الأنشطة التجارية تعمل ليلا في رمضان. طوارئ في المستشفيات وفي الدقائق الأولى من الحادث أعلنت حالة الطوارئ في جميع مستشفيات الرياض، واستقبل مستشفى الملك فيصل التخصصي حتى الساعات الأولى من فجر اليوم 42 مصابا، ومستشفى الملك خالد الجامعي الذي يقع في حرم جامعة الملك سعود القريب نسبيا من الموقع 26 حالة، والمجمع الطبي في الرياض، أقدم مستشفيات العاصمة، 11 حالة، والمركز التخصصي الطبي (مستشفى خاص) 12 حالة، وتوزعت حالات أخرى بين مستشفى الإيمان ومستشفى الأمير سلمان الحكوميين، والمستشفى السعودي الألماني مستشفى المملكة ومستشفى الملك خالد للعيون واستدعيت العشرات من سيارات الإسعاف الحكومية وتلك التابعة للمستشفيات الخاصة وعمل في الموقع أكثر من ستين فرقة إسعافية، واستمر تدفق الإسعافات وسيارات الإنقاذ والإطفاء التابعة للدفاع المدني باتجاه الموقع لنحو ساعتين، بينما استمر إخماد الحرائق الناتجة عن التفجير نحو ثلاث ساعات. ولحق الدمار بأكثر من تسعة منازل استمر رفع الأنقاض عنها حتى لحظة كتابة هذا التقرير. يشار إلى أن انفجار أمس الاول يعتبر ثاني عملية تفجير في الرياض بعد العمليات الإرهابية التي نفذها إرهابيون على علاقة بتنظيم القاعدة في الرياض 12 مايو الماضي. وشهد الأسبوعان الماضيان عمليات تعقب عديدة من قوات الأمن لإرهابيين في مناطق مختلفة من البلاد ومداهمة لأوكارهم، وضبطت كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات شديدة التركيز في حوزة الإرهابيين، كان آخرها مداهمة حي السويدي جنوبي غرب الرياض فجر الثلاثاء الماضي وقبلها في مكةالمكرمة حيث تم القبض على ستة من العناصر الإرهابية.