إن ظاهرة الطفل الموهوب قد لفتت نظر المفكرين والمربين منذ أقدم العصور, وحاول بعضهم ان يقدم تفسيرات شتى لهذه الظاهرة, كما استخدمت مصطلحات للدلالة عليها: كالعبقرية والنبوغ والابداع. وفي الواقع ان الموهوب يختلف عن المبدع فالموهوب هو الذي يمتلك قدرة عالية, أما المبدع فيتسم بالانجاز الجديد الأصيل وينظر علماء النفس تعاملهم مع الموهوبين الى المستقبل في حين ينظرون الى الماضي اثناء تعاملهم مع المبدعين. الموهوبون يختلف علماء النفس والتربية في تعريف الموهوبين إلا انهم يتفقون على ان التفوق العقلي وارتفاع نسبة الذكاء هما الأساس في التعرف عليهم. وقد اثبت علماء النفس ان نسبة الذين تقل نسبة ذكائهم عن 60 من حاصل الذكاء - وهم المتخلفون عقليا - تصل الى 2.5 من مجموع افراد المجتمع في حين ان الذين تصل نسبة ذكائهم الى 130 - وهم المتفوقون عقليا - فلا يتجاوزون 2.5 من مجموع افراد المجتمع. وبذلك يمكن تعريف الموهوب: بأنه الفرد الذي تزيد نسبة ذكائه على 130 من حاصل الذكاء وصفه (الموهوب) تعني قدرة عقلية عالية جدا وتدل الموهبة على اولئك الذين يملكون بعض القدرات الخاصة بشكل متميز مثل الرسم والشعر والكتابات الابداعية والرياضية والحرف اليدوية والمهارات الميكانيكية والقيادة الجماعية. وتؤكد البحوث الحديثة ان الموهبة ذات صلة بالذكاء وان اصحاب المواهب اناس توافرت لهم ظروف بيئية ساعدت على انماء ما لديهم من طاقة عقلية وتمايزها في اتجاه الموهبة وان نجاح الفرد يثير لديه قدرا مناسبا من الدفاعية للمثابرة والدأب وهذا في حد ذاته يحقق للفرد اداء متميزا في المجال الذي يبرز موهبته فيه. مهمة الكشف عن الموهوبين هي مهمة مشتركة بين الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات فالتعاون فيما بينهم شيء اساسي وليس لهم في الاكتشاف فقط بل حتى في توفير الفرصة لكي ينمو روحيا وجسميا وعقليا في جو ملائم يقود الى تكوين شخصية متكاملة متفوقة. (فلنسأل أنفسنا هذا السؤال هل وفرنا لهم هذه الفرصة؟). خالد بن محمد الجبالي عضو مؤسسة الملك عبدالعزيز لرعاية الموهوبين